الزبدة

 أصبح أكلُ الزبدة أو عدم أكلها موضوعًا جدليًّا كبيرًا في الأوساط البحثية هذا العام. فقد تصدَّرت احدى الدراسات التي قامت بها جامعة "تافتس" عناوين الصحف في يونيو/حزيران الماضي، مشيرة إلى أن "ملعقة من الزبدة يوميًا يمكن أن تساهم مساهمة صغيرة للحد من خطر الإصابة بمرض السكري". وتبعها على الفور دراسة لجامعة "هارفارد" قالت فيها إن "الدهون المشبعة -مثل الزبدة - تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 8 في المئة".

وما زاد الأمر تعقيد، أن مؤلف التقرير الأصلي البروفسور داريوش مظفريان، أصدر دراسة أخرى في يوليو/تموز ينصح فيها بتجنُّب المواد الدهنية كلما كان ذلك ممكنًا. وسرعان ما ظهر تطور جديد، حيث وجدت دراسة نروجية أن "الدهون المشبعة هي المفتاح لزيادة مستويات الكولسترول الجيد".

ولهذا، أجرت جامعة "بيرغن" تجارب عشوائية على 38 رجلاً يعانون من السمنة في منطقة البطن. وكشفت التجارب أن المعتمدين على نظام غذائي عالي الدهون، هم فقط من عانوا زيادة في مستويات الكولسترول السيء. وقد تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعات وتم إعطاء كل مجموعة نمطًا غذائيًا مختلفًا حسب الكربوهيدرات أو الدهون، منها المشبع ونصف المشبع. وقد تمَّ الكشف عن كتلة دهون في منطقة البطن والكبد والقلب بالتحليل دقيق، بالإضافة إلى عدد من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال أستاذ وطبيب القلب اوتر نياغارد الذي ساهم في الدراسة:"إن تناول كميات عالية جدا من الدهون المشبعة لا يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف:" لقد ابدى المشاركون في النظام الغذائي عالي الدهون تحسينات كبيرة في العديد من عوامل الخطر المهمة، مثل تكون دهون خارج الرحم، وضغط الدم ونسبة الدهون في الدم (الدهون الثلاثية)، والأنسولين والسكر في الدم."

وكان كلا الفريقين اللذين أجريت عليهما الدراسة، قد تناولا كميات مماثلة من الطاقة والبروتينات، والأحماض الدهنية غير المشبعة، كما كانت أنواع الطعام موحدة، وتنوعت بشكل رئيسي في الكمية. وكان يعتقد أن الدهون المشبعة تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عن طريق رفع نسبة البروتين دهني منخفض الكثافة في الدم. ولكن حتى مع وجود كمية الدهون المرتفعة في الدراسة بالمقارنة مع معظم الدراسات المماثلة لها، وجد الباحثون عدم وجود زيادة كبيرة في الكولسترول الناتج عن البروتين الدهني منخفض الكثافة. وبدلا من ذلك، زادت نسبة الكولسترول "الجيد" فقط في النظام الغذائي الذي يحتوي نسبة عالية من الدهون.

وقال اوتر نياغارد إن هذه النتائج تشير إلى أن تناول معظم الأشخاص الأصحاء كميات كبيرة من الدهون المشبعة، طالما أن نوعية الدهون مناسبة مع استهلاك الطاقة غير المرتفعة أمر صحي.