رافق أرتورو والده فلافيو راموس إلى المستشفى، بعدما أصابه التهاب رئوي حاد نتيجة إصابته بفيروس كورونا المستجد، ولدى وصوله لاحظ شيئا غريبا: جثث ملقاة على الأرض، حدث هذا في غواياكيل، ثاني أكبر مدينة في الإكوادور، التي تعتبر واحدة من أسوأ مواقع تفشي الفيروس في العالم، وأصبحت تعرف بـ"ووهان أميركا الجنوبية".
وروى أرتورو لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، أنه لاحظ في صباح اليوم التالي ارتفع عدد الجثث في المكان إلى 3، وكان ذلك في أواخر مارس الماضي.
المستشفى الذي أدخل إليه الوالد كان الـ11 الذي يجربه الابن، فقد رفضت 10 مستشفيات استقبال حالته لأنها، كما قال الأطباء، كانت مكتظة بالمرضى.
وفي وقت لاحق توفي والد أرتورو، ورغم مرور شهر على ذلك، لم تتمكن العائلة من استلام الجثة من أجل دفنها، وذلك لأن المستشفى أبلغتهم أنها فقدت.
وذكر الابن المفجوع بوالده، أن العائلة تريد أن تدفن الأبن لتتمكن من زيارته ووضع الزهور على قبره.
وتقول أرقام رسمية في الإكوادور إن 533 شخصا توفوا في المدينة من جراء فيروس كورونا في مارس وأبريل، وخلال الفترة ذاتها سجلت أكثر من 12 ألف حالة وفاة عموما.
لكن الأطباء يعتقدون أن حالات الوفاة المرتبطة بـ"كورونا" تبلغ 9 آلاف، نظرا إلى أن الرقم يفوق بكثير الوفيات خلال الفترة ذاتها من العامين الماضيين 2019 و2019، إثر كان الرقم يتراوح بين 2500 و3 آلاف.
وقال المتخصص في علم الأوبئة أورتيز برادو، إن كورونا هو التفسير المنطقي للارتفاع المفاجئ في حصيلة الوفيات.
وتوضح قصة موت الأب واختفاء جثته كيفية انهيار نظام الرعاية الصحية المدينة التي يسكنها 3 ملايين نسمة، وتوازي في حجمها مدينة شيكاغو الأميركية، وذلك خلال أسابيع فقط.
ولم يتمكن الكثير من العائلات من وداع أحبتهم الذين توفوا بسبب كورونا، إذ فقدت جثثهم بسبب الفوضى التي رافقت تفشي الفيروس.
وقالت السلطات للابن إنها لم تتمكن من العثور على جثته، وذكر مسؤولون له أن الحل الوحيد هو أن يذهب إلى المشرحة، ويبحث بين الجثث، واكتشف هناك تكدسا كبيرا للجثامين، حيث عاين على مدار أيام أكثر من 250 جثة لكنه لم يعثر عليه، في حالة تكررت كثيرا.
ويبدو أن المدينة الساحلية لم تكن مستعدة من أجل مواجهة تفشي فيروس كورونا، واكتسبت شهرة عالمية بعد تداول فيديو على نطاق واسع يظهر جثثا تركت في الشوارع بعد أن امتلأت المشارح بالجثث.
وتحدث 3 أطباء يعملون في 3 مستشفيات مختلفة، عن سيناريو مشابه يجمع بين انهيار المستشفيات التي غرقت بمرضى الفيروس، حيث لم تتمكن سوى من تقديم علاجات بسيطة لهم.
وقال أحد هؤلاء: "كان المرضى يأتون إلى المستشفى ويموتون. كنت أحاول ما بوسعي من أجل مساعدة المريض لكنه يموت، فأحاول إنقاذ آخر بجانبه فيتكرر الأمر نفسه".
ولفت إلى أنه في مرحلة ما كانت هناك عشرات الجثث بين غرف المستشفى والمشرحة الموجودة بها، وأشار آخر: "لم يكن لدينا مكان آخر نضعها به".
قد يهمك ايضا:
GMT 15:03 2025 الأحد ,01 حزيران / يونيو
زيوت البذور بين الادعاءات والحقائق ومدى تأثيرها على الصحةGMT 20:16 2025 الأحد ,01 حزيران / يونيو
اكتشف 11 فائدة للقرنفل وتعرف على استخدامات زيته واحذر من أضرارهGMT 08:29 2025 الإثنين ,26 أيار / مايو
دواء قديم لعلاج داء السكري من النوع الثاني قد تساعد في إبطاء انتشار سرطان البروستاتاGMT 18:34 2025 الأربعاء ,21 أيار / مايو
توجه أميركي لفرض قيود جديدة على لقاحات كوفيد لمن تجاوزوا 65 سنةGMT 12:15 2025 الثلاثاء ,13 أيار / مايو
نجاح اولي في استعادة البصر عبر تجديد الخلايا العصبيه في العين Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميالحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©
أرسل تعليقك