تخيّم حالة من خيبة الأمل على الأوساط الفنية في مهرجان "كان" السينمائي، وذلك بسبب ما من تحفة كانت تستحق عناء اجتياز مسافات شاسعة للوصول إلى هذه المدينة الجميلة وعناء الانتظار أوقاتاً طويلة لدخول أي صالة وحضور أي فيلم.كل شيء أقل من عادي حتى اللحظة، وإذا زعق متحمس من هنا أو آخر من هناك بأن الفيلم العلاني الذي شاهده، تحفة كبيرة، فهو سيسكت بعد ثوانٍ حين يلاحظ أن ما من أحد يشاركه حماسته.
ومرّ النصف الأول من أيام الدورة السبعين من مهرجان "كان" السينمائي. ونسارع هنا إلى القول أنه نادرًا ما حدث أن انقضى النصف الأول من دون مفاجأة سينمائية حقيقية. المفاجأة الوحيدة في "كان" حتى الآن هي أن كل شئ أقل من العادي. مهما يكن، فلا تزال هناك أيام وعروض منتظرة، ويستحسن لمحبي السينما أن يتجملوا بالصبر، لعل وعسى. لكنهم في انتظار ذلك يرون أفلامًا انتظروها بلهفة وهي تسقط الواحد بعد الآخر. ومن البديهي القول إن الغضب أمام هذا الواقع يبدو في حجم التوقعات.
وآخر الفصول في هذا السياق، فيلم "جانيت: طفولة جان دارك" لبرونو دومون، في أسبوعي المخرجين، وطبعاً، "نهاية سعيدة" للنمساوي ميشال هانيكي في المسابقة الرسمية. سنعود إلى فيلم دومون في رسالة مقبلة، ونتوقف هنا عند فيلم هانيكي، لسبب بسيط هو أن هذا المبدع السينمائي الكبير، المشارك في رقم قياسي "كانيّ" بفوزه بسعفتين ذهب من قبل، كان كثيرون يتوقعون فوزه بالثالثة مسجلاً سابقة تاريخية، وذلك بالاستناد إلى ما كُتب وقيل عن فيلمه الفرنسي، قبل أن يشاهده أحد! لكن الصورة اختلفت جذرياً بعد العرض. صار السؤال مزدوجاً: كيف سمح مخرج من طينة هانيكي لنفسه بأن يحقق فيلماً يتسم بهذا المقدار من السطحية؟ ثم: لماذا عُرض الفيلم في المسابقة الرسمية؟ وحتى الذين اعتبروا الفيلم تتمة في شكل أو في آخر لتحفة هانيكي السابقة "حب"، مستندين إلى وجود جان لوي ترنتينيان باسم جورج، كما في الفيلم السابق، وكونه عجوزاً يعيش على حافة الخرف وسبق أن قتل زوجته حباً بها، وكون إيزابيل هوبير تلعب دور ابنته. هؤلاء راحوا يبحثون عن علاقات أكثر جدية بين الفيلمين فلم يجدوها.
يبقى العنوان. فربما، فقط ربما، أمام السوداوية التي التُقطت، خطأ، في نهاية "حب" (2012) شاء المخرج أن يعيد تصوير نهاية وصفها هنا بـ "السعيدة" بانياً انطلاقاً منها حكاية تلك العائلة البورجوازية من مدينة كاليه، وتفككها، والسعادة التي لا يمكنها العثور عليها في وقت يتدهور رب العائلة جورج، غائصاً في خرفه وصولاً إلى حافة موته... وهي سمات تطبع عادة سينما صاحب "الرباط الأبيض" و "ألعاب مضحكة".
لكن هذا يبدو أشبه بما سبقت رؤيته، وكذلك حال الإشارات الطبقية والعنصرية (حيث الفرز قائم بين الخدم المغاربة وأرستقراطيي العائلة الفرنسية)، وصراعات الأجيال، من دون أن ننسى المشاهد التي تصور المهاجرين في كاليه وهم يستعدون لمحاولة عبور نفق المانش من جديد. كل هذا يعبر عنه الفيلم ويقوله هانيكي، ولكن، ليقول ماذا في نهاية الأمر؟ صحيح أنه تبقى للفيلم لغته السينمائية القوية، وما هو معتاد من إدارة هانيكي المميزة لممثليه، والصورة المشرقة التي يقدمها للمدينة. ولكن، ما هو الشيء الذي يمكن اعتباره جديداً في هذا كله؟ وهل يكفي أن يعود مخرج كبير إلى زيارة موضوعاته السابقة واللفتات التي صنعت، فيلماً بعد فيلم، مجده السينمائي الكبير، حتى يزعم أنه يقدم جديداً؟ هل يكفي أن يحمل فيلم توقيع مخرج صاحب اسم كبير، ومهما كان من شأن هذا الفيلم، حتى يتصدر مسابقة عرفت كيف تجعل من ذاتها أمّ المسابقات السينمائية في العالم؟ ذلك هو السؤال.
GMT 15:33 2023 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر
نجوم الفن يتفاعلون مع فتح معبر رفح ودخول شاحنات المساعدات لفلسطين أبرزهم أنغام ودرةGMT 08:54 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر
مهرجان أيام قرطاج السينمائية يكشف عن قائمة المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقيةGMT 08:38 2023 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر
تكريم حنان مطاوع وسهير المرشدي وأحمد أمين في ملتقى القاهرة الدولي للمسرحGMT 07:12 2023 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر
مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45 يدعم 15 فيلماً من 8 دول عربيةGMT 17:22 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر
فنانين قررُوا عدم المشاركة في مُوسم مسلسلات رمضان 2024 أبرزهم محمد رمضان ومنى زكيGMT 12:34 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر
السينما السعودية حاضرة في ملتقى مهرجان القاهرة السينمائيGMT 11:15 2023 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر
استمرار إضراب ممثلي هوليوود عقب فشل المفاوضاتGMT 09:41 2023 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر
فعاليات فنية من ضمنها مهرجان الجونة تُعلن تأجيلها لأسباب إنسانية Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©
أرسل تعليقك