arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

الدافع وراء انطلاقتها وشهرتها كان توافد السيّاح الخليجيين

ماربيا درّة تاج السياحة الأندلسيّة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي

لايف ستايل

لايف ستايلماربيا درّة تاج السياحة الأندلسيّة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي

ماربيا درّة تاج السياحة الأندلسيّة
مدريد - لايف ستايل

من خصائص اللغة الإسبانيّة أنها تذكّر البحر عموماً، لكنها تؤنّثه على لسان الصيّادين عندما يكون بطنه عامراً بالغلال، وفي أحاديث العشق وكلام الشعر التي يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها. ومن هنا يقال إن ماربيا اشتقّت اسمها منذ أن كانت مرفأ صغيراً للصيّادين وبلدة وادعة على الطرف الشرقي للساحل الأندلسي الجميل عند سفح جبال السلسلة البيضاء التي تضفي على مناخها اعتدالاً ورقّة طوال العام.

ماربيا اليوم هي درّة تاج السياحة الأندلسيّة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، والنسخة الإسبانية من مونتي كارلو أو سات تروبي لسياحة «الغلامور» والثراء الذي اشتهرت به الريفييرا الفرنسية. ويقال، عن حق، إن الدافع الرئيسي وراء انطلاقتها وشهرتها كان توافد السيّاح الخليجيين إليها، وفي طليعتهم أبناء السعودية وبعض أفراد عائلتها المالكة، بعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان الذي كان وجهتهم السياحيّة المفضّلة حتى ذلك الوقت.

أسسها العرب في القرن الحادي عشر عندما كانت الحواضر الأندلسية مراكز الإشعاع الحضاري الرئيسية في أوروبا، وما زالت آثار السور العربي وبقايا من أبراجه العشرة تشهد على ذلك في وسط البلدة القديم إلى اليوم. لكنها لم تظهر على الخريطة السياحية الإسبانية والعالمية، إلا في مطلع الثمانينات بعد أن قرر أحد المقاولين المعروفين في إسبانيا، الأندلسي «خوسيه بانوس»، إنشاء مرفأ ترفيهي فخم على مقربة منها، وتبعته عدة شركات عالمية للفنادق افتتحت عدداً من المنتجعات الراقية على امتداد شاطئها.

شكّل افتتاح «بورتو بانوس» مرحلة مفصليّة في تاريخ ماربيا السياحي من حيث تجهيزاته الحديثة وأحواضه الواسعة والعميقة التي تتيح استقبال اليخوت الكبرى وتقدّم لها كل خدمات الصيانة. وقد جرى الافتتاح بحضور الأمير خوان كارلوس، الذي كان على وشك الجلوس ملكاً على عرش إسبانيا، وزوجته الأميرة صوفيا، وفي حضور أمير موناكو رونيه وزوجته الممثلة الأميركية غريس كيلي، وعدد كبير من الشخصيات الأرستقراطية والفنية. أقيم الحفل على أنغام صوت مطرب صاعد يدعى خوليو إيغليزياس.

منذ ذلك التاريخ أصبحت بلدة الصيّادين الهادئة محطة لازمة على جدول السياحة الترفيهية الراقية ووجهة يتهافت عليها مشاهير السينما والفن والرياضة، ويقتني فيها الأثرياء بيوتاً للإقامة لفترات من السنة. كما كثُرت فيها المطاعم ومتاجر دور الأزياء العالمية الراقية، وصالات عرض الأعمال الفنّية ومخازن المجوهرات المعروفة.

أكثر من خمسة ملايين سائح يزورون مرفأ بانوس وحده كل عام، يتمتّعون بمشاهدة أفخم اليخوت في العالم ويلتقطون الصور التذكارية جنبها مطلقين أشرعة أحلام لا تكلّف شيئا... وقد تتحقق يوما ما. أما الطريق العريض الذي يؤدي إلى مرفأ الأحلام، فقد أُطلق عليه اسم «بوليفار الشهرة»، على غرار الشارع المعروف في هوليوود، وفيه لوحات مخصصة لمن تميّز بتقديمه خدمات سياحية واجتماعية للبلدة. تقوم على مدخله منحوتة ضخمة على شكل وحيد القرن للفنان العالمي سالفادور دالي.

ومنذ العام 2013 أصبحت ماربيا «مدينة ذكيّة» راهنت بقوة على التكنولوجيا المتطورة لتقديم خدمات سريعة ونظيفة لسكّانها وزوّارها، وتوفير أحدث المبتكرات في مجالات الطاقة المتجددة وسلامة المرور والأمن وشحن السيارات الكهربائية.

لكن ماربيا ليست مجرد واجهة فخمة ينبهر السيّاح ببريق النجوم والمشاهير التي يرتادونها، ويشبعون فضولهم بمراقبتهم ومتابعة أنشطتهم وتحركاتهم. وهي ليست معرضاً للثراء ومظاهره المتعددة فحسب، إنها 26 كيلومتراً من أجمل الشواطئ الأندلسية الذهبية، تسطع الشمس في سمائها أكثر من 320 يوماً في العام وتنعم بحرارة معدّلها 19 درجة بفضل موقعها الجغرافي المميّز الذي يضفي الاعتدال والجفاف على صيفها ويخفّف من قسوة مناخها في الشتاء.

وسطها التاريخي حول ساحة النارنج الوارفة يعود إلى بهاء الحقبة الأندلسية، ويطيب فيه التنزّه والجلوس في المقاهي والمطاعم التقليدية التي تقدّم أطايب المطبخ الذي تشكّل النكهات العربية أحد عناصره الأساسية. وفي ماربيا مجموعة من الحدائق العامة التي نادراً ما يتوقّف السيّاح عندها ويضيّعون فرصة التمتع بالتجوال فيها، وأجملها حديقة La Alameda التي تعود إلى القرن الثامن عشر وتشتهر بكثرة أشجارها المعمّرة وعشرات الأجناس النباتية التي تنفرد بها في أوروبا بلاد الأندلس.

لكن لعلّ المكان الذي يختصر أفضل من غيره روح هذه البلدة التي حافظت على أصالتها رغم الشهرة العالمية التي أصابتها وملايين السيّاح الذين يزورونها كل عام، هو المرفأ القديم الذي ما زالت ترسو في خليجه الصغير وتنطلق منه كل ليلة قوارب الصيّادين من أبنائها. يعودون مع طلوع الفجر محمّلين بثمار البحر وغلاله التي يتنافس عليها أصحاب المطاعم الفخمة المنتشرة بكثافة حول «بويرتو بانوس». وليس ألذّ من وجبة سمك طازج في أحد المقاهي الصغيرة حول الميناء القديم أمام القوارب المتهادية على صفحة المياه التي تفوح منها رائحة البحر.

تبعد ماربيّا 60 كيلومتراً عن مطار مالاغا الدولي، وتحيط بها مجموعة من القرى الجميلة التي تستحق الزيارة، أبرزها «روندا» التي أسسها العرب في القرن العاشر وما زالت فيها آثار كثيرة تشهد على دورها البارز أيام الحكم العربي في الأندلس. وفي روندا تدور بعض أحداث رواية همنغواي الشهيرة «لمن تُقرع الأجراس»، وفيها عاش لفترة الشاعر الألماني الكبير ريلكه وكتب مجموعة من أشعاره. ولا تبعد ماربيا أكثر من 70 كيلومتراً عن جبل طارق، الصخرة التي نزل عند أقدامها طارق بن زياد ليقود جيشه في أحد الفتوحات الأندلسية، والتي هي اليوم آخر مستعمرة في أوروبا تابعة للتاج البريطاني.

موجات السيّاح العرب، وخصوصا الخليجيين، هي التي وضعت ماربيا على خريطة السياحة الراقية قبل أن يتوافد عليها السيّاح من كل أنحاء أوروبا والعالم. وبعد أن حطّمت إسبانيا كل الأرقام القياسية السياحية في السنوات الأخيرة، حيث بلغ عدد السيّاح الوافدين إليها ضعف عدد السكّان وأصبح قطاع السياحة يشكّل 11 في المائة من إجمالي الناتج القومي، تسعى اليوم إلى المراهنة على النوعيّة بدلاً من الكميّة، وقد وضعت برنامجاً خاصاً يهدف إلى استقطاب السيّاح المسلمين الذين بلغ عددهم في العالم 136 مليوناً في العام الماضي، أنفقوا 65 مليار دولار في أوروبا وحدها، وينتظر أن يرتفع هذا العدد بنحو 156 مليوناً في العام المقبل. وتفيد منظمة السياحة العالمية، ومقرّها في مدريد، أن إسبانيا هي الوجهة الأوروبية الثانية، بعد روسيا وقبل فرنسا، للسيّاح المسلمين الذين بلغ عدد الذين زاروا إسبانيا منهم 1.7 مليون العام الفائت.

وتعتمد إسبانيا، في هذا البرنامج الذي يستهدف السيّاح المسلمين من ماليزيا وإندونيسيا إضافة إلى بعض الدول العربية، على الآثار والمعالم الإسلامية الشهيرة في الأندلس، وأبرزها مسجد قرطبة وقصر الحمراء في غرناطة الذي يحتلّ منذ عقود المرتبة الأولى بين المعالم السياحية الإسبانية من حيث عدد الزوّار.

ومن الطبيعي أن تكون ماربيا «رأس حربة» هذا البرنامج، لموقعها على أجمل سواحل المنطقة التي حكمها العرب المسلمون نيّفاً وسبعة قرون، ولما تزخر به من خدمات سياحية ومنتجعات فاخرة ذاع صيتها في العالم ويتردد عليها المشاهير من كل الأنحاء.

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماربيا درّة تاج السياحة الأندلسيّة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي ماربيا درّة تاج السياحة الأندلسيّة منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي



GMT 17:37 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تاريخها موغل في القدم ظفار طبيعة خلابة على مدار العام

GMT 15:50 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة في ملبورن المدينة الحيوية مُتعدّدة الثفافات

GMT 18:38 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رومانيا وجهة خارج الترند السياحي

GMT 14:29 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة في أضنة وجهة غنية بالمعالم التاريخية

GMT 14:37 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 10:41 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 19:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 23:41 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

نصائح للتخلص من العادات السيئة والسلبية لديك

GMT 23:03 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

الحياة صغيرة في عيني ولا شيء يملأها

GMT 05:12 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

تمتعي بشهر عسل لا يُنسى في " جوزو Gozo"

GMT 22:28 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

المعادلة الصعبة

GMT 22:04 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

حضور عادل إمام العرض الخاص لفيلم "مولانا" لعمرو سعد

GMT 09:16 2016 الأربعاء ,24 آب / أغسطس

ظلم المرأة بالمجتمع المصري

GMT 03:59 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ويني هارلو تلمع في فستان باللونين الأخضر والأزرق 

GMT 11:22 2023 الأحد ,17 أيلول / سبتمبر

ميريهان حسين تكشف سر عدم زواجها

GMT 21:28 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

لهذه الأسباب ضعي وحبيبك القناع أمام الناس

GMT 11:22 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

سهر الصايغ تكشف مرحلة جديدة عن مشوارها الفني

GMT 16:45 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

دليلكِ لاختيار العطور بحسب حالتك المزاجية

GMT 20:08 2020 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

تصميم غرف جلوس بملامح الثقافة الصينية العصرية

GMT 21:04 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

إكسسوارات شعر جديدة جرّبيها لهذا الموسم

GMT 13:02 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

GUCCI DECOR الثورة الجديدة في عالم الديكور

GMT 16:21 2018 الأحد ,24 حزيران / يونيو

بطاطا مقلية بجبن الشيدر على الطريقة المكسيكية

GMT 11:06 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تعرضت للضرب والإغتصاب
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle