صورة ارشيفيىة

فقد "كرم. م" قدرته على صرف الوساوس التي حدثه بها الشيطان بضرورة الحصول على حقوقه المالية من صديقه، من دون منحه مهلة لتسديدها، فانتهى الأمر بقتل صديقه منتهكًا حُرمة شهر رمضان عام 2009، إلا أنه عاود الكرة بعد 9 سنوات بشكل أكثر بشاعة فجر الأحد بذبحه زوجته وأطفاله الأربعة في مدينة الشروق.

وأوقف ضباط مباحث العمرانية -آنذاك- المتهم، واصطحبته إلى ديوان القسم، وأقر بجريمته معللا السبب بوجود خلافات مالية بينهما، أحيل بعدها للمحاكمة الجنائية في القضية رقم 2026 جنايات عمرانية عام 2011.

هروب واختفاء كرم
وحضرت سيارة ترحيلات إلى قسم شرطة العمرانية صباح أحد أيام الشهر الكريم، لنقل عدد من المتهمين إلى مقر محاكمتهم، ومن ثم إعادتهم إلى محبسهم مرة أخرى، إلا أن "كرم" غافل أفراد الحراسة، وتمكن من الهروب.

لم يستغرق المتهم وقتا طويلا لاتخاذ قرار السفر إلى مسقط رأسه في محافظة قنا للاختباء بعيدا عن مطاردات الشرطة، بخاصة بعد صدور حكم بالسجن المؤبد غيابيا في تشرين الثاني /نوفمبر 2014.

وقرر "كرم" العودة مجددا إلى أضواء العاصمة، بمرور الأيام ومع فشل رجال الأمن في التوصل لمكان اختباءه، واصطحب أسرته المكونة من زوجته "منال"، وأطفالهما الأربعة "حسين" 8 سنوات، و"محمود"، 5 سنوات، و"دعاء" 4 سنوات، و"حسانين" سنتين، عبر دروب الطريق الصحراوي الشرقي في مدينة الغردقة، ومنها إلى منزل خفير صديقه بمدينة الشروق ليعمل كعامل جراج.

بداية الشك
واعتاد صاحب الـ42 سنة على التنقل بين الوحدات السكنية، إذ لم يمكث طويلا في أي منها خوفا من ملاحقات الشرطة، وكان آخرها استئجار شقة في العقار رقم 63 بعمارات المستقبل، مستخدما بطاقة صديقه الشخصية، نظرا لأن مالكي الوحدات السكنية يرسلون صورًا ضوئية للبطاقات لقسم الشرطة بشكل دوري كإجراء احترازي.

وتسرب الشك خلال الأيام القليلة الماضية، إلى عامل الجراج في وجود علاقة عاطفية بين زوجته وبين خفير بالمنطقة ذاتها، ووصل الأمر إلى شكه في نسب أطفاله منها، لتتعدد المشادات الكلامية بينهما آخرها منذ 3 أيام كانت على مرآى ومسمع الجيران عندما اتهمها بالخيانة "مراتي بتخوني"، فجاء ردها أن صفعته على وجهه أمام الجميع، قبل أن يتدخل عقلاء المنطقة، وقاموا بإقناعه بطرد تلك الأفكار الشيطانية من مخيلته.

يوم الجريمة
فجر اليوم الأحد، قرر رب الأسرة الانتقام من زوجته بعدما سيطرت الشكوك عليه، وذبح زوجته وأطفاله واحدا تلو الآخر خلال 90 دقيقة، وظل حتى الصباح بجوار الجثث حتى طرقت باب الشقة إحدى الجارات لتسأل عن زوجته "هي منال فين؟.. أنا عايزاها"، ليرد عليها "خلاص أنا قتلتها" ثم فر هاربًا، ودخلت السيدة إلى الشقة المكونة من غرفتين لتجد صديقتها وباقي الضحايا جثثًا مبعثرة غارقة في دمائها.

وأبلغت الجارة قوات الشرطة التي وصلت مسرح الجريمة وعثرت على الجثامين الخمس مذبوحة، وعاينت نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، الجثث، وأمرت بنقلها إلى المشرحة، وتكثف أجهزة الأمن جهودها لضبط المتهم.