arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

تتسبّب لهم بمشكلات نفسية نتيجة عدم قدرتهم التعبير عن ميولهم بصراحة

الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف

لايف ستايل

لايف ستايلالشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف

الشذوذ
بغداد – نجلاء الطائي

يرفض أحمد علاء، 28 عامًا، وصف حالته بـ "الشذوذ"، ويُصر على أن ميوله "طبيعية"، لكنه لا يصرح بذلك علناً، خوفاً من النظرة الاجتماعية التي تزدري الرجال الذي يقيمون "علاقات حب" مع أقرانهم، لكن الخوف الأعظم هو القتل والتصفية الجسدية على يد أحزاب دينية متطرفة، ورغم أن علاء متزوج من "امرأة" وله 3 أطفال، لكنه يشعر بـ "الاضطهاد" نتيجة زواجه وتقيّده بعلاقة تعد مشروعة وفقاً للدين والقانون والأعراف الاجتماعية، لكنها تتسبب له بمشكلات نفسية، نتيجة عدم قدرته التعبير عن ميوله الجنسية بصراحة.

ويبدو علاء شخصًا عاديًا في مظهره، لم تبد عليه أية مظاهر "أنوثية"، فهو يحتفظ بلحية خفيفة، وشارب أسود، وحركاته لا تشي أبدًا بميوله التي يتحدث عنها بثقة ويدافع عنها بـ"موضوعية"، ويبيّن أن "تلك الميول غالباً ما ترتبط لدى الناس بمظاهر الخنوثة، هذا أمر غير صحيح بالمرة، الميول المثلية هي انتماء جنسي، للرجال أو النساء على حد سواء، هي جينات في حقيقتها، لكن الكثير من الناس لا يصدقون هذا الأمر، وغالبية المثليين يجهلون ذلك أيضًا"، وثقافة علاء ساعدته على فهم ميوله، ويخوض حوارات مستمرة مع أشخاص لديهم ذات النزعة الجنسية من مختلف البلدان، ودوّن بعضاً من تجاربه.

و"المثلية الجنسية" ظاهرة اجتماعية يعرفها العراقيون جيدًا، وتعود جذورها إلى العصر العباسي، حيث كانت ظاهرة "الغلمان" واضحة في المجتمع والبلاط وقصور الأمراء، وراجت قصص وحكايات عن "الحب المثلي"، حتى إن بعضاً من المؤرخين رصدوا بعض خلفاء بني العباس المثليين، إذ يؤكدون ان "الأمين حين أفضت إليه الخلافة قدَّم الخصيان وآثرهم فشاعت قالة السوء فيه"، وانتشر شعراء يمدحون "المثليّة" صراحة مثل والبة بن الحباب، وأبو نوَّاس، ورغم حملات رجال الدين ضد الظاهرة، إلا أنها لم تصل إلى اصدار فتاوى بقتلهم "لاسيما وأن قصور الخلفاء والوزراء كانت تحميهم".

وعزا المؤرخون بروز "المثلية" إلى حالة الرفاه الاقتصادي، والترف الاجتماعي، غير أن تلك الظاهرة اختفت مع سقوط بغداد، لتبرز مع بدايات القرن العشرين في مناطق محددة من بغداد والبصرة والموصل، وأشارت أمثال وأغان قديمة إلى تجدد تلك الظاهرة، لكنها غالباً ما كانت تمثل نوعاً من "استفراد" رجال أقوياء بـ"شباب" أو "أولاد" لديهم ميول "أنثوية"، وخلال فترة الانفتاح السبعيني عبر عدد غير قليل من المثليين عن انتمائهم، لكن مع دخول العراق بحرب قاسية وشرسة مع ايران بداية الثمانينيات، باتت "المثلية" متنفساً "جنسياً" لعدد كبير من الجنود المحبوسين في جبهات قتال نائية.

وبعد انهيار النظام في 2003، ازدادت تلك الحملة ضراوة، بفعل انتشار الجماعات الدينية المسلحة، والتي ترى في الظاهرة فسادًا وانحرافًا أخلاقيين، لا يمكن السكوت عليه، وأن من واجبها الحفاظ على المجتمع من أمثال هؤلاء "المثليين" و"بائعات الهوى"، وبحسب تقرير نشرته صحيفة الاوبزيرفر البريطانية، في الربع الأخير من عام 2009، استناداً إلى أقوال منظمة عرّفت نفسها بـ"جماعة المثليين جنسياً في العراق" ويرأسها ناشط يدعى "علي بن حلي" ومقرها لندن، أن 680 مثلياً قتلوا بين عام 2004 و2009، من بينهم 130 مثلياً قتلوا على يد جماعة دينية متطرفة (شيعية) ترتبط بميليشيا "جيش المهدي" عبر شخص يدعى "حمزة" ويعمل مهندس تقنيات.

ويقوم "حمزة" وفقاً لتصريحاته بـ"اصطياد المثليين من على شبكات التواصل الاجتماعي وغرف الشات"، ليتم استدراجهم بعدها وقتلهم.
وفي غمرة الحذر يقول الباحث الاجتماعي "واثق صادق"، إلى ضرورة "السعي للوصول إلى حقائق وبيانات ومعلومات ميدانية بشأنها، والتصدي لمناقشتها، وكشف أسرارها، في ظل قلة الدراسات التي تعالج قضايا وندرة البحوث ذات العلاقة بالجنس"، منوهاً إلى أن "ذلك يعدّ تحديا من شأنه أن يفتح الباب واسعاً أمام دراسات أخرى".

وينوّه صادق إلى العوامل التي تلعب دورًا في التحولات المثلية، باعتبار أن "هناك عاملين نفسي واجتماعي يؤثران في توجهات الفرد الجنسية وميله الجنسي نحو المثيل"، مبيناً أن "هذين العاملين يتفاعلان بشكل جدلي في ذات الفرد، سواء بعد تعرضه إلى تجربة جنسية محددة في الصغر، أو تحسسه لاضطراب البيئة الأسرية من حوله، أو عوامل الصدمة النفسية الناتجة عن تجربة اجتماعية قاسية كالفقد والحرمان العاطفي والإذلال والعنف والقسوة سواء في داخل العائلة أو في خارجها".

ويصنّف صادق، مثيلي الجنس في المجتمع العراقي، إلى صنفين (عام وخاص)، ويعرفهما، بأن (العام) هم الفئة التي "تجاوزت مرحلة الاضطراب النفسي"، بمعنى أنهم تآلفوا على وضعهم المثلي، بينما يجد أن الفئة الثانية (الخاص) هم من "يعانون من أزمة عميقة ناتجة عن اختلال المكانة والهوية الجنسية".

ويرى الباحث أن "موقف أفراد فئة العام ينحو بشكل أكبر باتجاه رفض المرأة، واستهجانها"، مضيفاً أن "فئة الخاص يعيشون موقفا متذبذبا إلى حد كبير من قبول أو رفض المرأة – التي يتقمصونها في ذواتهم – وهذا ما يفسر، بشكل ما، طبيعة العلاقات الزوجية التي وجد عليها الباحث الوحدات المبحوثة من المتزوجين، إذ يطبع البرود والتوتر علاقاتهم الزوجية"، ويعلق علاء، على آراء صادق بأن "المثلية هي توجه ينشأ منذ الولادة مع الإنسان"، معترفاً أن "البيئة قد تلعب دوراً في التحولات الجنسية، لكن بالأساس تعتمد على وجود تقبل مسبق للميول".

وانتقد عضو مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي، انتشار ظاهرة الشواذ في بعض شوارع العاصمة بغداد  وارتفاع نسبتها بشكل غير طبيعي بسبب بعض الجهات الموسونية  التي تسعى إلى خراب المجتمع من خلال نشر ظواهر كمثل الشواذ وغيرها في بغداد، مشيرًا إلى أنّ سبب انتشار ظاهرة الشواذ في بعض مناطق بغداد هو غياب تفعيل دور الشرطة المجتمعية "، ومبينًا أن "الحكومة المحلية في بغداد وبالتنسيق مع شرطة محافظة بغداد للتخلص من حالات الشواذ وغيرها من الحالات التي تؤثر على المجتمع البغدادي والعراقي بصورة عام، هناك جهات ماسونية خارجية تسعى إلى نشر  ظواهر الشواذ  في العاصمة بغداد للتأثير على المجتمع العراقي ".

 

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف الشذوذ الجنسي في العراق ظاهرة منتشرة تحت مظلة السرّية والخوف



GMT 13:58 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تساعدك على محاربة الاكتئاب الموسمي

GMT 14:37 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 10:41 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 19:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 23:41 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

نصائح للتخلص من العادات السيئة والسلبية لديك

GMT 23:03 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

الحياة صغيرة في عيني ولا شيء يملأها

GMT 05:12 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

تمتعي بشهر عسل لا يُنسى في " جوزو Gozo"

GMT 22:28 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

المعادلة الصعبة

GMT 22:04 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

حضور عادل إمام العرض الخاص لفيلم "مولانا" لعمرو سعد

GMT 09:16 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

ظلم المرأة بالمجتمع المصري

GMT 03:59 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ويني هارلو تلمع في فستان باللونين الأخضر والأزرق 

GMT 11:22 2023 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

ميريهان حسين تكشف سر عدم زواجها

GMT 21:28 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

لهذه الأسباب ضعي وحبيبك القناع أمام الناس

GMT 11:22 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

سهر الصايغ تكشف مرحلة جديدة عن مشوارها الفني

GMT 16:45 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

دليلكِ لاختيار العطور بحسب حالتك المزاجية

GMT 20:08 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تصميم غرف جلوس بملامح الثقافة الصينية العصرية

GMT 21:04 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

إكسسوارات شعر جديدة جرّبيها لهذا الموسم

GMT 13:02 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

GUCCI DECOR الثورة الجديدة في عالم الديكور

GMT 16:21 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

بطاطا مقلية بجبن الشيدر على الطريقة المكسيكية

GMT 11:06 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تعرضت للضرب والإغتصاب
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle