قصص الحب السليمة

يُواجه كلّ منّا أزمة صحة الاختيار في علاقته العاطفية فلا شك أن الإنسان تراوده الوساوس بشأن هذه الشخصية التي ارتبط بها، هل هي المناسبة له حقّا؟ وهل هو متأكد فعلا من أنه ينوي الارتباط بها إلى أجل غير مسمى، ربما حتى نهاية العمر؟ ولذلك سيكون هذا المقال بمثابة اختبار بشأن صحة الاختيار، سنطرح في هذا المقال أسئلة، ستسألها لنفسك وتجيب بكل صدق، فإن كانت الإجابة بنعم، فقد أحسنت الاختيار، وإن كانت الإجابة بلا فلا ريب أنك تسرّعت في الارتباط وعليك إعادة النظر في المسألة.

من دلائل صحة الاختيار أن تكونا سويا على السراء والضراء فلا يمكن أن تكون مع شخص يسعد فقط لأنك تأخذه للتنزه أو تدعوه للعشاء في مطعم ما أو تحضر له الهدايا أو تعمل على سعادته، بينما عندما تقع في أزمة يتذمر ولا يقف إلى جوارك، من الواضح أن شخصا كهذا ليس أمينا بما يكفي للدخول في علاقة، وإذا كانت إجابتك عن هذا السؤال بلا فلا تكمل باقي الأسئلة وانسحب من هذه العلاقة على الفور.

العلاقة العاطفية تقوم على التكامل والتداخل، حياتان منفصلتان تندمجان وتصبحان حياة لأخرى أما إن كان هناك شخص يقوم بتسخير حياة شخص آخر لكي تدعم حياته وتجعلها أفضل وتعمل على خدمتها بأي سبيل من السبل تحت مسمى العاطفة وعن طريق استغلال المشاعر والابتزاز العاطفي، فإن هذه لا تسمى علاقة على الإطلاق، فإن كانت إجابتك عن هذا السؤال بنعم فإنك لا تعرف أي شيء عن صحة الاختيار وإن كانت إجابتك بلا فقم بتكملة الأسئلة حتى تتأكد من صحة اختيارك.

من الطبيعي أن تحدث خلافات بين أي اثنين في علاقة لكن من غير الطبيعي أن يكون هناك طرف مهمته على الدوام أن يغضب وطرف آخر مهمته فقط أن يسترضي الطرف الأول حتى إن كان هذا الطرف الأول هو المخطئ من البداية، هذه العلاقة مع الأسف بها خلل لأن هناك شخصا يبذل كل ما في وسعه لرضا الطرف الآخر حتى إن أتى على حسابه وحساب كرامته وشخص يبتز الشخص الآخر ويستنزفه، إن كانت إجابتك عن هذا السؤال "لا" فتأكد من صحة الاختيار.

هناك فرق بين أن تكون من غير أنصار الزواج وتحبذ العلاقات المفتوحة لأنك تخاف من الالتزام، وبين أنك لا ترفض مبدأ الزواج ولكن مع الشخص المناسب، وبالتالي إن كنت من النوع الثاني وكنت في علاقة لكنك لست متأكدا من أن هذه هي الشخصية التي تود البقاء معها حتى آخر يوم في عمرك، فأنت مع الأسف لم تحسن الاختيار، ربما مع الوقت تزداد مشاعرك تجاه شريك علاقتك، وربما لا.. لا توجد ضمانات، ولكن أليس هناك أشخاص تشعر أنك تريد أن تظل العمر بأكمله إلى جوارهم من أول يوم في العلاقة؟

مثلما قلنا بالأعلى إن العلاقة العاطفية قائمة على التداخل والتكامل وتوحيد حياتين منفصلتين ودمجهما في حياة واحدة لشخصين، أي أنك نصف حياتك تقريبًا في حياة شخص آخر ونصف حياة شخص آخر في حياتك وهكذا، بالتالي إن كنت ستقع في مشكلة ولا يكون الشخص الآخر هذا هو أول من تحادثه ليساعدك أو حتى تستشيره ماذا تفعل مهما كانت هذه المشكلة خاصة وخصوصية فإنك لم تدرك صحة الاختيار على الإطلاق وعليك أن تفكر مرة أخرى في هذه العلاقة من أساسها.​