التفاعل الاجتماعي يؤثر على استجابة مرضى السرطان للعلاج

كشفت أبحاث حديثة، أن مرضى السرطان الاجتماعيين لديهم فرص للبقاء على قيد الحياة أفضل من أولئك الذين لا يتفاعلوا مع غيرهم من المصابين، ووفقًا لنتائج دراسة أجراها باحثون في المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري "NHGRI"، وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، فإن التفاعل الاجتماعي  لمرضى السرطان الذين انتهوا من العلاج الكيميائي مع المرضى الآخرين أثناء العلاج يؤثر إيجابيًا على صحتهم ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة.

وكان مرضى السرطان أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة لمدة خمسة أعوام أو أكثر بعد العلاج الكيميائي إذا تفاعلوا مع المرضى الآخرين الذين نجوا أيضًا منذ 5 أعوام أو أكثر، وكشف الباحثون أن المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي ممن يتفاعلوا مع الأخرين يعانون من خطر الموت بنسبة 68 فى المائة خلال 5 أعوام، ويقارن هذا مع نسبة 69.5 في المئة إذا كان المرضى معزولين عن المصابين الآخرين أثناء العلاج.

وقال المؤلف الرئيسي في فرع البحوث الاجتماعية والسلوكية التابع للمعهد الوطني للصحة والسلامة، جيف لينيرت: "هناك فرق اثنين في المئة في البقاء على قيد الحياة قد لا يبدو وكأنه كثير، ولكنه كبير جدًا بالنسبة للمرضى، فإذا كان لدينا 5،000 مريض في تسعة أعوام، وتحسنت حالات اثنين في المئة منهم، ذلك من شأنه أن يؤثر على 100 شخص".

ويعتقد الباحثون أن التفاعل مع الآخرين أثناء علاج المصابين يقلل من مستويات التوتر لديهم، مما يؤدي إلى فرص أفضل للبقاء على قيد الحياة، حيث قام باحثون من المعهد الوطني لبحوث الجينوم البشري وجامعة أكسفورد، بتحليل السجلات الطبية الإلكترونية لـ 4،691 مريض سرطان جمعت بين عامي 2000 و 2009 من مستشفيين رئيسيين في دائرة الصحة الوطنية، وكان جميع المشاركين في الدراسة يخضعون للعلاج الكيميائي وكان متوسط ​​عمرهم 59.8 عام.

وقد حقق الباحثون في الوقت الإجمالي الذي يقضيه المرضى مع المصابين الآخرين الذين يخضعون أيضًا للعلاج الكيميائي، كما تم فحص معدل البقاء على قيد الحياة بعد العلاج الكيميائي لمدة خمسة أعوام، وكشفت النتائج أن المصابين بالسرطان هم أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة بعد 5 أعوام أو أكثر بعد العلاج الكيميائي إذا تفاعلوا مع المرضى الآخرين خلال فترة العلاج.

ويتعرض مرضى السرطان لخطر الموت بنسبة 68 في المائة في غضون 5 أعوام من العلاج إذا تفاعلوا مع مرضى آخرين، ويقارن هذا مع نسبة 69.5 في المئة إذا كانوا معزولون عن غيرهم من المصابين، ولم يبحث العلماء بالتحديد كيف يساعد تفاعل مرضى السرطان مع الآخرين على البقاء على قيد الحياة المريض، ومع ذلك، فإنهم يتوقعوا أنه قد يكون بسبب انخفاض التوتر.

وأضاف  لينرت: "عندما تشعر بالتوتر، يتم إفراز هرمونات مثل الأدرينالين، مما يؤدى إلى الشجار أو استجابة الهروب، ولكن في حالة العلاج الكيماوي فإنك لا تستطيع فعل ذلك ما يؤدي لتراكم هذه الهرمونات"، ويتوقع الباحثون أن الزيارات من غير المصابين بالسرطان لها تأثير مماثل أو أكبر على تحسن حالة المريض.

وأوضح لينرت: "الدعم الاجتماعي الإيجابي خلال اللحظات الدقيقة من التوتر أمر بالغ الأهمية، إذا كان لديك صديق مريض  بالسرطان،اقضي معه الكثير من الوقت خلال العلاج الكيميائي ربما سوف يساعد ذلك على الحد من التوتر، من المرجح أن يكون لذلك تأثير فعال، وربما أكثر فعالية، من مرضى السرطان الذيم يتفاعلوا مع مرضى السرطان الآخرين."