تظهر الأبحاث في الوقت الحالي أنه من المحتمل جدا أن يكون فيروس "كورونا" تطور بشكل طبيعي، ربما بدأ لدى الخفافيش ثم انتقل إلى مضيف حيواني، حتى طور الطفرات اللازمة لجعله وباء عالميا.
وأعطت دراسة جديدة مصداقية أكبر لهذه النظرية، حيث وجدت اكتشافا "قريبا" لفيروس SARS-CoV-2 لدى الخفافيش، بما في ذلك الطفرات التي هي "إدراج انتقائي" للمواد الجينية في الجينوم الفيروسي، تظهر أن هذه التغييرات لتكوين الفيروس يمكن أن تحدث بشكل طبيعي.
ويقول عالم الأحياء الدقيقة بجامعة "شاندونغ فيرست" الطبية الصينية، ويفينغ شي: "منذ اكتشاف SARS-CoV-2، ظهر عدد من الاقتراحات التي لا أساس لها بأن الفيروس له أصل مختبري. تظهر ورقتنا البحثية بوضوح شديد أن هذه الأمور تحدث بشكل طبيعي في الحياة البرية".
وحُدد فيروس الخفاش المكتشف حديثا، والذي أطلق عليه الفريق RmYN02، خلال تحليل 302 عينة من 227 خفاشا تم جمعها في مقاطعة يونان، الصين، في النصف الثاني من عام 2019.
وبعد تحليل الفيروسات الموجودة في عينات الخفافيش هذه، تمكن الفريق من الكشف عن جينين شبه كاملين لفيروس كورونا - RmYN01 وRmYN02.
وتبين أن لدى RmYN01 تطابق منخفض مع SARS-CoV-2. ولكن RmYN02 يشارك 93.3% من الجينوم الخاص به مع SARS-CoV-2، ويشارك جين معين يسمى 1ab بنسبة 97.2% - وهو أقرب تطابق في هذا الجين حتى الآن.
ويحتوي RmYN02 على إدخال الأحماض الأمينية في النقطة التي تلتقي فيها وحدتان فرعيتان (S1 وS2) من بروتين spike. ويحتوي SARS-CoV-2 أيضا على إدخالات S1 وS2 - وهما ليسا الأحماض الأمينية نفسها في الفيروسين، ولكنها توضح أن هذه الحالات يمكن أن تحدث بشكل طبيعي.
وعلى الرغم من أوجه التشابه، لا يعني ذلك أن RmYN02 هو سلف مباشر للفيروس الذي يسبب انتشار "كوفيد 19" حول العالم - خاصة بالنظر إلى أن الجين الخاص بمجال ربط المستقبلات المهم للغاية، له تطابق منخفض جدا مع SARS-CoV-2، فقط 61.3%.
لكن العثور على جينات فيروس كورونا جديدة مفيد بشكل لا يصدق، إذا أردنا اكتشاف كيفية تطور SARS-CoV-2 إلى ما هو عليه اليوم.
وكتب أفراد فريق البحث في ورقتهم البحثية: "تؤكد دراستنا من جديد أن الخفافيش، وخاصة تلك التي تنتمي إلى جنس خفافيش حدوة الحصان، هي خزانات طبيعية مهمة لفيروسات كورونا، وتضم حاليا أقرب الأقرباء لـ SARS-CoV-2، على الرغم من أن هذه الصورة قد تتغير مع زيادة أخذ عينات الحياة البرية. وفي هذا السياق، من اللافت للنظر أن فيروس RmYN02 المحدد هنا في Rhinolophus malayanus، هو أقرب قريب لـ SARS-CoV-2 في جين النسخ المتماثل الطويل 1ab، على الرغم من أن الفيروس نفسه له تاريخ معقد من إعادة التركيب".
وحتى الآن، وجد الباحثون أن أقرب تطابق لـSARS-CoV-2 هو فيروس كورونا في الخفافيش، يسمى RaTG13، ولكن من المحتمل وجود فيروسات أقرب.
ويوضح شي قائلا: "تشير دراستنا بقوة إلى أن أخذ عينات من المزيد من أنواع الحياة البرية سيكشف عن فيروسات ترتبط ارتباطا وثيقا بـ SARS-CoV-2، الأمر الذي سيخبرنا الكثير عن كيفية ظهور هذا الفيروس لدى البشر".
وقـــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :
GMT 17:17 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر
دراسة جديدة تُحدد نظاماً غذائياً يُقلل دهون البطن ويُساعد فى الوقاية من أمراض القلبGMT 13:18 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر
دراسة جديدة تكشف أن الخفافيش قد تساعد في التوصل لعلاجات أفضل للسرطان و«كورونا»GMT 18:42 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر
تناول التمر للحامل له فوائد عديدة منها يقلل الإمساك ويعالج الأنيمياGMT 10:15 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر
علماء أميركيون يتوصلون إلى الجينات المسئولة عن تراكم التراسبات في أمراض القلبGMT 05:48 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر
منظمة الصحة العالمية تُعلن أن 21 مستشفى في غزة تلقت أوامر إسرائيلية بالإخلاء وتسلم لبنان إمدادات طبية لمواجهة أي أزمة محتملة Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك