يعتبر شاطئ "جروبوكونا" في الساحل الجنوبي لسريلانكا هو الوجهة المثالية لمحبي الهدوء التامّ، حيث لن تجد شخصًا في أي مكان على المدى البعيد وستقابلك الأمواج الجامحة جدًا التي قد تعيقك عن السباحة لمدة 8 أشهر في العام فستجد الأمواج تضرب الشاطئ بغضب ويمكنك سماع صوتها على بعد ما لا يقل نصف ميل أما في المساء فستجد الأكواخ التي لا تبعد عن الشاطئ سوى أمتار يكاد يبتلعها المحيط والحقيقة هي أن الأكواخ الأصلية قد ابتلعها البحر في التسونامي الذي وقع عام 2004 وهذه هي أول ليلة لنا في "مامبوز بيتش كاباناس" لكن الهموم كلها قد زالت مع صباح يوم جديد.
والمكان في "مامبوز" بسيط جدًا فلا يوجد سوى 4 أكواخ مرتكزة على الرمال وعدد قليل من الأراجيح تحت أشجار النخيل والبوابة المفتوحة مباشرة على الشاطئ، ووصلت إلى هذا الشاطئ مع زوجي وابني ذو الـ 6 سنوات وشعرت أننا تعثرنا في مكان غريب وحصري بسبب موقعه الخلاب والبعيد لكنه ودود ومرحب بفضل سحر صاحبه المريكي ماثيو غيل، وتناولنا على العشاء شرائح التونة والكاري وقال لنا أحد الأزواج إنهم أتو لـ 3 أيام لكن هذا هو يومهم الثامن معلقين "لا يمكننا ترك هذا المكان".
في حين سيجهّز "توك توك" أو سيارات إلى المناطق الجذابة القريبة بما في ذلك حديقة أوداوالو الوطنية التي يوجد بها ما يقرب من 500 فيل أو زيارة المعابد الصخرية في مولكيريجالا واكثر ما يحبه الناس في مامبوز هو الوقوع في شتى أنواع الكسل حيث يمكنك التدلي على الأرجوحة مشاهدة غروب الشمس وتحول الرمال الرطبة إلى اللون الذهبي وتحول السماء إلى اللون الوردي أو عمل جلسة مساج لمدة ساعتين فماثيو يعد خبيرًا في المساج التايلاندي، ومع ذلك فهناك عمل ينبغي القيام به لأولئك الذين يشعرون بحيوية حيث إنه كل صباح وفي تمام الساعة السابعة صباحًا يلقي الصيادون شباكهم على مسافات تتراوح بين 200 و300 متر من البحر وتساعد نصف القرية في الترحيب بكل زوج جديد يحل على القرية حيث شارك زوجي في صف طويل من الناس يتمايلون بينما يغني رجل كبير في السن ليحافظ على زخم الاحتفال وفي نهاية المطاف يتم جذب الشباك مرة أخرى إلى الشاطئ وهي تحمل البضائع السمينة، وقد يأتي السكان المحليين للمساعدة في الفرز مع الصيادين ونقل الصناديق إلى الأسواق والأمر على النقيض تمامًا مع بعض الصيادين بالقرب من غيل التي أصبحت واحدة من أهم المعالم السياحية في سريلانكا وهي مركز "الأسماك للسياح" في الوقت الحالي وذلك حسبما قال أحد المرشدين الذي تحدثنا إليه.
ويعتبر الصيد هنا مصدرًا للرزق بدلًا من مصدر للجذب وهذا على عكس ما كانت عليه الأوضاع في السابق فقد أخبرنا ماثيو عند عودتنا إلى الشاطئ مرة أخرى "كان الصيادون يذهبون للصيد مرة واحدة في اليوم لكن تغيرت الأوضاع وأصبحت تأتي 4 مجموعات تخرج للصيد لنحو 4 مرات خلال اليوم" وليس الصيد فقط هو ما يتغير على هذا الساحل فبعد 13 عامًا من العزلة الرائعة أصبح لمامبوز جارًا وهو فندق فاخر حديث البناء من قبل مستثمرين من الروس، ولا يمانع ماثيو من أن يكون لديه جار لكنه يشعر بالقلق إزاء حجم التطور في الفندق داخل المدينة، وقد حدثت طفرة بناء ضخمة في سريلانكا بعد 7 سنوات من انتهاء الحرب الأهلية حيث تم تشييد سلسلة من الفنادق العالمية الممتدة على طول الساحل، أما خليج "يليغاما" وهو الميناء الساحلي الجنوبي الشهير بمدارس ركوب الأمواج فيهيمن عليها الآن فندق "ماريوت" وهو الأول على الجزيرة، وفي "هامبانتونا" التي تبعد 18 ميلًا شرق "مامبوز"، اُفتتح فندق "شانغريلا" المكوّن من 300 غرفة أو بوابة في شهر يونيو/حزيران من هذا العام والذي يطل على الشاطئ النقي ويسهل الوصول إليه من مطار ماتالا راجاباكسا الجديد أو على أي خطوط طيران عالمية تصل إليه، وقد بني المطار الذي يتسع إلى مليون راكب مع مدرج يصل طوله إلى 4 كلم على واحد من ممرات الأفيال.
وبالعودة إلى الفنادق مرة أخرى فهناك قائمة طويلة من الفنادق الموجودة على الساحل حيث اُفتتحت سلسلة الفنادق الفاخرة "أنانتارا" أول فنادقها هنا في سريلانكا وهو على مشارق "تانجالا" بينما سيقتح فندق "هيلتون" أبوابه في "كوسدوجا" أما في عام 2017 فسوف تفوز "كولومبو" بسلسلة كبيرة من الفنادق من بينها "شانغريلا" و"موفنبيك" و"شيراتون" و"غراند حياة"، ولا يمكنك إلقاء اللوم على البلاد خاصة بعد معاناتها لسنوات بسبب الحرب الأهلية فيما ينتظر الكثيرون للاستفادة من السياحة، وتسعى وكالة التنمية السياحية في سريلانكا لمضاعفة أعداد السائحين خلال الأربعة أعوام القادمة بحلول عام 2020 وقد زاد عدد الزوار هذا العام ليصل إلى 2.2 مليون سائح بدلًا من 1.5 مليون سائح في عام 2015 لكن ما الذي يعنيه هذا النمو المتفشي في سريلانكا؟ فقد كان من المقرر أن يفتتح ماثيو "مامبوز" في ذلك اليوم الذي ضربت فيه أمواج تسونامي ولحسن الحظ لم يتأذ أحد وأعيد بناء الفندق مرة أخرى والآن وبعد مرور 13 عامًا زادت القدرة الاستيعابية للفندق جنبًا إلى جنب مع زيادة الحجوزات على الساحل وقال ماثيو بأسف "كان عليك أن تأتي قبل 10 سنوات حيث كانت السياحة مدمرة".
وبالنسبة للسريلانكيين الذين ولدوا وتربوا وهم متحمسين للحفاظ على تراث بلادهم وفي ظل تضاعف أعداد السياح يتطلب الأمر مضاعفة الجهود لحماية التراث والبيئة، وثارناجا ياناراتشي هو عالم آثار يعمل في مؤسسة جالي للتراث ووظيفته هي حماية المباني التاريخية التي يعود تاريخها إلى 400 عام والمدرجة على قائمة "اليونيسكو"، والتهديد البدني الرئيسي هو من المطورين أنفسهم الذين يرغبون في تغيير الوجهات الفريدة من نوعها لمنازل البلدة القديمة لكن تم تعيين ثارناجا للتأكد من أن الحصن لن يصبح متحفًا مفتوحًا وأن السياح الأغنياء فقط هم من بإمكانهم الدخول حيث يوجد هناك 6 متاجر في الفنادق وعدد متزايد من المتاجر الراقية التي تبيع عباءات يصل ثمنها إلى 40 دولار بالإضافة إلى منتجات التجميل الفاخرة والمطاعم التي تقدم الكوكتيلات والسوشي.
ماذا عن الزوار؟ ركّزت سلاسل الفنادق على المحاور الساحلية الكبرى وبعيدًا عن هذا فإنه لا يزال من الممكن أن تجد شاطئ فارغ والسير على الرمال في طريق العودة من مامبوز حيث وصلنا إلى مطعم "كينغ فيشر" وكان الشخص الوحيد الذي رأيناه في المكان هو شخص أحضر ماشيته للرعي في حقول الأرز المجاورة بينما نتناول الغداء المكون من أسماك القريدس المشوية، وفي تمام الساعة 6:30 صباحًا في "كالاماتيا" حيث ملاذ الطيور شرق مامبوز حيث البحيرة هادئة ويستخدم المحليون أعمدة خشبية لتوجيهنا خلال المياه الضحلة ولا يوجد أجمل من تقاسم شروق الشمس على البحيرة مع الطيور المختلفة والطاووس أو حتى التماسيح الصغيرة والمكان كله له سحر خاص.
حتى في أكثر المناطق ازدحامًا بالقرب من جالي على سبيل المثال ليس لديك المغامرة لتجد أماكن هادئة للبقاء فيها أما "بالم هاوس"فهو عبارة عن فيلا على بعد أميال داخل الجزيرة تقع على ساحل "أناواتونا" ويمكنك أن تركب "توك توك" إلى هناك حيث عيوننا نصف مغلقة حيث انحرف السائق عدة مرات بسبب الكلاب الضالة وسط رغبة في الموت، وبمجرد أن دخلنا بوابات الفيلا كان الجو غاية في الهدوء ولم نتمكن من رؤية شيء سوى قمم الأشجار والشيء الوحيد المثير للضجة هو أصوات القرود على الأشجار والببغاوات الخضراء، ومثل معظم منازل العطلات في سريلانكا فهناك طاه مقيم في "بالم هاوس" يدعى روان ولقد أحببناه كثيرًا ليس بسبب طهيه الرائع فقط وإنما لوجهه المبتسم، كما قمنا بزيارة إلى السوق في "هابارادوا" برفقة مرشد أخذنا إلى منزله بالقطار حيث طهت لنا زوجته "ديفيكا" حيث قضت نحو ساعة تعد أطباقًا ضخمة مستخدمة مسحوق الكاري في طهي الباذنجان وسلطة القرع وكرات السمك والتونة بالبهارات.
كيفية الذهاب إلى سريلانكا؟ هذه الرحلة مقدمة من "أكبرينس ترافل غروب" مدتها 9 ليال تشمل الأنشطة والانتقالات وقضاء 3 ليال في "بالم هاوس" و4 أيام في "مامبوز" وتكلفتها 1,015 جنيه إسترليني للفرد شاملة الوجبات بالنسبة لعائلة مكونة من 4 أفراد، كما قدمت رحلة الطيران المباشرة من مطار هيثرو إلى "كولومبو" من قبل netflights.com بأسعار تبدأ من 469 جنيه إسترليني.
GMT 19:25 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر
حصاد 2024 قائمة بأكثر 10 أغان عربية حققت أعلى نسب مشاهدة وانتشار على يوتيوبGMT 19:19 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر
النظام الغذائي الغني بالألياف يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلبGMT 19:13 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر
نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشةGMT 18:49 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر
إضافة الحليب إلى القهوة تزيد من فاعلية الخلايا المناعية بالجسمGMT 18:43 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر
دراسة جديدة تكشف وجود علاقة كبيرة بين مرض الشريان التاجي ومرض ألزهايمرGMT 18:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر
أماكن جذّابه في أوروبا لا يعرفها كثيرون مليئة بالمعالم اللافتةGMT 17:54 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر
ديكورات داخلية للمنزل الحديث مع درجات ألوان مُحايدة وأنيقةGMT 17:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر
ضعف حاسة الشم قد يكون مؤشراً رئيسياً على نوع من الأورام السرطانية Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك