arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

وداعا فاروق الفيشاوي"برنس" السينما المتمرد على الوسامة والمحلل النفسي لشخصيات مجتمعه

لايف ستايل

لايف ستايلوداعا فاروق الفيشاوي"برنس" السينما المتمرد على الوسامة والمحلل النفسي لشخصيات مجتمعه

الراحل فاروق الفيشاوي
القاهرة - لايف ستايل

أن تحافظ على جرأتك ووضوحك في مواقفك الشخصية والعملية أمر شديد الصعوبة وعلى العكس المعتاد في حياة كثير من المشاهير الذين تسلط الأضواء عليهم بصورة دائمة، يرفعون شعار التمويه بحياتهم العامة والخاصة كان فاروق الفيشاوي متربعًا على مملكة الصراحة والجرأة التي صنعت منه نجمًا مختلفًا في حياته الفنية والشخصية.

من هذه الكلمات لعلنا نخلص رحلة الراحل فاروق الفيشاوي، الرجل الذي تخطى حاجز الستين ولم تتوقف فترة حيويته وإقدامه على الحياة وبقي صريحًا في علاقته مع الجمهور الذي تعامل معه بكونه صديقًا له لذلك لم يتردد في أن يصارحه من قبل بإدمانه للمخدرات في مرحلة سابقة من حياته والتي كانت في أوج شهرته الفنية، ومن تلك المرحلة الصعبة إلى أخرى أكثر صعوبة أعلن فيها النجم المخضرم إصابته بمرض السرطان خلال حفل تكريمه بمهرجان الإسكندرية السينمائي بدورته الأخيرة ليؤكد مدى قوته في المواجهة والتحدي أمام الحشود التي جلست أمامه وغيرهم ممن شاهدوه بالتليفزيون في تلك اللحظة الخاصة.

اقرا ايضاً:

بعد غياب فاروق الفيشاوي تغيرات في عرض مسرحية الملك لير

 
واستكمالًا لهذه الصراحة كان الفيشاوي صاحب قرارات صارمة في حياته بدأت مع دخوله الوسط الفني منذ أكثر من أربعين عاما بعد أن اكتشفه المخرج المسرحي الراحل عبدالرحيم الزرقاني أثناء تأديته لدور في إحدى المسرحيات التي عرضت على مسرح جامعة القاهرة، والتي أسفرت عن قدرات الممثل الكبيرة وجرأته في تأدية الأدوار الصعبة والمعقدة، ليقرر بعدها المجازفة بترك دراسته بالصف الثالث من كلية الآداب قسم اللغات الشرقية، والالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رغم أن التمثيل لم يكن في خطته الأساسية حيث كان يطمح في أن يصبح أستاذا جامعيا حتى مع عشقه للتمثيل منذ الطفولة. من النشأة جاء اختيار الأدوار ينتمي فاروق الفيشاوي لجذور مصرية أصيلة تجمع بين حيوية الريف وصلابة أهل الجنوب حيث أن جذور أسرته تعود إلى قرية "سرس" بالمنوفية أما النشأة فكانت في مدينة "بني مزار" بالمنيا في صعيد مصر التي ولد بها الراحل، هذا الخليط الذي شكل وعيه وجعله شديد الدقة في اختيار أدواره التي جعلت منه ممثلًا ذا خصوصية، واكتملت منظومته الفنية بعد بداياته المسرحية والتي جعلته ممثلًا قادرًا على تشكيل قدراته التمثيلية حتى مع محاولات الحصر له في أدوار الشر كما أحدثت هذه البدايات تأثيرًا على حفاظه على لغته العربية الفصحى والتي طالما كان يتحدث بها دائمًا في أي لقاء تليفزيوني.

ومن هذه النشأة، تميز الفيشاوي بقدراته في تجسيد نماذج متعددة لأنماط الشخصية المصرية التي تنتمي للطبقة المتوسطة المليئة بالأحلام والطموحات، بعضها غلب عليه الشر والتسلط وراء تحقيق الهدف، والبعض الآخر ارتكز على طرح موضوعات تنوعت بين مشاكل الشباب والسياسة وأخرى.

تحدي وإصرار على النجاح ربما تطلبت المرحلة التي صعد فيها الفيشاوي تحديًا واضحًا منه في إثبات ذاته على الساحة الفنية، خصوصًا وأنه خرج في مرحلة توهج ونجاحات لنجوم آخرين كانوا بالفعل أصحاب شعبية وجماهيرية كبيرة على رأسهم الفنان عادل إمام وصلاح السعدني ونور الشريف وآخرين ولكن شغف الفنان بالأدوار والتلون فيها جعله لم يعبأ كثيرا بنجاحات من سبقوه حتى أنه لم يخش دخول الساحة الفنية عن طريق أدوار الفتى الشرير والمتملق التي اشتهر بها في بداية رحلته الفنية.

كانت بداية رحلة الفيشاوي "٦٧عامًا" الممتدة على مدار أربعين عامًا من خلال مسلسلي "حصاد العمر" أمام الفنان الراحل محمود المليجي ثم " أبنائي الأعزاء شكرا" مع الفنان عبدالمنعم مدبولي تلك الأعمال التي وضعته على الطريق ليصبح نجمه ساطعًا في مرحلة الثمانينات من القرن المنصرم والتي حالفه الحظ فيها بالعمل مع الراحل فريد شوقي ليكونا معًا ثنائي مشترك حققا فيه نجاحات كبيرة على مستوى الآعمال التي قدموها معًا في السينما والمسرح خصوصًا وأنها كانت أكثر تقاربًا مع موضوعات إجتماعية واقعية تحمل أفكارًا على غير السائد بالمرحلة السينمائية في هذه الفترة والذي سيطر عليه لفترات طويلة الكوميديا والاستعراض.

كان من بين هذه الأعمال أفلام "الأستاذ يعرف أكثر"، "الكف"، "السطوح"، ولاشك أن العمل مع "ملك الترسو" منحه ثقة ووعي في اختياراته في مرحلة تالية من مشواره الفني الذي قدم خلاله أكثر من ٢٥٠ عمل، تلك المرحلة التي تخلى فيها عن أدوار "الفتى الانتهازي" وذهب ليغير من جلده الفني بتقديم أدوار تخاطب الموروث الشعبي القديم مثل مسلسلات "علي الزيبق" البطل التراثي الشعبي، و"غوايش" الذي تناول صراع الطبقات الاجتماعية بين الغنى والفقر في مجتمعات الصعيد.

ولأن مرحلة الثمانينيات صاحبة النجاح الأكبر في رحلة الراحل كان لابد من التوقف عندها والتي تحمل العديد من الأعمال التي صنع فيها الفيشاوي بصمته منها: المشبوه مع الفنان عادل إمام، القرداتي، المرأة الحديدية، لا تسألني من أنا مع الراحلة شادية، ملف سامية شعراوي، البنات والمجهول، أرجوك أعطيني هذا الدواء، قضية عّم أحمد، الـبـاطــنيــة، سري للغاية وغيرها من الكثير والكثير الذي كان يحمل العام الواحد فيه أكثر من خمسة أعمال سينمائية للراحل.

دخل الفيشاوي بعد ذلك في مرحلة تعمق أكبر في الاختيارات التي حرص فيها على تقديم الأعمال التي تتناول الطبقات المتوسطة والمهمشة وغيرهم من الكادحين مرورًا بالأعمال السياسة التي قدمها في الحقبة التسعينية مع كل من نادية الجندي ومحمود يس ونبيلة عبيد.

وكانت أبرز أعمال تلك المرحلة في حياة الفيشاوي أفلام :"حكمت فهمي"، "امرأة هزت عرش مصر"، "٤٨ ساعة في تل أبيب"، "كشف المستور"، "فتاة من إسرائيل"، "ليه يا بنفسج"، "الجراج"، " تحب يا تقب"، ولكن برغم تنوع الأدوار وتعددها بقي الفيشاوي طوال رحلته الفنية يحلم بتجسيد "المطران هيلاريون كابوتشي" والذي لم يحالفه فيه الحظ لاكتمال مشروعه، وهو رجل دين مسيحي سوري الأصل عرف بنضاله تجاه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من خلال عمله في كنيسة الرّوم الكاثوليك في القدس، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاما بسبب دعمه للمقاومة.

صاحب الكاريزما

"كاريزما خاصة" صاحبت الفيشاوي في رحلته الفنية فبعيدًا عن خبرته المسرح التي منحته الثقة والثقل الفني في البداية، وثقافته الواسعة وغير المحدودة نتيجة لقراءته الدائمة حيث أنه كان يقضى وقت فراغه دائمًا في القراءة إلا أن تطويع الممثل لأدواته وتطويرها يبقى هو الأهم، والفيشاوي واحدًا من القلائل الذين كانوا أكثر حرصًا على هذا الأمر من خلال عدم استهلاك مقاومته الجسدية وتركيبته الداخلية لأي شخصية يقدمها حتى مع تكرار نمط أدوار معين مثل "الشر" بل أنه كان يحمل شخصياته عمقًا نفسيًا أو بمعنى آخر يدرس دوره جيدًا ثم يقوم بنوع من التحليل النفسي له يمكنه من تقديم دوره بأريحية على مستوى الأداء الحركي للشخصية أو التمثيلي للحد الذي جعل العديد من محبينه يكرهونه في فترات معينة من حياته نتيجة لتغلغله في تقديم أدوار الشر باحترافية كبيرة واكبت جيله والمرحلة الفنية التي ظهر بها.

ربما كانت ثقافة الفيشاوي جعلته يحمل نوعًا من التنبؤ في التغييرات التي تطرأ على الشخصية المصرية، ولأن مرحلة الوهج الفني في حياة الراحل كانت متمثلة في الثمانيات من القرن المنصرم وهي الفترة التي أعقبت فترة الانفتاح الاقتصادي بالدولة المصرية خرج الفيشاوي مقدمًا العديد من الأدوار التي تشير للشخصية الانتهازية والبراجماتية أو النفعية بمعنى أدق وهو نتاج طبيعي أفرزته تلك التغييرات السياسية والإقتصادية في الشخصية المصرية في تلك المرحلة.

لم يغامر الفيشاوي كثيرًا باللعب في تيمة الأدوار الكوميدية فهو يعرف إمكانياته جيدًا بل يعرف خلطة نجاحه حتى وإن لازمها التكرار في أحيان كثيرة وذلك بعكس غيره من نجوم جيله الذين اندفعوا في بداياتهم نحو هذه الأدوار لاكتساب مزيد من فرص العمل والشهرة.

فاروق الفيشاوي صناعة فنية استحق بجدارة لقب "برنس" السينما المصرية، فلم يجعل تكرار نمطية أدوار معينة كالشرير والمخادع تتحكم في رحلته الفنية بل أنه تمرد على ملامحه الشقراء والوسيمة حتى لا يصبح مثل غيره "فتى السينما الوسيم" الذي تقع النساء في حبه بل كان مغامرًا واضحًا منذ البداية في صناعة ورسم خريطة نجاحه وتألقه. 

قد يهمك ايضاً:

المستشفى المعالج لـ فاروق الفيشاوي يفجر مفاجأة حول حالته الصحية 

دخول الفنان فاروق الفيشاوي في غيبوبة وحالته حرجة

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعا فاروق الفيشاويبرنس السينما المتمرد على الوسامة والمحلل النفسي لشخصيات مجتمعه وداعا فاروق الفيشاويبرنس السينما المتمرد على الوسامة والمحلل النفسي لشخصيات مجتمعه



GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 18:56 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد وتحضير سلطة السبانخ بالتفاح

GMT 13:44 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أحداث مهمة وسعيدة

GMT 07:37 2023 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

فرنسا تُعلن عن وفاة أكبر معمرة في العالم عن 118 عاماً

GMT 02:22 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

أفضل أنواع الزيوت التي يجب استخدامها

GMT 06:00 2023 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أصالة نصري بإطلالات دراماتيكية أحدثها فستان أحمر ضخم

GMT 13:45 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

هكذا يحل الزوجان السعيدان خلافاتهما

GMT 04:06 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

فقدت السيطرة على سلوك ابنتي المراهقة

GMT 15:49 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد وتحضير سلطة خضار بالجبن والسماق

GMT 07:43 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جديد يستخدم الخلاية المناعية في علاج مرضى السرطان
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle