تنتصب أسواق مدينة تونس التي تضمّ في داخلها دكاكين الحرفيين الموجه إنتاجها إلى السياح. ومن أهم معالم هذه الأسواق التاريخية جامع المهراس وهو أحد أقدم الجوامع بالمدينة. وحركة السوق لا تهدأ باعتباره مسلكا رئيسيا للمارة القادمين من ساحة القصبة أو الذاهبين إليها تنتصب فيه دكاكين كثيرة مختصة في بيع المنتجات الفضية والإكسسوارات والجلابيب التقليدية النسائية التي تتوفّر بكل الأشكال والألوان والساعات الفضية العملاقة ولوازم "الشيشة" والأحذية الجلدية التقليدية وفساتين السهرات التقليدية وكذلك الهدايا من الفخار والخشب ونجد كذلك النحاسين الذين ينتصبون وسط السوق ويقومون بنقش أسماء الحرفاء الراغبين في شراء بعض التحف النحاسية عليها وبخاصة من السياح الأجانب الذين تبهرهم مثل هذه الأعمال اليدوية والحرفية التقليدية، فيصرون على الحصول على صحون تنقش فوقها أسماءهم للاحتفاظ بها للذكرى.
وتدر هذه الحرفة على أصحابها بعض المال ولكن من الممكن أن تنتعش لو تعامل التونسي بالعقلية نفسها التي يتعامل بها السائح الأجنبي مع الصناعات التقليدية وهي عقلية فيها الكثير من التقدير والإعجاب والاعتراف بقيمتها باعتبارها جزء من الحضارة العربية الإسلامية لتونس، وما يزيد من جمال هذا السوق وجود المقهى الذي يتوسطه وكذلك محلات لبيع الحلويات التقليدية التي تزيد في حلاوة المدينة العتيقة ولدكاكينها الزاخرة بكل أنواع المعروضات التقليدية التي تفوح عراقة وأصالة. ويقدر عدد الحرفيين الناشطين في "المدينة العتيقة" حاليا بنحو 5 آلاف حرفي يشتغلون في قطاع الصناعات والحرف التقليدية، وهو ما يجعل "المدينة" مكانا يضج بالحياة طوال ساعات النهار.
وتعتبر أسواق "المدينة القديمة" في تونس تحفا معمارية، بل هي رموز ناطقة للتطور المعماري المهم الذي عاشته تونس على امتداد قرون من الزمن. وتتركب هندستها المعمارية من أعمدة حجرية ذات أصول أندلسية تعلوها قباب من الآجر التقليدي وتحيط بها جدران سميكة توفر البرودة صيفا والاعتدال والحرارة شتاء. أما أرضية السوق فتتوسطها أنهج ضيقة في معظمها، تتوسطها ممرات مخصصة للمارة والمتجولين، أما جانباها فيفتحان على الدكاكين الموزعة على الجانبين. وكانت هذه الدكاكين لفترة زمنية طويلة تستمد نورها من أشعة الشمس عبر فتحات في أسقفها، قبل أن تتخذ من المصابيح العصرية مصدرا للإنارة. وتعتمد معظم دكاكين "سوق العطارين"، خصوصا، على رفوف خشبية منقوشة ومزركشة مما يزيد المكان جمالا على جمال.
أما عن مساجد "المدينة العتيقة" فهي متعددة ومنتشرة على كامل رقعتها، وتعد بحق من مميزاتها البارزة بالمقارنة مع غيرها من المدن التونسية. ولكل من هذه المساجد مميزاته المختلفة عن غيره، إلا أن أروعها يظل جامع الزيتونة المتربع في الوسط بين الأبواب المحيطة بـ"المدينة"، التي تتخذ شكلا دائريا. جامع الزيتونة المعمور حافظ باستمرار على رونقه، على الرغم من مرور 1300 سنة على بنائه، فبقي شاهدا على كل الأحداث التي شهدتها تونس، ومن المساجد التي مثلت امتدادا للزيتونة، نذكر جامع صاحب الطابع، الواقع في ساحة الحلفاوين بوسط "المدينة العتيقة"، وهو آخر جامع بني في العهد الحسيني قبل الاحتلال الفرنسي لتونس.
GMT 08:11 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
أحمد السعدني يتخطّى حزنه ويعود إلى السينما بعد غياب سنواتGMT 07:57 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
أجدد موديلات فساتين السهرة القصيرة لإضفاء لمسة من الأنوثة والرقيGMT 07:43 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
تنسيق التنانير الطويلة للمحجبات لإطلالة عصرية في شتاء 2025GMT 07:31 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
فالنسيا وجهة شاطئية مشمسة مليئة بالأنشطة المتنوعةGMT 07:23 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
أفكار لتنسيق كنب الزاوية في غرفة المعيشةGMT 07:13 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
اختيار الإضاءة المثالية للديكور الداخلي المودرنGMT 06:50 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
مسلسل يوثّق مسيرة محمد عبده وتألّقه الفني الكبير عبر العقودGMT 06:05 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر
اختبار دم يتنبأ بفترة بقاء مرضى سرطان البروستات على قيد الحياة Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك