السمنة المفرطة

كشفت دراسة حديثة أنَّ الحفاظ على الوزن مع التقدم بالعمر يمنع الإصابة بمرض السكري، وذلك أيضًا حتى مع الأشخاص الذين يُعانون من زيادة في الوزن، ومن المعروف أنَّ فقدان الوزن يحدّ من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهو مشكلة صحية عالمية، فهو يُصيب حوالي 414 مليون شخص من البالغين، و يعد من الأمراض المزمنة التي يكون لها العديد من العواقب الصحية، والتي غالًبا ما تتطلب علاجًا لمدى الحياة.

ويتطوّر المرض عادة على مدى السنوات، ويؤثر تدريجيًا علي قدرة الجسم في امتصاص وحرق السكر والكربوهيدرات، ويرجع سبب الإصابة بالمرض بشكلٍ أساسي إلى النظام الغذائي المُتبع والخمول والتدخين، فيما يُعد للجينات أيضًا دورًا في الإصابة به، ويزداد العدد الإجمالي للأشخاص المُصابين بالمرض،  مع أن عدد الأشخاص الذين شُخصت حالتهم حديثا بمرض السكري آخذ في الاستقرار، بل وربما في انخفاض.

ويرتبط مرض السكري من النوع الثاني بقوة مع زيادة الوزن، ولكن يقل خطر الإصابة به علي هؤلاء الذين يُعانون من السمنة المفرطة، إن كانوا يعملون علي فقدان الوزن، وممارسة الرياضة وتحسين نظامهم الغذائي.

وتركّز حملات الصحة العامة في العديد من أنحاء العالم على اكتشاف ومعالجة أولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، كنتيجة للسمنة المفرطة وارتفاع مستويات السكر في الدم، وأجريت الدراسة على أكثر من 30 ألف شخص، تتراوح أعمارهم بين 30 و 60 عاما من مقاطعة "فاستير بوتين" في شمال السويد، في محاولة لاكتشاف إذا كانت هناك استراتيجيات أخرى أكثر فعالية في منع إصابة حالات جديدة بمرض السكري، وأجريت عملية قياس لوزن ومستوى السكر في الدم لدى المشاركين مرتين، وكان الهدف معرفة إذا ما كان وزن المشاركين في بداية الدراسة يُمكن أن يُشير إلي شيًئا يتعلق بخطر الإصابة بمرض السكري. وأيضًا لمعرفة تأثير تغير الوزن بمرور الوقت على خطر الإصابة بمرض السكري.

وكان أكثر من ثلث المشاركين يًعانون من زيادة الوزن، وحوالي العُشر يًعانون من السمنة المفرطة، ووُجد أنه بعد 10 سنوات، حافظ أقل من ثُلث من خضعوا للدراسة على نفس الوزن، فيما ارتفع وزن أكثر من نصفهم، وفقد حوالي السُدس من وزنهم، ولم يقتصر هذا الاستنتاج على الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، ولكنه شمل أيضًا الذين يُعانون من زيادة معتدلة في الوزن. وكان متوقعًا، أن يكون خطر الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين فقدوا قدرًا من وزنهم  أقل نسبيًا.