الشاب العراقي، وهاب حسو

نال الشاب العراقي، وهاب حسو، ذو الـ21 ربيعاً، لقب "أجمل ابتسامة"، وذلك في مسابقة شارك فيها 50 متنافساً ومتسابقة على لقب أعلى مجال في الجمال والموضة في دولة أوروبية كان قد لجأ إليها قبل سنوات من أرض شهدت سبي النساء جاريات وقتل الرجال على يد تنظيم "داعش" في شمال العراق. فبوسامته وسمار بشرته الشرقية، وعرض منكبيه وخصره النحيل وعضلاته الأنيقة، اجتاز حسو وهو شاب من المكون الإيزيدي العراقي، والآن في هولندا، مراحل مسابقة لملك الجمال من بين ألف متسابق بينهم فتيات أوروبيات.
 
الشاب حسو، سرد لموقع "سبوتنيك" أسباب مشاركته في مسابقة ملك وسامة هولندا للعام 2017، المقامة في العاصمة أمستردام، حيث أنه وبجهود فردية استطاع الوصول إلى نهائيات المنافسة لانتزاع اللقب. ويقول حسو: "أنا مهاجر إلى هولندا، من العام 2012، قبل مشاركتي في مسابقة "ملك وسامة هولندا" التي تقدمت إليها عبر الإنترنت وقبلت فيها مطلع العام الجاري، شاركت في مسابقات أخرى منها (Moddels Scouts)  لكنني لم أقبل بها لتحديدها شرط طول يبلغ 185 سنتيمتر، بينما يبلغ طولي 182".

وكشف حسو المنحدر من قرية سنوني التابعة لقضاء سنجار غربي الموصل مركز نينوى شمال العراق، والذي يطمح لدخول كلية تكنولوجيا الطيران في جامعة أمستردام، عن أن هدف المسابقة ليس الشكل والطول فقط، بل كل شيء عن المتسابق، ماضيه، وحاضره ومستقبله. واجتزت أربعة مراحل، المرحلة الأولى، الربع النهائي، والنصف النهائي والسبت المقبل المصادف 20 أيار/مايو ، ستقام في مدينة روتردام الهولندية، النهائيات للمسابقة التي شارك فيها تقريباً ألف شاب وفتاة من جميع هولندا.
 
وحسو هو واحد من بين 25 متسابقًا، مع 25 متسابقة ينافسون على لقب ملك جمال وأناقة هولندا، حسبما ذكر منوهاً بمواجهته صعوبات، تمثلت في البحث عن شركات تسانده في النهائيات مثل كل متسابق يجب أن يكون لديه دعم مادي من قبل شخص أو شركة تعمل له دعاية وتسويق. وحصل حسو على دعم من بعض الشركات الهولندية، وملابس من أصدقاء له يمتلكون محلا للأزياء، ولكنه ليس بالإسناد القوي مثلما وصفه.

وعن مضمون الرسالة التي يحملها حسو في مشاركته بالمسابقة، كشف بأنها إنسانية من شخص ظلم وحرم من جميع حقوقه، رسالتي هي جذب اهتمام الدول الغربية للمأساة التي يعاني منها الشعب العراقي، بخاصة الإيزيديين بسبب ما تعرضوا له من إبادة على يد تنظيم "داعش" في مطلع آب/أغسطس 2014. وتدرَّب حسو وأنفق على حاله ليظهر وسامته أكثر، بتشجيع من أصدقائه الهولنديين فقط، مع تمسكه بهدفه في الحياة وهو "عدم الاستسلام والدفاع عن حقوق الإنسان، والدفاع عن شعب مظلوم مغتصب، ومنهوب، في إشارة إلى المكون الإيزيدي.

ومن المحدد أن يمثل الفائز في المسابقة، هولندا، في جمهورية الدومينيكان التي ستشارك فيها 40 دولة، وحالياً يتلقى المتنافسون على اللقب تدريبات للنهائيات يطلق عليها (Catwalk) أي المشي مثل القطط، وهي أهم شيء في عالم الموضة، ولفت حسو إلى أن اللجنة أعجبت بابتسامته ووصفتها بأنها الأجمل من بين المتسابقين.وإعجاب اللجنة بابتسامته وشخصيته الإيجابية رغم كل ما حصل له من وقع الإبادة التي طالت أبناء جلدته في سنجار عندما قام تنظيم "داعش" بأخذ الفتيات والنساء سبايا جاريات للاستعباد الجنسي، وقتل الرجال ودفنهم أحياء ، أبتسم ولن استسلم، على حد قول حسو.

واجه حسو سخرية من أقاربه في كل مرة كان يتحدث فيها عن مشاركته في مسابقات للجمال والأناقة، والدعم والتشجيع الوحيد الذي حصل عليه كان من أمه وأبيه، لكن مع وصوله إلى النهائيات حصل على تشجيع ودعم كل الساخرين منه. ويتمنى حسو، وهو أول عراقي لاجئ ينافس الأوروبيين على الجمال، جذب اهتمام الدول الأخرى، بخاصة الدول العربية لدعمه في مسيرته، كي يدافع عن حقوقهم، قائلا "الإعلام الهولندي لم يقصر معي، وأشجع البلدان العربية على تنظيم مسابقات مثل هذه لتمنح الشباب فرص دخول عالم الموضة والأزياء.