arablifestyle
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل
لايف ستايل
آخر تحديث GMT 05:20:45
لايف ستايل

الرئيسية

اكتئاب ما بعد الولادة حالة تستدعي التشخيص والعلاج

لايف ستايل

لايف ستايلاكتئاب ما بعد الولادة حالة تستدعي التشخيص والعلاج

اكتئاب ما بعد الولادة
القاهرة- لايف ستايل

تتعرض المرأة خلال مرحلة الحمل وما بعد الولادة لتغيرات هرمونية ونفسية واجتماعية عديدة، وقد تعاني من حالة تدعى باكتئاب ما بعد الولادة، وعلى الرغم من أن هذه الحالة مصنفة كمرض يحتاج للتشخيص والعلاج المناسبين، لاتزال العديد من السيدات يعانين من هذه المشكلة بصمت، إما لعدم معرفة الأعراض التشخيصية للاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة، أو لخوفهن من الوصمة الاجتماعية التي قد تحيط بمثل هذه الاضطرابات.
وحول اكتئاب ما بعد الولادة (Post-Partum Depression)، تحدثنا إلى الدكتور مفيد رؤوف حمدي، اختصاصي الطب النفسي في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، والذي قدّم معلومات كافية ووافية حول ماهيّة هذا المرض وأعراضه وأسبابه، ووجه نصائح قيّمة للسيدات المقبلات على الحمل ولأسرهن للتعامل مع هذه الحالة الصحية واكتشافها وعلاجها بشكل مناسب.
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟
أوضح الدكتور حمدي أن اكتئاب ما بعد الولادة هو أحد الاضطرابات المزاجية التي تصيب النساء خلال السنة الأولى بعد الولادة. يتابع قائلاً: "في الحقيقة، فإن هذه الحالة لا تختلف عن الاكتئاب العام الذي يصيب أي إنسان آخر، أو يصيب النساء في أوقات غير الحمل وما بعد الولادة، ويعتمد اكتشافه على توفر الأعراض التشخيصية، وشدتها ووقت ظهورها، إذ يظهر عادة في الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ولكن المتفق عليه في التصنيفات العالمية أن أي اكتئاب يصيب المرأة بعد الولادة حتى مرور عام عليها يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة".
وبشر الدكتور حمدي بأن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب قابل للتشخيص والعلاج، لكن إهماله له تأثيرات كبيرة، ليس على المرأة فحسب، وإنما على طفلها وأسرتها، حيث تبدأ المرأة بإهمال الإرشادات الطبية ورعايتها لنفسها ونمط الحياة الصحي، وقد ترفض الرضاعة، وتتدهور علاقتها بزوجها وأسرتها وارتباطها بطفلها وتهمل صحته، كما لوحظ أن هذه الأعراض تؤثر سلباً على النمو المعرفي والاجتماعي للطفل ومهاراته الأكاديمية في المستقبل.
هل يصيب اكتئاب ما بعد الولادة جميع السيدات؟
أكد الدكتور حمدي أن اكتئاب ما بعد الولادة لا يصيب جميع السيدات، حيث إن معدلات انتشاره حسب الإحصائيات في الدول المتقدمة لا تزيد عن 15%، في حين تزيد هذه النسبة عن 25% في المجتمعات الأقل تقدماً وفي حالة تدني مستوى المعيشة والصحة البدنية. كما تشير الدراسات إلى أن 50% من حالات اكتئاب ما بعد الولادة تكون قد بدأت أثناء الحمل ولم يتم تشخيصها، سواءً بسبب عدم انتباه المحيطين بالمرأة للأعراض أو أن المرأة لم تتطوع للبوح بالأعراض للطبيب العام أو طبيبة النسائية، في حين أن 80% من حالات اكتئاب ما بعد الولادة تعبر من دون تشخيص وعلاج.
ما هي أعراض اكتئاب ما بعد الولادة؟
أوضح الدكتور حمدي إلى أنه هنالك 10 أعراض رئيسة لاكتئاب ما بعد الولادة، وفق التصنيف الدولي للأمراض الصادر عن منظمة الصحة العالمية. ويمكن تشخيص المرض عند توفر ما لا يقل عن خمسة منها لدى السيدة شرط أن يكون أحدها الشعور بالحزن والضيق أو فقدان الاهتمام والاستمتاع بتفاصيل الحياة، وأن تستمر الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين، وأن تسبب تلك الأعراض كرباً نفسياً ملحوظاً مع تعطل القدرة على أداء المهام اليومية.
وتضم الأعراض:
1. الشعور بالحزن والضيق.
2. فقدان الاهتمام والاستمتاع بتفاصيل الحياة.
3. الشعور بالتعب والإجهاد من دون سبب.
4. ضعف التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات.
5. اضطرابات النوم، وأكثرها شيوعاً الأرق، لكنها قد تكون عكس لك، أي زيادة ساعات النوم وقضاء معظم الوقت في السرير.
6. اضطراب الشهية للطعام، بعد الولادة سواءً فقدان الشهية والهزال ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية للطعام.
7. تدني تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن النفس.
8. قلة مستوى النشاط الحركي، أو على العكس، زيادة الانفعال والهياج.
9. وجود أفكار سلبية عن الحياة مثل (عدم جدوى الحياة، أو تمنيات الموت، أو الأفكار الانتحارية).
10. الشعور باليأس.
وأشار الدكتور حمدي إلى أن التشخيص يحدث بعد التعرّف على الأعراض المذكورة والتأكد من استبعاد جميع الأسباب الباطنية العضوية لهذه الأعراض، والتي قد تحدث لحالات مثل فقر الدم أو خمول الغدة الدرقية أو نقص فيتامين "د" أو "ب 12"، علاوة على ضرورة التمييز ما بين اكتئاب ما بعد الولادة، وأحزان ما بعد الولادة (Post-Partum Blues) وهي حالة مشابهة للاكتئاب وشائعة بين النساء بعد الولادة إلا أن أعراضها أقل شدة، ولا تعطل حياة المرأة، ولا تعد حالة مرضية وغالباً لا تستمر لأكثر من أسبوعين. مع ضرورة تمييز الاكتئاب عن حالات القلق ما بعد الولادة.
ما هي أسباب اكتئاب ما بعد الولادة؟
إن أسباب اكتئاب ما بعد الولادة ليست واضحة بدقة حتى يومنا هذا، إلا أن الفرضية العلمية المقبولة، كما يقول د. حمدي، هي أن الاكتئاب ناجم عن تفاعل عوامل بيولوجية وبيئية نفسية واجتماعية. أي أنه يحتاج الى وجود استعداد بيولوجي فضلاً عن الظروف النفسية والاجتماعية التي تسهم في حدوث هذه الحالة. وتشير الدراسات الحديثة الى دور العوامل الجينية والهرمونية والتركيبية من قبيل تأثير الهرمونات الأنثوية على نشاط مناطق معينة في الدماغ. فضلاً عن التغيرات الهرمونية والضغوط النفسية والاجتماعية بعد الولادة.
وبين الدكتور حمدي أن الدراسات تشير الى مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد احتمالات تعرض السيدة لاكتئاب ما بعد الولادة، وتضم:
عوامل ما قبل الولادة

• التعرض للاكتئاب أو القلق خلال فترة الحمل.
• وجود تاريخ سابق للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو الاكتئاب عموماً.
• الضغوط النفسية والاجتماعية خلال الحمل.
• انعدام الدعم النفسي والاجتماعي خلال الحمل.
• عمر الأم لا سيما الحمل في عمر المراهقة.
• الحمل غير المخطط له، أو غير المرغوب فيه.
• ضعف الحالة الصحية العامة للسيدة، مثل وجود أمراض أخرى.
• استخدام محفزات الهرمونات.
عوامل ما بعد الولادة

• وجود تاريخ سابق لاكتئاب ما بعد الولادة، عند القريبات من الدرجة الأولى.
• حصول مشكلات أثناء الولادة، مثل الولادة كحالة طارئة.
• ولادة طفل بصحة غير جيدة.
• المشاكل الصحية التي تعيق الرضاعة الطبيعية.
• غياب الدعم النفسي والاجتماعي بعد الولادة.
ما هو علاج اكتئاب ما بعد الولادة؟
أوضح الدكتور حمدي أن علاج اكتئاب ما بعد الولادة يشبه علاج الاكتئاب الاعتيادي المعروف، ويحتاج أن يكون شاملاً ويتطلب وضع خطة علاجية تجمع بين الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية. ويشتمل على ضرورة تعزيز قدرة السيدة على الرعاية الذاتية، حيث تحتاج ألى تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة إذا كانت مسموحة، وتخصيص بعض الوقت لنفسها لممارسة ما تحبه، وأن تسعى للحصول على ساعات كافية من النوم ليلاً. وأكد أهمية التثقيف والتوعية النفسية للسيدة ولزوجها وأفراد الأسرة كافة لفهم أعراض المرض وسبل التعامل معه وتخطي هذه المرحلة، فضلاً عن دور الأسرة في تقديم المساعدة والدعم العملي لها في تدبير شؤون بيتها، ورعاية أطفالها والحصول على ساعات كافية من النوم.
وبالعموم، يعتمد علاج اكتئاب ما بعد الولادة على شدة الحالة، إذ تحتاج الحالات البسيطة والمتوسطة الشدة للدعم والرعاية النفسية من خلال العلاج النفسي ومجموعات الدعم النفسي والاجتماعي، في حين تتطلب الحالات الأكثر شدة علاجاً دوائياً فضلاً عما سبق. وقد يصل الأمر لدخول المستشفى في الحالات المتقدمة، علماً أن الأدوية المضادة للاكتئاب آمنة خلال الحمل وبعده، تبعاً لإرشادات الطبيب. ومؤخراً أقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أول دواء مخصص لعلاج حالات اكتئاب ما بعد الولادة ويؤخذ عن طريق الفم.
هل يمكن الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة؟
الوقاية دائماً خير من العلاج. وبالنسبة لاكتئاب ما بعد الولادة، تبدأ الوقاية قبل حدوث الحمل من قبل خط الرعاية الأول للمرأة، مثل طبيب الأسرة والطبيب العام وطبيبة النسائية، عبر توعية المرأة وتثقيفها حول أهمية صحتها النفسية، وتعليمها سبل التعرّف على أعراض القلق والاكتئاب خلال الحمل أو ما بعد الولادة، وتشجيعها على طلب المساعدة عند الحاجة والإفصاح عما تشعر به لطبيبها دون تردد أو حرج.
وأشار الدكتور حمدي إلى أنه يمكن لأطباء السيدة التحرّي عن عوامل الخطورة والاستعداد المسبق للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وفي حال وجودها، متابعة السيدة بشكل دوري للبدء بعلاج المشكلة قبل تفاقمها.
ونصح الدكتور حمدي أسر السيدات بتقديم الدعم اللازم لهنّ أثناء الحمل وبعد الولادة، وتفهم حالة السيدة المصابة بالاكتئاب والتعاطف معها والوقوف بجانبها ومساندتها، ومساعدتها في رعاية مولودها وإزالة الضغوط عن كاهلها وتمكينها من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً. ووجه رسالة أخيرة للسيدات مفادها أن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي قابل للعلاج، وتحتاج كل سيدة لمعرفة ماهيّة هذه الحالة وتقبلها عند حدوثها وطلب المساعدة من دون تردد.

قد يهمك أيضا:

أطعمة تساعدك على محاربة الاكتئاب الموسمي

أسباب الاكتئاب في الشتاء عديدة

arablifestyle
arablifestyle

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتئاب ما بعد الولادة حالة تستدعي التشخيص والعلاج اكتئاب ما بعد الولادة حالة تستدعي التشخيص والعلاج



GMT 17:19 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

7 أسباب لتأخر أو توقف نمو الأطفال

GMT 17:13 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الأطعمة والفواكه لتغذية الحامل وتثبيت الحمل

GMT 15:39 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

طرق النوم الخاطئة للحامل التي يجب الانتباه إليها

GMT 15:33 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسباب وأعراض تسمم الحمل في الشهر التاسع

GMT 09:45 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 12:46 2020 السبت ,13 حزيران / يونيو

يتناغم الجميع معك في بداية هذا الشهر

GMT 14:58 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحداث المشجعة تدفعك إلى الأمام وتنسيك الماضي

GMT 14:32 2023 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد إتيكيت الإحتفال بالتخرج

GMT 21:04 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

أحدث ألوان أحمر الشفاه لموسم ربيع 2019

GMT 05:13 2017 الخميس ,12 كانون الثاني / يناير

أحمد الشامي فنان غير مشهور في فيلم "مولانا" المميّز

GMT 21:50 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تؤكد أن الأمومة تحمي النساء من الموت المبكر

GMT 21:41 2016 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة مفاجئة لهذا السبب ترتدي العروس الطرحة

GMT 05:20 2016 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

أنماط العمل تؤثر على النوم وتسبب الأرق وارتفاع ضغط الدم

GMT 19:50 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّفي على أهمّ قواعد العناية بالشعر الخفيف والمتساقط

GMT 15:57 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

تعرف علي أهم وأبرز فوائد البصل

GMT 16:39 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مصطفى قمر يستعد لإحياء حفلًا في إحدى المدارس الخاصة

GMT 15:08 2019 الأحد ,05 أيار / مايو

تعيش أسبوعًا مثمرًا ملئ بالنجاحات
 
arablifestyle

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

arablifestyle arablifestyle arablifestyle arablifestyle