عقدة الخوف

الخوف شعور طبيعيّ موجود لدى كلّ إنسان، وهو من الأشياء الفطريّة الّتي تولَد معنا؛ حيث يَخاف الإنسان من أشياء كثيرة لا يمكن حصرُها، لكن يُصبح الخوف حالةً مرضيّةً إن زاد عن حدّه، ومن أشهر أنواع الخوف هو الخوف من النّاس، ويَكون على هيئة رهبة من مقابلة الآخرين؛ إذ يَشعر الشّخص باضطراباتٍ عدةٍ وتوتّرٍ كبير عند رؤية الآخرين، خصوصاً إن كانت هناك جموع كبيرة من النّاس، لذا يجب زيادة الوعي ومعرفة السّبب الحقيقيّ وراء الخوف من النّاس؛ بحيث يكون الشّخص واعياً تماماً لما يمنعه من التّصرّف بطبيعته أمام الآخرين، فعندما يُعرف السّبب يصبح العلاج سهلاً.

كما يجب تحديد المخاوف بالضّبط، ومُحاولة الاسترخاء والتّركيز والجلوس مع النفس، وكتابة الأشياء التي تُثير الخوف، ومناقشة كلّ نقطة بتجرّدٍ كبيرٍ، ومحاولة تجاوزها وإزالة مسبّبها. والتخلّي عن الفضول الشّديد وكثرة التوقّعات، والتّصرّف بشكل طبيعيّ، والتّركيز على اللّحظة الحاضرة أثناء الجلوس مع النّاس ومقابلتهم، وعدم توقّع المواقف التي من الممكن أن تحصل.

ولا بد من الاندماج في عمل الأشياء المفيدة؛ لأنّها تخفّف من حدّة القلق والتوتّر من لقاء الآخرين. ورفع الثّقة بالنّفس، والتخلّي عن الشخصية المتردّدة التي تخاف كلّ شيء، ومحاولة التّدرب على إدارة النقاشات والحوارات مع النّاس. والحرص على الاطّلاع والقراءة، وتغذية الثقافة الشخصيّة؛ لأنّ الثقافة من الأمور التي تعزّز قدرات الشّخص على مواجهة المجتمع والنّاس بكلّ ثقةٍ، وتساعد على طرد المخاوف الداخليّة.

ويمكن اللّجوء إلى الطرق الّتي تَطرد الطاقة السلبيّة من العقل، وتجعله يُفكّر بطريقةٍ إيجابيّةٍ، ومن أهم هذه الطّرق: التنويم المغناطيسيّ، وممارسة رياضة اليوغا (التأمل)، وتمارين التنفّس العميق، والبرمجة اللّغويّة العصبيّة، ويُمكن الاستعانة بمتخصّصين بهذه الأمور. وكتابة المخاوف التي تجعل الشخص يتجنّب النّاس على دفتر اليوميّات، وتحديد الوقت الذي ينمو فيه الخوف بشدّة مع كتابة السبب، وذلك لمحاولة تجنّبها في المستقبل، وتجنّب تكرار المواقف التي تسبّب الشعور بالخوف. والانخراط في المجتمع والنّاس قدر الإمكان، وتقوية العلاقات الاجتماعيّة، وتبادل الزّيارات مع الآخرين، وتُعرَف هذه الطّريقة بمبدأ الدواء بالدّاء؛ وذلك لاقتلاع الخوف من جذوره.