بعد الرجل عن المرأة

مهما كانت الأسباب الخفية وراء انفصالكِ، فالخذلان و الإحساس بالفشل أحاسيس طبيعية في تلك الحال مع أنها بشعة. فتجعلكِ تعيشين في حالة صدمة ويزداد الأمر سوءً في غياب شخص تستطيعين البوح له بما يضايقك دون أن يلقي اللوم عليكِ أو يسمعكِ كلمات جارحة أنتِ في غنى عنها. 
لذا ارتأينا أن نتحدث عن أسباب فشل العلاقات العاطفية في محاولة لمساعدتكِ في مواجهة مثل هذه العقبات و حسن فهمها لتتخطيها بشكل إيجابي.
 
هل أسأت الإختيار؟

يظل هذا السؤال يتردد بإلحاح و شدة في ذهن المرأة التي خرجت لتوها من علاقة عاطفية فاشلة. فتدخل في دوامة من الأسئلة التي تبعدها عن السؤال الحقيقي و المهم. فهي تعيد شريط الأحاسيس و الأحلام التي عاشتها و رسمتها في مخيلتها بمعية الفارس المغوار في مسلسل من المشاعر الرومانسية دون أن تكلف نفسها عناء السؤال: هل بادلني الطرف الآخر نفس الإحساس؟
 
إن كان الجواب لا، فليس هناك أدنى حرج في الاعتراف بخطئكِ و تسرعكِ في تأويل بعض تصرفاته وا لاهتمام الذي أبداه في بعض اللحظات. تأكدي أن كل التجارب لا تخلو من عِبر و دروس ينبغي الاستفادة منها في قادم الأيام. في المرة القادمة ستكونين أقل تسرعاً في علاقاتكِ و أكثر نضجاً و تعقلاً في تأويل تصرفات الطرف الآخر و سلوكياته.
 
في كل مرة، تكسرين الجرة؟

هل أنتِ من اللواتي تعشن دوماً خيبات أمل في علاقاتكِ العاطفية؟ هل تحسين بالانجذاب دوماً نحو نفس النوعية من الرجال و تجدين نفسك وحيدة دون رفيق في نهاية المطاف؟ إذن ينبغي لكِ أن تحاولي الإجابة عن الأسئلة التالية:
لماذا تُعجبين دوماً بهذا النوع من الرجال؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذا الإعجاب؟
لماذا تكوني دوماً أنت الضحية التي يتخلى عنها حبيبها، و لا تكونين أنتِ من يبادر بإنهاء العلاقة إن أحسست بفشلها؟
اعلمي جيداً أن الرابط الذي يجمع كل علاقاتكِ العاطفية الفاشلة هو أنتِ نفسكِ! نعم، صدقي كلامي, لذا وجب عليكِ الاعتناء جيداً بنفسك والبحث عن الأسباب التي تجعلكِ تعيشين مثل هذه الإخفاقات. هل هذا يعود إلى قلة ثقتكِ بالنفس؟ أم أنكِ تخافين كثيراً من الارتباط الجدي؟ أم أن ما يدفعكِ إلى الارتباط بالرجل هو مجرد خوفكِ من الوحدة؟
 
هجرني حبيبي دون سابق إنذار!

إذا حدث و هجركِ حبيبكِ فجأة و كان بالأمس القريب يعبر لكِ عن شدة حبه و مدى تعلقه بكِ، فالأمر يحتاج حقاً إلى وقفة جادة مع النفس للكشف عن السبب. لكِ أن تتساءلي: ألم يحدث أي تغيير في علاقتكما؟ ألم يكن في تصرفاته مؤخراً ما يوحي بأن هناك شيءٍ ما ليس على ما يرام؟ هل كنتِ تدسين رأسكِ في التراب مثل النعامة حتى لا تري علامات الإنذار التي يرسلها حبيبكِ؟
 
تأكدي أن المفتاح الذهبي لكل علاقة ناجحة هو التواصل المستمر بين الطرفين. لكن، لا يجب عليكِ أن تجهدي نفسكِ بكثرة الأسئلة ولا تكثري من نقد ذاتكِ بشكل مبالغ فيه، فقط استخلصي العبر من قصتكِ و واصلي مسيرتكِ فالقادم أحلى!
 
تركني و ذهب لفتاة أخرى!

نتفهم وضعيتكِ، ما أسوأ الوقوع في مثل هذه الحالات! فمن الصعب جداً على المرأة أن ترى حبيبها الذي خططت معه لمستقبلها يغادر حياتها، ليدخل حياة فتاة أخرى مباشرة.  إنها مرارة يصعب جداً على المرأة تجرُعها.
 
لتتجاوزي هذه المرحلة القاسية، ينبغي أن تجدي الإجابات الصريحة على الأسئلة التالية: هل للفتاةِ الأخرى دخل في انهيار علاقتكما؟ ما هو الشيء الذي يجعلكِ تشعرين بالحزن: هل لأنه ترككِ أم لأنه بدأ علاقة أخرى؟ هل لم تلاحظي أي بوادر تدلُ على تصدعِ علاقتكما؟
 
قد يكون الأمر في هذه الحالة في الغالب، حالة حزن بسبب أن إمرأة أخرى أخذت مكانكِ في حياته و ليس لأنه ترككِ. فلكِ أن تتذكري في هذه الحالة مختلف السلبيات التي كانت في شخصيته و التي كنتِ تتغاضين عنها حتى تستمر العلاقة. لا تركزي كل سخطكِ و نقدكِ على المرأة الأخرى، فهي فقط قشة عرت شخصية حبيبكِ الحقيقة و سمحت لكِ بالاستيقاظ من سباتكِ!
 
خوفك من الارتباط الجدي جعله يترككِ

كان كل شيء على ما يرام، لكن بمجرد أن طلب منكِ أن يتقدم لكِ رسمياً للخطبة أصبحت تصرفاتكِ حادة و لم تعودي نفس الشخص. فتجاوز الزلة الأولى و تغافل عن الثانية، لكنه غادر حياتكِ بعد استمراركِ في تصرفاتكٍ.
 
يتوجب عليكِ في هذه الحالة أن تسألي نفسكِ عن الدوافع التي جعلتكِ تتخوفين من الارتباط به: هل هي متعلقة به كشخص؟ أم أنها متعلقة بنظرتكِ للارتباط بوجه عام؟ ينبغي تحديد الأسباب بشكل واضح.
 
قد يكون الدافع هو الخوف من الفشل بمجرد أنك اقتربت من تسجيل الهدف. إذا هذه هي المشكلة، من الممكن أنها بسبب إخفاقات سبقك لكِ و عشتيها في الماضي. قد يكون الدافع هو أن قلبكِ لم يطعكِ في اجتياز الخطوة الأخرى، أو أنكِ لا تحبين هذا الشخص ببساطة. المهم هو أن تحددي السبب: فإذا عرف السبب، بطل العجب.
 
أنهيتِ العلاقة لأنكِ استسلمتِ!

لقد خضت العلاقة بكل ما أوتيت من قوة و خسرتِ خلالها كل طاقتكِ و حيويتكِ و لم يتبق لكِ في الأخير سوى مغادرة الميدان و إعلان الاستسلام. فالشريك كانت مغامراتهٌ العاطفية كثيرة و لا ترسو على بر أو شخصيته كانت مهتزة، أو كان متزوجاً، المهم أنه لم يعد لكِ صبر في إكمال المشوار.
 
في مثل هذه الحالة، ينبغي أن تسألي نفسكِ لماذا صبرتِ كل هذه المدة قبل أن تعلني فشل العلاقة؟ لما أصررتِ في البداية رغم علمكِ بكل هذه التفاصيل؟ قد يكون الأمر مجرد إثبات لنفسكِ قدرتكِ على رفع التحديات مهما كان حجمها، أو قد تكوني قد أعطيتِ لمقدرتكِ صورة أكبر من حجمها فاصطدمتِ بالواقع. 
 
اعلمي أنه لا يمكن لأي امرأة أن تجبر رجلاً على أن يغير شخصيته ليوافق الصورة التي في مخيلتها! اجمعي شتاتكِ و لملمي شملكِ و استجمعي قواكِ.
 
لا تنسي أن تضعي نصب عينيكِ دائماً أنكِ لا تبحثين في أصل الأسباب بدافع معاقبة نفسكِ أو الرجل الذي خذلكٍ، فطريق الإنتقام، طريق مظلم إياكِ عبوره. أنت تفعلين ذلك للارتقاء بنفسكِ و تفادي سقوطكِ في ذات الأخطاء. فالمستقبل واعد و هو يعدكِ بالكثير فقط اصبري!