داء الصرع

أصبح الآن من السهولة تشخيص داء الصرع بفضل "البذلة الذكية الالكترونية" التي يمكن ارتداؤها في المنزل أو تحت الملابس اليومية، وتعمل باستمرار على مراقبة العلامات الحيوية للجسم. ويتم تركيب قميص بأكمام طويلة وقبعة مع أجهزة استشعار لتسجل العضلات ونشاط المخ والتواصل مع التطبيق الذكي بحيث يمكن للأطباء تتبع التغيرات الدقيقة في أقرب وقت لحدوثها.

 والصرع هو اضطراب عصبي مشترك يؤثر على 600 ألف بريطاني، وهو يسبب النوبات المتكررة التي تستمر ما بين ثوان ودقائق قليلة. والتشخيص الحالي لا يمكن أن يتم إلا في المستشفى باستخدام آلات كهربائية متخصصة لقياس موجات المخ تدعى (EEG)، وتعتمد على إجرائها أثناء إصابة المريض بعد حدوث النوبة في حين إذا لم تحدث نوبة، يمكن للعملية أن تستغرق شهورًا.
 
البذلة Neuronaute، التي وضعتها شركة "بايو سيرينيتي" الفرنسية، ترصد مرتديها خارج المستشفى أثناء قيامهم بأنشطتهم يوما بعد يوم، ويمكن أيضا أن تستخدم لتقييم المرضى لمعرفة آثار النوبة. ويتوصل القميص والكاب بالهاتف الذكي عبر البلوتوث، حيث يُجري التطبيق عمليات تحليل البيانات، حتى عندما يرتديها من لا يعاني من نوبة صرع، البيانات تكون عبارة عن درجة حرارة الجسم والنشاط ويتم تحميلها وتخزينها.
 ويشمل الغطاء المدمج أجهزة الاستشعار EEG لنشاط المخ، للكشف عن حركة العين والحرارة، والقميص لديه أجهزة استشعار لتسجيل نشاط العضلات والأعصاب، والتحقق من الحركة والتنفس لقياس معدل ضربات القلب، ومستويات الأكسجين في الدم.
 وقال بيير فروين، الرئيس التنفيذي لبايو سيرينيتي: "عادة في المستشفى المريض عليه أن يبقى هادئا وساكنا عندما يتم توصيله بأجهزة التشخيص، وذلك لنكون قادرين على الرصد بدقة، في حين أن تحرك المريض يمثل تطورًا مهمًا، إنه يعطي الأطباء ثقة أن القراءات لديهم دقيقة حقا".
 
ويعتقد المصممون أن هذا سيكون مفيدا بشكل خاص في مساعدة الأطفال الذين قد يجدون صعوبة في تركيبهم على جهاز التخطيط الدماغي لمدة تصل إلى 48 ساعة في كل مرة. وأضاف فروين: "نحن لا نسجل أن شخصا داهمته نوبة الصرع، ولكن بناء نمط المعلومات التي سوف تحدد ما قد يسببها. سنعرف أي منطقة من المخ تتأثر، وأي حالة سيطرت على المريض".
 
وأضاف: "نوع واحد حاسم من الصرع سوف نكون قادرين على التقاطه، والذي يسبب الكثير من المشاكل في التشخيص، هي نوبات الغياب، هذه هي الأحداث الصامتة التي يظهر فيها شخص ليكون في حالة تأهب ولكن يفقد وعيه للحظات. والعلامة الوحيدة هي أنه قد يبدو كما لو كان في غيبوبة".
 
ويمكن للغطاء والسترة أيضا أن يكشفا لماذا يعاني بعض المصابين بالصرع في نومهم وقد يعطي مؤشرات لماذا، في حالات نادرة، يموت المصابون أثناء النوم، وهذا ما يعرف بالموت المفاجئ غير المتوقع في الصرع ويصيب 600 ضحية في السنة.
 
وتلقت بذلة Neuronaute موافقة الجهات التنظيمية للاستخدام في المستشفيات في المملكة المتحدة ومختلف أنحاء أوروبا بعد نجاح تجربة استمرت ستة أشهر على المخ والعمود الفقري في معهد في مستشفى "بيتي سليبتير" في باريس.
 
وقالت كلير هاريسون، أخصائي تمريض الصرع في جمعية خيرية بيونغ: "هذا يحتمل أن يكون مثيرا للغاية حيث أن معدلات التشخيص لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول. فنحن ننتظر مرات القياس عن بعد التي يمكن أن تكون طويلة إذا لم تحدث النوبات أثناء التسجيل، فإن هذا يمكن أن يكون محبطا جدا للطفل والأسرة والأطباء. فأي شيء يساعد على تأكيد التشخيص بسرعة للسماح بالعلاج فهو خطوة إيجابية".