الشخصية المترددة

وفق خبراء التنمية الاجتماعية، هي واحدة من أصعب أنواع الشخصيات، إنها "الشخصية المترددة" التي تفضل الإبقاء على وتيرة واحدة خوفاً من دخول أي تجربة جديدة في حياتها، تحسباً من الفشل فيها، وكذلك عدم قدرتها على مسايرة التغيرات التي تتعرض لها.

من المتعارف عليه، أن صاحب تلك الشخصية غير واثق بنفسه، خجول ومتوتر وحساس بشكل دائم، لا يستطيع اتخاذ قرار تجاه المواقف الجادة التي تعترضه، كما يتصف بالتزامه بالقوانين والأنظمة المستهلَكة بحكم كرهه للتفكير والإبداع والتجديد أيضاً، عدا عن تميزه بكثرة الشك والتشكي، والخوف أيضاً من توجيه النقد له.


المثالية والقواعد أكثر ما تعيشه الشخصيات المترددة، لهذا السبب يحجمون عن الابتكار والتجديد في حياتهم، لضياعهم وسط البدائل التي تُطرح أمامهم، وعدم قدرتهم على تحمّل الخطأ، أو لأنه من الواجب عليهم أن لا يقعوا في أية أخطاء.

أقرأ أيضاً : 

"تجاهل المشاعر" يزيد فرص الوفاة المبكرة

 

لأن صاحب هذه الشخصية يتميز بضعف ثقته بنفسه، ودائم القلق والخجل، فإن أنسب الطرق التي يحتاجها للتفاهم معه تكمن في الثناء على آرائه ودعمها، وتقديم اقتراحات وخيارات للمواقف المعقدة التي تواجهه، قد تسهّل عليه كيف يتخذ قراره، كي تصبح شخصيته أكثر ثباتاً واستقلالية.

ضرورة مساعدة الشخصية المترددة في وضع هدف محدد

لكونها لا تملك المقدرة الحقيقية للوصول لأهدافها، ثم البحث عن الآلية الصحيحة لتنفيذ ذلك الهدف ضمن آلية واقعية ومتاحة أمام صاحب هذه الشخصية.


الأمور الحياتية

بالإضافة إلى ذلك، فإن القيام بالأشياء الحياتية الروتينية اليومية قد تكون مجدية بحق الشخص المتردد بهدف تنظيم وقته والالتزام به، مثل قيامه بالواجبات الاجتماعية وجدولة يومه وبرمجة ذاته بحيث يعتاد على القيام بها بشكل يومي، وهذه الأمور قادرة على تخليصه من التذبذب والتردد في اتخاذ قراراته الحياتية.

إظهار العواقب

ولا بد ممن يتعامل مع المتردد أن يُظهر له عواقب تأخيره في اتخاذ القرارات تجاه المواقف التي تعتمد على موافقته، مع ضرورة توفير نظام معلومات جيدة وتأكيدات تساعده على اختياراته، والتوضيح له عن حجم الضرر الذي قد يوقع به وبعلاقته مع الآخرين جراء تردده المستمر، بحكم أن الناس تحترم الشخص الثابت والقادر على اتخاذ قراراته والتمسك بها.

الابتعاد عن اللوم


أما دور الشخص المتردد في علاج ذاته بذاته، تبدأ بعدم إيقاع اللوم على نفسه إنْ ضاعت عليه أية فرص بسبب تردده، ومهما بلغت خبرته أو درجة تعليمه، عليه أن يكتسب المزيد من المعرفة والثقة بالنفس، والاستفادة من خطئه وأخطاء الآخرين والتعلم منها.

مهارة اتخاذ القرار

كما عليه أن يكتسب مهارة اتخاذه لأي قرار، والقدرة على تحمل مسؤولياته بدءاً من الصغيرة والبسيطة وصولاً للكبيرة منها، وله أن يطلب مساعدة الآخرين له حتى يحقق النجاح والتشجيع، وبذلك يكون قد رسم خطواته نحو الثقة وعدم التردد.


ربما تفيد بعض أنواع من الأدوية في علاج صاحب الشخصية المترددة، وقد يتحول هذا التردد في ما بعد إلى حالة مرضية جديدة هي "الوسواس القهري"، مع أن الحل الأنجع لعلاج المترددين يكمن في علاج أنفسهم بأنفسهم، وأن يكونوا أكثر تصميماً وعزيمة في اتخاذ قراراتهم.

قد يهمك أيضاً :

 

9 طرق بسيطة تزيد الإحساس بالسعادة وتخفّف من حدة التوتر والقلق

 

طرق لتأقلم ابنك مع الحضانة والتغلب على القلق الذي يشعر به