طفلك الغاضب بشكل دائم

تعد ظاهرة الغضب عند الأطفال منتشرة بشكل كبير، ولكن هل تعلم أن الصراخ على أطفالك -بسببٍ أو دون سبب- يمكن أن يتسبب لهم بالكثير من الأضرار النفسية تمامًا مثل ضربهم؟
حسنًا؛ يلجأ معظم الآباء إلى الصراخ أو رفع أصواتهم في وجوه أطفالهم للحصول على إجابة منهم حين يخطئون في تصرفٍ ما.

وبالرغم من أنهم يدركون أن رفع الصوت والصراخ على الطفل لن يجدي نفعًا كما هو مطلوب؛ إلا أنهم يقومون بذلك، ومن ثَم يلجأون إلى الهدوء والاستماع لأطفالهم. إذًا ما الحاجة للصراخ منذ البداية؟

الصراخ على الأطفال بشكلٍ مستمر يمكن أن يكون ضارًا مثل ضرب الطفل؛ وغالبًا يكون غير فعّال. كما أن أولياء الأمور الذين يتخذون من الصراخ عادةً يومية تزيد نسبتها باستمرار مع الوقت؛ تصيبهم بعض الأمراض مثل؛ ارتفاع ضغط الدم، أو عدم التحكّم في غضبهم. بالإضافة لذلك؛ هناك أضرار أخرى قد تلحق بنفسية الطفل نتيجة تعرضه للصراخ المستمر من قبل والديه. وحيث أنه ليس للصراخ أي نتائج سوى الصراخ نفسه من كلا الطرفين؛ فإن معظم الأطفال لا يجدون صراخ والديهم رادعًا قويًا للتغيير من سلوكهم.

ويستخدم معظم الآباء طرقًا أكثر فعالية تنجح في تربية الأطفال. هذه الطرق تعتمد على المرونة في التواصل مع الطفل من أجل فهمٍ أكبر. أيضًا طريقة أخرى ذات فعالية فورية تعتمد على حرمان الأطفال من الأشياء التي يحبونها؛ مثل الألعاب المفضلة.

هذه الطرق تجعل الطفل في موضع الطاعة؛ حيث يستمع الأطفال إلى ذويهم دون صراخٍ أو توتر، كما أنها مفيدة للطفل حيث تتكون لديه قناعة بأن ما يريده يمكن حرمانه منه إذا ارتكب خطأ ما بسلوكه بشكلٍ دائم.

وهذا الأسلوب يعتمد على تحذير الطفل مرة واحدة فقط. وهناك خطوة رئيسية لتعلم هذا الأسلوب كالتالي: عندما يفعل الطفل شيئًا خاطئًا؛ يقال له مرة واحدة فقط “كيف” و “لماذا” يمارس ذلك التصرف؟ وإذا لم يتوقف؛ يتم التصرف معه بشكلٍ فوري.  على سبيل المثال؛ إذا كان طفلك يقوم بالقفز على سريره باستمرار؛ تحتاج فقط إلى توجيه الكلام له بأنه يجب أن يتوقف عن القفز على سريره فورًا لأنك تخشى عليه من السقوط أو تعرضه للأذى. إذا لم يتوقف عن القفز؛ فإن أمامه 10 دقائق وإلا سيكون هناك عقاب لذلك. يقال هذا التحذير بطريقة هادئة وثابتة دون الصراخ أو رفع الصوت.

إذا توقف طفلك عن سلوكه الخاطئ؛ قم بشكره والثناء عليه كونه طفل مطيع. أما إذا لم يتوقف؛ فلا تعطي تحذيرات أخرى، أو تقوم بالصراخ عليه لأنه لن يستمع إليك، أو يتبع تعليماتك. فقط قم بتوجيه العقاب الفعّال وهو حرمانه من ألعابه، أو اللعب مع أصدقائه، أو غير ذلك من العقاب الذي لا يضر.