الإفراط في تناول الملح

كشف باحثون يعملون لدى جامعة كنتاكي الأميركية أن كل إنسان لديه مجموعة مميزة من مستقبلات الطعم تعطي تصورًا مختلفًا لطعم الأغذية والأدوية، موضحين أنه إذا كان إناء الملح هو أول ما تفكر فيه عند كل وجبة تأكلها، فإن الأمر هنا يرجع إلى الجينات الوراثية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي يلهث فيه الكثير من المواطنين وراء الحلوى، فإن هناك آخرون يشتهون إلى الأطعمة المالحة، بحسب الخبراء، حيث أن الأمر في هذه الحالة يرجع إلى أسباب وراثية. إلا أن هذه الجينات، والتي تضرب بجذورها في مراحل التطور البشري، ربما تمثل تهديدًا لصحتك.

وبيّن الباحثون أن الأشخاص الذين يحملون البديل المشترك من جين يسمى"TAS2R38"، من المرجّح أنهم أكثر ميلًا للأطعمة الملحية بنسبة تصل إلى الضعف إذا ما قورنوا بأقرانهم من البشر.

وأشاروا إلى أن الأشخاص الذين يحملون هذه التجربة الجينية يكونوا أكثر عرضة لتناول كميات كبيرة من الأملاح في الطعام، بالإضافة إلى أنهم دائما ما يكونوا أكثر ميلا لتجنب الأطعمة الصحية، ذات الفوائد الكبيرة للجسم، كالخضروات.

ويرى الباحثون، والذين يعملون لدى جامعة كنتاكي الأميركية أن الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من الجينات دائمًا ما يكونوا أكثر عرضة لاستهلاك كميات من الملح تزيد عن 5.75 غرام يوميًا، وهو الحد الأقصى المسموح باستهلاكه في اليوم الواحد. ولفتوا إلى أن الزيادة الكبيرة في استهلاك الملح تؤدي في الغالب إلى العديد من الأمراض لعل أشهرها الارتفاع الكبير في ضغط الدم، وهو الأمر الذي يساهم بصورة كبيرة في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وذكرت الباحثة جينيفر سميث، أثناء تقديم نتائج الدراسة التي أجراها الفريق البحثي أمام جمعية القلب الأميركية، أن " العوامل الوراثية التي تؤثر على الطعم ليست بالضرورة أن تكون واضحة للناس، ولكنها يمكن أن تؤثر على صحة القلب عن طريق التأثير على الأطعمة التي تختارها."

وأضافت أن الأشخاص التي تشعر بطعم المرارة المتزايدة ربما يستمتعون بالإفراط في تناول الملح بصورة كبيرة، وهو الأمر الذي يساهم في زيادة نسبة الصوديوم في الدم، حيث أنهم يرون أن الملح وسيلة لإزالة المرارة التي تسيطر على إحساسهم. وأوضحت أنه يمكن اختيار أفضل الخيارات الغذائية من خلال وضع برامج مخصصة، ولكن يتم ذلك إذا ما تم تحديد نوع الجين، حيث أن هناك بدائل تحمل نكهات مقبولة من قبل هؤلاء الأشخاص الذي يعشقون الطعم الملحي، كاستخدام بعض أنواع التوابل التي تقدم بديلًا جيدًا بالنسبة لهم.

وأضاف الباحثون أن العادات الغذائية لحوالي 407 شخصًا، لم يتجاوز متوسط أعمارهم الـ51 عامًا، كانت سببا في تدهور حالاتهم بصورة كبيرة، حتى أنهم كانوا على وشك الإصابة بمرض القلب، حيث وضع العلماء في اعتبارهم العوامل التي قد تؤثر على النظام الغذائي، كالسن أو الوزن أو التدخين أو استخدام المريض لأدوية ضغط الدم.

وأوضحت "ديلي ميل" أن الغالبية العظمى من البريطانيين يحبون تناول الملح بكميات كبيرة، حيث تشير أحدث الإحصاءات أن الشخص البالغ قد يستهلك ثمانية غرامات من الملح يوميًا، وذلك على الرغم من أن النسبة انخفضت حوالي 11% خلال العقد الماضي.