arablifestyle
آخر تحديث GMT 00:14:06
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 00:14:06
الأربعاء 23 تموز / يوليو 2025
لايف ستايل
أخر الأخبار

الرئيسية

في وجود قوى اللا وعي التي تجعل شراء الملابس أمرًا مثيرًا وممتعًا

مشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء

لايف ستايل

لايف ستايلمشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء

متاجر الأزياء
باريس ـ مارينا منصف

يُعاني عالم الموضة من بعض المشاكل الجسيمة فيما يتعلق بالاستدامة البيئية، إذ من المتوقع أنه بحلول عام 2030 سيزداد استهلاك المياه في هذه الصناعة بنسبة 50 في المائة، فيصل إلى 118 مليار متر مكعب، وستزيد بصمتها الكربونية إلى 2791 طنا، وستبلغ كمية النفايات التي تنتج عنها 148 طنا. وتأتي هذه التنبؤات على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته العلامات التجارية وتجار التجزئة للحد من التأثير السلبي للصناعة، فيستخدم الكثير منهم القطن المستدام الذي تنتجه مبادرات بغرض الحد من استخدام المياه والطاقة والكيميائيات، فضلا عن الاتجاه لتكنولوجيا الصباغة الجديدة للحد من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50 في المائة، ويجرى تطبيق الكثير من مخططات توفير الطاقة والكيميائيات في جميع مراحل التوريد، وفي المملكة المتحدة البريطانية، بدأت نتائج هذه المجهودات في الظهور، مع انخفاض الكربون الناتج، والمياه المستخدمة بمعدل وصل إلى 8% و 7% على التوالي لكل طن من الملابس منذ عام 2012.

وبالتالي فإن الصناعة تقلل الأثار البيئية لمنتجاتها، ولكن المشكلة تحولت الآن إلى جانب الاستهلاك: فالشهية غير المشبعة للأزياء تعني أن الناس يشترون المزيد والمزيد من الملابس، منذ عام 2012 حدثت زيادة بنسبة10% في كمية الملابس التي اشتراها الناس في المملكة المتحدة البريطانية وحدها، ولا يشتري المستهلكون البريطانيون المزيد من الملابس فحسب، بل أيضا يتخلصون من ملابسهم أسرع لأنهم يطاردون أحدث صيحات الموضة، وهناك تقديرات أن ملابس بأكثر من 30 مليار جنيه استرليني مخزنة في خزائن الملابس في جميع أنحاء بريطانيا، ولم تستخدم لأكثر من 12 شهرا.مشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء

ويعتقد الكثيرون أن الصناعة السريعة للموضة هي السبب الأساسي لجميع قضايا الاستدامة التي تواجهها الصناعة، ولذلك فقد اقترح الكثير من المعلقين والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية أن الاستهلاك الأخلاقي سوف يؤدي إلى تحول نموذجي في السلوك، وأن مع مرور الوقت سوف تصبح الصناعة البطيئة للموضة هي القاعدة، مما يجعل المستهلكين يرتدون ملابس مصنعة على الطراز الكلاسيكي لتدوم لمدة 10 أعوام، وهذا، كما يقولون، سيقلل من الحاجة إلى شراء ملابس جديدة من أحدث صيحات الموضة، وبالتالي تقليل الآثار البيئية، ويستند منطق هذه الحجة إلى فكرة أن المستهلكين حيوانات عقلانية، يمكن السيطرة على سلوكها والتنبؤ به.مشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء

ولكن نمو مفهوم الاستهلاك الأخلاقي ليس له أثار في الاتجاه السائد في الموضة حاليا، وتعتقد العلامات التجارية المهتمة بأخلاقيات العمل أن أكبر عائق أمامهم لتحقيق قدر أكبر من الاستدامة هو المستهلكون، إما من خلال عدم إدراكهم للقضايا التي تواجهها الصناعة، أو من خلال عدم الرغبة في الدفع أكثر من أجل المنتجات المستدامة. لذا، هل يمكن أن تسود النزعة الاستهلاكية الأخلاقية في عالم الأزياء؟ قد يشير علم النفس والعلوم السلوكية إلى أن الاستهلاك الأخلاقي للأزياء أمر محتمل، وبينما تقوم القرارات الشرائية على مداولات عقلانية واعية ومدروسة جيدا، إلا إن تعقيد السلوك البشري، والطبيعة الأساسية للأزياء يشيران إلى أن الاستهلاك الأخلاقي قد لا يكون هدفا يمكن تحقيقه.

العلاقة بين الأزياء والأنا

لماذا هذا هو الحال؟

أولا، من المهم توضيح أن أدوات التسويق مثل الاستبيانات والدراسات الاستقصائية المستخدمة للتنبؤ بنمو الاستهلاك الأخلاقي بها مشاكل، فهي جيدة لتحديد نية الشراء ولكن ضعيفة في التنبؤ بالسلوك الفعلي، إذ تميل الدراسات الاستقصائية إلى إغراء المشاركين بإعطاء إجابات تقدمهم في ضوء إيجابي: يميل المتسوقون غير الأخلاقيين إلى القول بأنهم أخلاقيون لحماية صورتهم الخارجية، وتعتمد الدراسات الاستقصائية على أن يكون المشاركون صادقين وعلى وعي بسلوكهم، وفيما يتعلق بمدى صدق البشر الأمر قابل للجدل، وتبين الأبحاث أننا لسنا على وعي بدوافع سلوكنا كما نعتقد.

إن سلوكنا أكثر أنانية بكثير مما قد نود أن نصدق، وبينما تستند النماذج العقلانية للاستهلاك على فكرة أن الأفراد يتخذون الخيارات التي تحقق أفضل توازن بين التكاليف والمنافع، سوف يستند المستهلك الأخلاقي في أخذ أحكام عقلانية بشأن المشتريات على تحقيق أفضل النتائج من حيث التكاليف والمنافع بالنسبة له والبيئة. ولكن الاستهلاك، وبخاصة استهلاك الأزياء، غير منطقي بتاتا، فقرارات الشراء أكثر عرضة لتكون مدفوعة بالرغبات المرتبطة بالمتعة والإثارة، الأزياء هي نشاط اجتماعي يحدد وضعنا في المجتمع (الدافع الأناني)، وإنما هي أيضا نشاط يقوده الرغبات العاطفية مثل الخيال والإثارة والتطلعات لعيش حياة أفضل وأكثر إشباعا.
قوى اللا وعي تلك هي ما تجعل التسوق للملابس مثيرا وممتعا، إنها تخلق نهجا أقل عقلانية للاستهلاك، يقلل في نهاية المطاف تأثير الأفكار العقلانية حول الأخلاق والآثار البيئية لعمليات الشراء التي نقوم بها.

الموضة الأخلاقية
وقد جادل الناشطون الأخلاقيون والصحافيون وحتى بعض العلامات التجارية بأن المستهلكين سيكونون قادرين على التغلب على قوى اللا وعي التي تقودهم للبحث عن المرح والإثارة إذا كان لديهم المزيد من المعلومات حول القضايا الأخلاقية المتعلقة بالاستهلاك، لكن تشير الأدلة إلى أن ذلك لا يؤدي إلا إلى زيادة السلوك الأخلاقي، وإنما في الواقع، يميل انتشار مزيد من المعلومات إلى الحد من تأثير القضايا الأخلاقية بسبب تعقيد تلك القضايا.

ويتضاعف هذا التعقيد بسبب مقدار المعلومات المتضاربة التي تقدمها المنظمات غير الحكومية ووسائط الإعلام والعلامات التجارية نفسها - القطن سيء للبيئة؛ الألياف تؤدي التسمم إلى تسمم المحيطات؛ استخدام الخيزران أخلاقي (ليس كذلك) - وعندما لا يمكن للخبراء الاتفاق على المشاكل الكبرى في مجال الأزياء، من الأسهل بكثير للمستهلك أن يغض الطرف ويشترِ هذا

القميص الجديد.
وقد يكون النهج الجذري البديل هو الاعتراف بأن البشر قد استخدموا دائما الأزياء لتلبية الرغبات العاطفية، لذلك يجب أن يتحول التحدي من محاولة السيطرة على هذه السلوكيات البدائية وغير العقلانية إلى محاولة إيجاد نهج نظامي وأخلاقي يحتويها. فهل يمكن حقا أن نجد حلول مستدامة تقود إلى صناعة أزياء لا تثير الرغبات الشرائية؟ الرغبة في الملابس الجديدة شيء قد يكون من المستحيل تغييره، لذا بدلا من محاولة فرض سلسلة من الأخلاقيات المفترض وجودها لدى المستهلك، ربما يجب أن تهدف العلامات التجارية إلى استخدام تكنولوجيا جديدة ونماذج أعمال لتصميم منتجات يمكن إعادة تدويرها أو إعادة تصميمها إلى موديلات جديدة مع استخدام الحد الأدنى من المواد الخام والمياه والطاقة والمواد الكيميائية.

ما يميز هذا النموذج هو إنه لا يهدف إلى تغيير آلاف السنين من التطور في الرغبات البشرية على مدى حياة جيل واحد، بل إلى استخدام الابتكار والإبداع لجعل الصناعة تتناسب مع احتياجاتنا الأصيلة.  وهو تحد تقني وتسويقي كبير، ولكن التحول إلى مثل هذا النموذج الذي يناسب المستهلك قد يفتح فرصا جديدة للأعمال التجارية، فضلا عن جعلها أكثر استدامة.

 

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء مشاكل يصعب حلها أمام عالم الموضة للحد من الاستهلاك المبالغ فيه للأزياء



GMT 09:53 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 11:07 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

تركز انشغالك هذا اليوم على الشؤون المالية

GMT 07:19 2024 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

أسباب الشخصية الانطوائية وصفاتها ونصائح للتعايش معها

GMT 16:02 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 12:43 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لقاء الخميسي "جريئة" في أحدث إطلالة لها

GMT 18:08 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي ضيفة شرف في "الواد سيد الشحات"

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:54 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 04:03 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قوارب التونة المحشوة بالأفوكادو

GMT 13:23 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

غطاسة إيطالية تتمكن من الوصول إلى عمق بحري غير مسبوق

GMT 19:04 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقه إعدادكعكات الموز والشوفان الصحية

GMT 10:30 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين عبد الوهاب تتجاهل لطيفة والجمهور يرد بقوة

GMT 01:08 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

سيدة بريطانية تعاني من شلل تام تزور مدينة البتراء الأثرية

GMT 07:08 2023 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

الفنانة درّة في إطلالات أنيقة وتاعمة بصيحة الكتف الواحد

GMT 14:47 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

طرق التخلص من الحبوب السوداء

GMT 10:50 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

المكسيك تسجل 1383 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميالحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle