مضادات حيوية للطفل

كشفت دراسة بحثة أنّ الذين يتناولون ثلاثة مرات مضادات حيوية في سن الستة أسابيع حتى سن العامين ونصف، أكثر عرضة لتطوير مرض السكري ضعف هؤلاء الذين لم يتناولوه، وأوضحت دورية "نيتشر ميكروبيولجي" أن الذكور ربما يكونوا أكثر عرضة، والأمر المهم في الموضوع، أن جرعات الأدوية المستخدمة تماثل في تأثيرها تلك التي تعطى للأطفال.

بالإضافة، أن فئران التجارب الأكثر عرضة وراثيًا لتطوير النوع الأول من داء السكري، تعكس تأثير المضادات الحيوية على طفل من عائلة لديها سجل مرضي بمرض السكري، وحوالي 400 ألف بريطاني، من ضمنهم 30,000 طفل، لديهم داء السكري الذي ينتشر على نطاق أوسع، وزاد عدد المصابين بداء السكري من النوع الأول بين الأطفال دون الخامسة، خمسة أضعاف ما كان عليه في الأعوام العشرين السابقة.

وسبب المرض المعروف ورائي، إلا أن الأسباب الأخرى مازالت تشكل لغزًا، ومعرفة سبب المرض قد تؤدي إلى التوصل لطرق جديدة لعلاج الوقاية، ويحدث النوع الأول عندما ينشط جهاز المناعة في الجسم، مهاجمًا خلايا البنكرياس التي يحتاجها الجسم لتحويل السكر إلى طاقة، ويعتقد الباحثون الأمريكيون أن جراثيم حميدة في الأمعاد تمنع جهاز المناعة من مهاجمة خلايا البنكرياس، وإذا استخدمت المضادات الحيوية لقتل هذه البكتريا، ربما يتطور داء السكري.

ودعمت هذه النظرية بتجارب أظهرت أن البكتريا الموجودة في أمعاء الفئران التي تناولت الأنتيبيوتك أقل من الكائنات التي لم تأخد مضادات حيوية، وفي النهاية، عندما أخذ الباحثون بعض البكتريا من الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية وأعطوها للفئران التي لم تتناول مضادات حيوية، تغير جهازهم المناعي.

وقال الباحث حيسيكا دن، من مؤسسة جوفينلا لأبحاث السكري إن "نتيجة العمل مقنعة وتربط أثار المضادات الحيوية في الفئران برمض السكري من النوع الأول ونحن مهتمون بمعرفة كيف يمكن لهه النتائج أن تؤثر في اكتشاف أدوية وقائية للنوع الأول من مرض السكري في المستقبل، وأن يتم الاستفادة منها في بحوث اللقاحات".
وقال مارتن بالاسر، من مركز الصحة التابع لجامعة لنغونا في نيويورك، "إنه إذا تم التوصل إلى أن بعض الجراثيم مفيدة بششكل خاص في مساعدة جهاز المناعة في التطور بشكل طبيعي، فإن الأطفال قد يصبحوا عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، حال تناولهم للمضادات الحيوية".

والأمر ذاته، إذا وجهت جراثيم أخرى جهاز المناعة لمهاجمة البنكرياس، سيكون من الممكن تلقيح الأطفال ضد ذلك ومنع إصابتهم بمرض السكري، وأكد بلاسر على الوالدين الذين يجب أن يستمرا في إعطاء مضادات حيوية لاطفالهم، باستشارة الطبيب العام.

وأكدت مؤسسة جوفينلا لأبحاث السكري "نحن مهتمون بالنتائج، ولكن هناك حاجة لأبحاث أكثر للنظر في علاقة النتائج بالأشخاص، وفي حين أنه يبدو غريبًا ربط مرض خطير باستخدام المضادات الحيوية، فإن الربو والسمنة ومشاكل الجهاز الهضمي مرتبطة جميعًا بالأدوية، فالخوف من الإفراط في الاستخدام، مع اضطرار الطبيب لوصفة لإرضاء المرضى، خاصة الوالدين المتغطرسين".ويقدر الخبراء بأن الطفل في بريطانيا يحصل على عشر جرعات مضادات حيوية، بما يعني أكثر من جرعة كل عامين.