arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

اختاروا البُعد عن المجتمع الخارجي واكتفوا بمواردهم الطبيعية

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

لايف ستايل

لايف ستايلقبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار "العزلة سر السعادة"

قبائل السكان الأصليين حول العالم
نيودلهي - لايف ستايل

يعيش أفراد قبيلة من السكان الأصليين في أرخبيل آندامان الهندي، منذ قرون، في عزلة طوعية تامة، على غرار نحو مائة قبيلة أخرى لا تتواصل مع أي حضارة أخرى في العالم.

وفي صيف عام 2014، وعلى بُعد آلاف الأميال من الهند، ظهرت على الحدود الفاصلة بين البرازيل والبيرو مجموعة من الرجال العراة على ضفة أحد الأنهر، وهم يحاولون التواصل بلغة غير مفهومة. لكن الإشارات التي كانوا يوجّهونها نحو فريق من الكشّافة والباحثين على الضفة المقابلة كانت واضحة جدًا، كانوا يضعون الأيدي على بطونهم، للدلالة على الجوع الذي اضطرهم للخروج من عزلتهم السحيقة، وطلب المساعدة من العالم الخارجي.

تلك اللحظة، التي سجلتها عدسة أحد الباحثين، كانت أول ظهور معروف لمجموعة السكان الأصليين من قبيلة "ساباناهوا" التي تعيش في عزلة عن العالم داخل غابة الأمازون، قبل أن تهاجمهم مجموعة من المسلحين القادمين من أراضي البيرو، واضطرتهم لمغادرة القرى التي كانوا يعيشون فيها.

وفي مطلع عام 2015، تعرضت إحدى القبائل المعروفة باسم "آوا - غواجا" التي كانت تعيش منعزلة في ولاية "ماراناو" شمال شرقي البرازيل، لهجوم مماثل، دفعها إلى مغادرة الأراضي التي كانت تسكنها منذ قرون.

أقرأ أيضاً : 

تمتعي بشهر عسل مَلِيء بالمرح والتسلية في البرازيل

ويقول فريق من الباحثين التابعين لمنظمة "اليونيسكو"، إنّ السنوات الأخيرة شهدت نزوح كثير من قبائل السكّان الأصليين، الذين دفعهم القطع الجائر لمساحات واسعة من غابة الأمازون إلى مغادرة قراهم، والتواصل مع بقيّة السكان في الولايات المجاورة، التي يعيش بقربها أكبر عدد من المجموعات الأصلية المنعزلة في العالم.

وتفيد المؤسسة الوطنية للهنود، التابعة للحكومة البرازيلية والمكلّفة حماية السكان الأصليين الذين يقدّر عددهم بنحو 800 ألف، بأنّها سجلت وجود 107 من هذه المجموعات، وأنّها تراقب عن بعد، ثلاثين منها. لكن بعض الخبراء يقولون إنّ هذه الأرقام ليست دقيقة، بسبب صعوبة تعقّب السكان الأصليين، وتحديد مناطق سكنهم وتوزعهم.

وتدعو الباحثة فيونا واتسون، الخبيرة في شؤون السكان الأصليين إلى تخصيص موارد أكثر لتوسيع دائرة البحث، وتحديد هويّات ومواصفات أدق للمجموعات القبلية، التي تقول إنّ وجودها ليس مقصورًا على البرازيل. ففي البيرو مثلًا نجد ما لا يقلّ عن عشرين من هذه المجموعات في القسم الاستوائي من غابة الأمازون، على أطراف إقليم تشاكو، كما توجد مجموعات أخرى أقل عددًا في بوليفيا والإكوادور وكولومبيا، وفي المناطق الغربية من جزيرة بابوا وغينيا الجديدة، لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد مواطن عيشها بدقّة.

وتتحدث واتسون عن "خطورة الدخول إلى الأراضي التي تسكنها هذه المجموعات في بابوا، منذ أن اجتاحتها قوات من الجيش الإندونيسي وأعلنتها منطقة عسكرية"، وتضيف "نعرف منذ سنوات بوجود هذه المجموعات، ونتحدث إلى مواطنين تمكنوا من التواصل معها، لكننا عجزنا حتى الآن عن معرفة المزيد".

المنطقة الثالثة التي توجد فيها هذه القبائل المنعزلة هي الهند؛ حيث تعيش قبيلة "سنتينيلي" على جزيرة لم يتمكن أحد من الدخول إليها. وقد حاولت الحكومة الهندية منذ سنوات الاقتراب منها والتواصل مع بعض أفرادها؛ لكن باءت المحاولة بالفشل، مما يدلّ على أنّ هذه القبيلة مكتفية ذاتيًا، تعرف بوجود العالم الخارجي، وترفض بمحض إرادتها الاختلاط به. وتقول واتسون التي أمضت سنوات تراقب هذه القبيلة "يتبين من الصور الكثيرة التي تمكنا من التقاطها أنهم سعداء، وفي صحة جيدة كما يظهر من أسنانهم. ومن الواضح أنهم اتخذوا القرار الصائب عندما قرروا الحفاظ على عزلتهم؛ لأنهم ليسوا بحاجة إلى المجتمع الخارجي، ويكفيهم ما عندهم في الجزيرة".

وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القبائل أُجبرت على التواصل مع العالم الخارجي في السابق، وكانت التجربة مريرة. فعندما وصل المستعمرون إلى مناطق البيرو الواقعة داخل غابة الأمازون، أواخر القرن التاسع عشر، أُجبر السكان الأصليون على العمل في ظروف من العبودية في مزارع الكاوتشوك، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة منهم. وقد بقيت تلك التجربة محفورة في ذاكرتهم التاريخية، ومتصلة بصورة الغريب الشرير.

وفي البرازيل، تعاني هذه القبائل منذ سنوات من جشع تجار الخشب، والباحثين عن الذهب، وتجار المخدرات الذين ينشطون في المناطق الأمازونية، بعيدًا عن مراقبة الدولة الغائبة. فيما تخشى المنظمات التي تهتم بالحفاظ على هذه المجموعات الأصلية من تفاقم الوضع، مع مجيء الحكومة البرازيلية الجديدة، التي أعلن رئيسها أكثر من مرة معارضته لعزل المناطق التي تسكنها القبائل الأصلية، وتأييده لاستغلال أراضي هذه المناطق لأغراض تجارية.

وكان الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو قد أعلن مؤخرًا "أن الهنود لا يمكن أن يعيشوا في مناطق منعزلة مثل البهائم في حديقة للحيوانات؛ بل عليهم أن يندمجوا مع بقية المجتمع"، مما يذكّر بالسياسة التي اتبعتها الحكومة العسكرية من أواسط الستينات إلى أواسط الستينات من القرن الماضي، عندما تعرّضت بعض القبائل الأصلية في الأمازون إلى شبه إبادة قضت على كثير منها، إذ أصيب أفرادها بأمراض كثيرة لم تكن أجسامهم مهيّأة لمواجهتها.

وفي السنوات اللاحقة عمدت الحكومة البرازيلية إلى تغيير سياستها تجاه السكان الأصليين، فوضعت قوانين، واستحدثت مؤسسات لحمايتهم ومساعدتهم، نزولًا عند طلبهم. وحذت بلدان أخرى في أميركا اللاتينية حذو البرازيل، فسنّت قوانين لحماية المجموعات الأصلية، وتعاونت معها للحفاظ على البيئة التي تعيش فيها، وفي البيرو شكّلت الحكومة جهازًا أمنيًا خاصًا لحماية السكان الأصليين، ومراقبة حدود مناطق سكنهم، منعًا لتعرّضها للاعتداءات من جهات خارجية.

قد يهمك أيضاً :

شواطئ البرازيل أحدى أفضل الوجهات السياحية على مستوى العالم

خمس وجهات لزيارة سلالات الحيوانات المُهددة بالانقراض

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة قبائل السكان الأصليين حول العالم ترفع شعار العزلة سر السعادة



GMT 17:37 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تاريخها موغل في القدم ظفار طبيعة خلابة على مدار العام

GMT 15:50 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة في ملبورن المدينة الحيوية مُتعدّدة الثفافات

GMT 18:38 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رومانيا وجهة خارج الترند السياحي

GMT 14:29 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السياحة في أضنة وجهة غنية بالمعالم التاريخية

GMT 13:35 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

تتحدى من يشكك فيك وتذهب بعيداً في إنجازاتك

GMT 14:33 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 11:05 2023 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 06 سبتمبر ​/ أيلول 2023

GMT 11:09 2023 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يوجه رسالة لجمهوره بسبب ألبومه الجديد

GMT 00:28 2023 الجمعة ,01 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 1 سبتمبر ​/ أيلول 2023

GMT 14:52 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

قرارات مصيرية تحسم كثير من المواقف

GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 10:06 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

الفنانة منة فضالي تودع جمهورها في مصر

GMT 14:53 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

أبرز العطور برائحة الورود المنعشة لصيف 2019

GMT 10:21 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

تعرفي على كل ما هو جديد في صيحات الأحذية لعام 2019

GMT 13:46 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

لفات طرح تناسب العباءات من وحي مدوّنات الموضة

GMT 11:46 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

2017 عام الأناقة الذي لا يمكن نسيانه تعرف على السبب

GMT 14:05 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أزمة قلبية مفاجئة تودي بحياة مؤلف "فوق مستوى الشبهات"

GMT 17:21 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ما اغنى الفواكه بالفيتامينات لجسم الانسان

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

طرق فعالة لتأديب طفلك دون اللجوء إلى الصراخ أو الضرب

GMT 00:33 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

هل تنجح المناسبات السعيدة في إنعاش الحب بين الزوجين

GMT 18:22 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

 حسين فهمي يفضح ممارسات قناة الجزيرة ومغالطاتها ضده

GMT 18:54 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

إطلالات صيفية للشابات من وحي هبة نور

GMT 15:50 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

5 ألوان حوائط خالدة في عالم الديكورات
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle