التسويف عدو النجاح

التسويف ليس مجرد مشكلة إنسانية، يقول قانون نيوتن الأول للحركة إن الجسم الذي يبقى في وضع الراحة يظل في حالة راحة حتى يُجبر على فعل شيء آخر، لذا بإمكاننا أن نقول أن العالم بأكمله في حالة تسويف ومماطلة.

كون التسويف أمرا عالميا لا يجعله شيئا جيدا أو مقبولا، ففي كثير من الأحيان نجد أنفسنا نماطل رغم أنه لا يجدر بنا القيام بذلك، مثلاً سيكون عليك تنفيذ بعض المهام في موعد مُحدد أو القيام ببحث له علاقة بدراستنا، ولكننا عوضا عن ذلك نقوم بتفحص حسابنا على فيسبوك، أو نبحث عن شيء نأكله في الثلاجة، أو نشاهد مقاطع فيديو على يوتيوب، متناسيين ما علينا القيام به، متجاهلين حجم المشاكل التي سنقع فيها بسبب مماطلتنا.

ويتجاوز التسويف العمل ويؤثر على جوانب أخرى مُهمة في حياتنا، مثل تجنب إجراء محادثة صعبة ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، أو المماطلة في اتخاذ قرار مُهم بشأن شيء شخصي مثل الانفصال عن شخص يؤذينا ولا نشعر بالراحة في علاقتنا به، أو العودة إلى الدراسة، أو تغيير مساراتنا الوظيفية، وفي نهاية المطاف سنجد أننا ضيعنا على أنفسنا العديد من الفرص الجيدة بلا مُبرر.

اقرا ايضاًُ:

تعرفى كيف تتعاملين مع المشاكل الزوجية بحكمة؟

ما الفرق بين التسويف والكسل؟
ربما يختلط على بعض الناس مفاهيم التسويف والكسل، فيتعاملون معهما على أنهما شيء واحد، ولكن هناك فرق كبير بينهما، فالتسويف هي عملية نشطة يكون فيها الشخص على درجة كبيرة من الوعي والإدراك ولكنه يتجنب تنفيذ بعض المهام لأسباب مختلفة، ولكن الكسل لا يختلف شيئًا عن اللامبالاة، فالشخص في هذه الحالة يكون مصابًا بالخمول.

كيف تتخلص من التسويف؟
إذا عُرف السبب بطل العجب، لذلك أولا وقبل أي شيء عليك تحديد الأسباب الحقيقية التي تدفعك إلى التسويف، في بعض الأحيان يكون الأمر نابعاً من الخوف من الفشل واتخاذ قرارات كبيرة، أو تجنب تنفيذ بعض المهام لأنك تجدها مُملة أو تبعث على السأم.

تنصح فوشيا سيرويس، الطبيبة النفسية والمحاضرة في جامعة شيفيلد في بريطانيا، بمعرفة السبب الرئيسي للمشكلة وحله عوضًا عن التسويف، وتقول إن أفضل طريقة لفعل ذلك هي محاولة السيطرة على مشاعرنا، والنظر إلى الصورة كاملة حتى نتمكن من تقييم الموقف بالكامل.

هناك نوعان من التسويف، السلبي والنشط. التسويف النشط هو تشتيت انتباهنا إذا رأينا مقطع فيديو مُثير للاهتمام أو صادفنا منشورا مهما على منصات التواصل الاجتماعي، ولا يؤثر علينا بشدة ولا يلحق بنا الكثير من الضرر. أما التسويف السلبي فهو الخطر الحقيقي، ويتمثل هذا في لجوء الأشخاص إلى النوم لساعات طويلة حتى لا يعملوا على مهمة عليهم الانتهاء منها وفق موعد مُحدد.

توقف عن الذرائع
كذلك لا تتذرع وتجد لنفسك ذرائع تبرر بها تسويفك ومماطلتك في تنفيذ الأمور، ولا تنتظر حتى تكون في المزاج المناسب، وتعليقاً على هذا الأمر قال جوزيف فيراري، أستاذ علم النفس في جامعة ديبول في شيكاغو، إن هذه الحجة تؤدي إلى السير في حلقة مفرغة، كما أنها تؤثر سلباً على الإنتاجية؛ لأنك طالما تشعر بأنك في حالة مزاجية سيئة ستؤجل عملك حتى تتحسن أوضاعك النفسية.

لا يوجد شخص مثالي
ربما تبذل مجهوداً كبيراً لكي تكون شخصا مثاليا، حسناً هناك أمر ربما يغيب عنك "وهو أنه لا يوجد في الدنيا شخص مثالي"، لذا توقف عن المماطلة لأنك لا تستطيع تحقيق النتائج المثالية التي تريد تحقيقها، وحاول أن ترضى بما لديك ولكن في نفس الوقت حسّن من أدائك حتى تكون أفضل في المرة المُقبلة.

تخلص من الخيالات
في بعض الأحيان يكون التسويف نابعاً من خيالات تملأ رأسك عن شخص ما، لذا تخاف من التحدث إليه أو تخشى من رد فعله. من الضروري التخلص من هذه الخيالات والتغلب على مخاوفك والتحدث معه.

ضع قائمة بالمهام
بعضنا يُقدم ما لديه في بعض الأحيان وهو تحت ضغط، لذلك من الأفضل أن تضع قائمة بالمهام التي عليك القيام بها، وأن تحدد مواعيد لإنهاء كل منها، وأن تعاقب نفسك إذا تأخرت عن الموعد الذي حددته، ولا تتهاون مع نفسك أبداً، كُن صارماً في تنفيذ خطتك.

كافئ نفسك
إذا استطعت التغلب على نفسك وتمكنت من تنفيذ المهام في الوقت المناسب، أو إجراء حديث تؤجله منذ فترة، فمن الأفضل أن تكافئ نفسك بشراء شيء ما كنت تريده منذ فترة، أو تناول قطعة من الحلوى أو مشروب تفضله.

قد يهمك ايضاً:

دراسة فنلندية حديثة تكشف في أيّ سنّ يبدأ الإحساس بالكسل

  القيام بالتمارين الرياضية يوميًا يساعد المرأة على التحسن الدائم