كيس "ستوما"

توصل مجموعة من الجراحين في لندن إلى تقنية رائدة جديدة، أقل جراحية يمكنها إزالة الأورام الحميدة بدرجة كبيرة جدًا، وتسمى هذه التقنية "TASER" وقد تم تطويرها من قبل الأطباء في مركز لندن نورث ويست التابع لإدارة الصحة العامة، وجرى علاج أكثر من 40 مريضًا من خلالها بنجاح، بدلًا من الحاجة إلى عملية كبيرة وستوما دائمة، وتجعل المريض يبقى في المستشفى لبضع ليال فقط.

ويمكن أن يستفيد منها الذين يعانون من خطر عال من سرطان الأمعاء لتجنبهم جراحة كبيرة مزعجة والاضطرار إلى حمل كيس "ستوما"، وينطوي هذا الإجراء، الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم الأول، على إزالة زوائد كبيرة من الأمعاء بطريقة أقل جذرية بكثير مما يجري حاليًا.

وتتشكل هذه الزوائد التي تشبه الأنبوب، وتُصف بأنها أورام حميدة، على بطانة الأمعاء الكبيرة، والمعروفة أيضًا باسم المستقيم. وهي شائعة، وتؤثر على 15 إلى 20 في المائة من البريطانيين، ولا تسبب عادة أعراض. ولكن يمكن أن تصبح سرطانية -لذلك إذا تم اكتشافها، يجب إزالتها.

وعادة ما تكون الأورام الحميدة صغيرة ويتم حرقها أو قطعها خلال إجراء تنظير القولون، عن طريق أنبوب مرن رقيق يُمرر في ممر الظهر. ومع ذلك، هناك حوالي 1 في المائة من المرضى يمكن أن تنمو لديهم إلى حجم كبير جدا، وتغطي في بعض الأحيان محيط كامل من المستقيم.

ولا تسبب فقط النزيف، ولكن إزالة هذه الأورام الحميدة يعني قطع جزء كبير من جدار الأمعاء، وخياطته مرة أخرى، وهذا يخلق تضييق دائم، مما يعني أن الأمعاء لا يمكن أن تعمل بشكل صحيح، ويمكن أن يتم منع الفضلات من الخروج.

ومن أجل إنقاذ هؤلاء الناس من تطوير سرطان الأمعاء، يُنصح أن تُجري لهم عملية لإزالة المستقيم تماما -وتركيب كيس جمع خارجي دائم، أو ما يعرف بـ"ستوما". وهذه هي الجراحة الرئيسية التي يمكن أن يكون من الصعب للغاية التعافي منها، وخاصة في المرضى المسنين الذين يُعانون من ظروفٍ صحية أخرى.

وقال استشاري جراحة القولون والمستقيم جايندرا واروسافيتارن في مستشفى سانت مارك في لندن إن هذا الاكتشاف الكبير هو خطوة كبيرة إلى الأمام، وفي الإجراء الجديد، حيث يعمل اثنين من الأطباء في نفس الوقت، يتم إعطاء المريض مخدر عام قبل إدخال أنبوب في المستقيم، والتي من خلالها يمكن إدخال الأدوات الجراحية.

ويقوم أحد الأطباء باستخدام الأدوات التي تستأصل الورم، وتحركها إلى القاعدة، في حين يستخدم آخر أدوات القطع لإزالتها بعناية. ولا يلزم خياطة، فالطبقات المخاطية قادرة على التجديد دون تشكيل الأنسجة ندبة غير مرنة.

وقال السيد واروسافيتارن: "قبل ذلك، كان إزله الكثير من جدار المستقيم يجعل المهام الوظيفية، مثل الذهاب إلى الحمام، إما مؤلمة جدا أو مستحيلة. والآن يمكننا إزالة الأورام الحميدة بطريقة جيدة"، ويتم استخدام هذه التقنية في مستشفى واحد في المملكة المتحدة الأخرى وتبين البحوث أنه ناجح على المدى الطويل، ومنخفضة المخاطر.