الانفصال

يُعد الانفصال تجربة مريرة، تظلّ تبعاتها ممتدة لسنوات طويلة، تعكّر صفو الحياة، وتملأها بالذّكريات المؤلمة، كان يجلس ويضحك هنا، ويبكي ويصرخ هناك، وبين هذا وذاك، لا تجدي سوى الأطلال، وجرح يصعب علاجه إلا بمرور السنوات؛ لكنّكِ ستنسي كلّ شيء، وستمرّين بمراحل مختلفة، تعقب حالة الانفصال، وتعيشها كلّ سيدة مرّتْ بهذه التجربة الأليمة.

ونرصد هنا هذه المراحل وكيفية تجاوز حدّتها، والتعايش معها، للخروج من الأزمة بسلام، وهذا ما ستطويه السّطور التالية، الواردة في مجلة "كوزموبيلتان"، المهتمّة بشؤون المرأة.

الرفض
ستنكرين الأمر برمّته في البداية، ويصعب عليكِ ادراك النهاية، ولا تتقبّلي الحقيقة المرّة، وأنّ كلّ شيء انتهى، وأنّكِ شخص غير مرغوب فيه، فترفضين الواقع، ونهاية هذا الحبّ المتعمّق، وتتملّككِ الدهشة، ويتكرّر بداخلكِ، سؤال واحد، ليست له إجابة، وهو أين ذهب الحبّ، ولماذا انتهى الحنين؟ تقبّلي الوضع كما هو، مهما كان مريرًا وقاسيًا، ولا تتلهّفي لمعرفة أخباره، أو تنتظري منه مكالمة، واهدئي، وتعوّدي على حياتكِ الجديدة.

الغضب
أقدّر غضبكِ، وحنقكِ، واستنكاركِ، للأمر، فالحبّ صرح كبير، بُني من مشاعر مترسّخة بداخل شريكين، عكفا سويًا على تطويره، واستمراره، لكن ما حدث كان، ولم يتغيّر، وسواء كنتِ أنتِ صاحبة القرار، أم لا، فالانفصال حدث، وانتهى الأمر. لا تغضبي، فتغلطي، ويضيع حقكِ هباءً، فالعواقب خطيرة، والمسألة لا تستحق.

الحزن
من حقّكِ أنْ تحزني، ولا شكّ في ذلك، لكن إلى متى يسيطر عليك الحزن، والاحباط، واليأس؟ الانفصال ليس نهاية العالم يا عزيزتي، فالحزن مطلوب، ومن العلامات الصحية، والأكيدة بعد الانفصال، لا تمنعي نفسكِ من الشعور بالحزن، ولا تكبتي مشاعركِ بداخلكِ، فتتحوّل لبركان يحرق قلبكِ، وضلوعكِ.

الغيرة والضغينة
عادة ما تنشغلين بأخبار شريككِ السّابق، وتتابعين حياته عن كثب، ويشفي غليلك أيّ خبر محزن تسمعينه عنه، وتحاولين بشتّى الطّرق معرفة تطوّرات حياته، وبخاصة العاطفية، وفي بعض الأحيان تتّخذين من مواقع التواصل، وسيلة لتخبريه بأنّكِ سعيدة، ولا ينقصكِ شيء من دونه، لكن انتبهي، فهذه التّصرّفات غير مجدية، ومن الأولى نسيانه، والابتعاد التّامّ عن متابعة أخباره.

اللامبالاة
وستمرّين بهذه المرحلة لا محالة، من الفراغ واللامبالاة، وتفقدين ثقتكِ بنفسكِ، والأخرين، وتنفصلين عن العالم، وتفضّلين الوحدة، والابتعاد عن البشر. ارجعي لنفسكِ، وهوّني عليها أحزانها، ولا تسمحي للمشاكل، والجروح أنْ تهزمكِ وتقلّل من ثقتكِ بنفسكِ.

القبول
وكل ما فات من مراحل سينتهي بالقبول، والمضي قُدمًا في طريقكِ، لتعوّضي ما فاتكِ، وتبدئي من جديد، اعلمي أنّ هناك حقيقة واحدة، وهي أنتِ، أجل أنتِ الوحيدة، التي تقرّر شكل حياتها، فهل تريدين النّدم والفشل، أم أنّكِ قادرة على تخطّي كلّ المحن؟.

الأمل
ستستعيدين نفسكِ من جديد، وتتخلّصين من الجروح، وحسرة القلب، وتنقشع الغمامة من سماء حياتكِ، وتقلّ السحب، وستتغلبين على المحن والعذاب، لأنّكِ قويّة بما فيه الكفاية، لا تهزمكِ القلاقل، ولا تكسركِ الهموم.