الأطفال

يحصد تناول الفطور أمام شاشة التلفزيون سمعةً سيئة؛ والأسباب محقّة تماماً. ولعلّ أبرزها أنّ ترسيخ العادات الغذائيّة الصحيّة في الأطفال يتطلّب حرصاً شديداً على نوعيّة الأكل وطريقة تناوله. وهذا ما لا يُتيحه التلفزيون.

فبحسب الدراسات والأبحاث، يُحفّز تناول الطعام أمام التلفزيون على استهلاك الأطعمة المعالجة وتلك التي تحتوي على الكثير من السكر والدهون، مع الميل إلى الإفراط بها، ما يُمكن أن يُعزز احتمالات الإصابة بالسمنة الزائدة والاضطرابات الغذائية الأخرى.

متى تسمحين لاطفالك بتناول الفطور امام شاشة التلفزيون
وأنتِ لا تُريدين لأطفالكِ هذا المصير طبعاً، ولا تريدين لأي شيء أن يتدخّل في غدائهم ووجباتهم لاسيما وجبة الفطور التي تُعتبر أهمها وأكثرها تأثيراً في صحتهم البدنية والذهنية. ومن هذا المنطلق، تدعوكِ "عائلتي" لألّا تدعي أطفالكِ يفطرون أمام التلفاز إلا في الحالات الاستثنئاية التالية:

عندما يستيقظ أحد أطفالكِ باكراً جداً أو بالأحرى أبكر من المعتاد بكثير، يكون الوقت مناسباً لتضعي له فيلماً يُشاهده فيما يتناول قطعتين من الوافل المنزلي المحمّص والمغطى بالقليل من عصير القيقب والفاكهة الطازجة المقطّعة، عساكِ تعودين من بعدها لاستكمال نومك!
عندما تكونين أو أحد أطفالكِ مريضين، إذما من موقفٍ أصعب من العناية بطفلٍ مريض أو مقاومة المرض للعناية بطفلٍ متطلّب طوال اليوم. وفي مثل هذا السيناريو الذي لا ينبغي بأن يتكرر كثيراً، يكون التلفزيون خلاصكِ الوحيد!

خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ إن أردتِ الاختلاء بنفسكِ صباح السبت لقراءة كتابكِ المفضل أو الاسترخاء في حوض استحمامٍ دافئ، ما عليكِ سوى أن تُقدمي لأطفالكِ الفطور وهم يُشاهدون أفلام الكرتون الصباحيّة!

في الفترات الصباحية التي تكونين فيها منهمكة وبحاجة لمزيد من الوقت لترتدي ملابسكِ وتُعدّي نفسكِ لاجتماعٍ مهم، الجأي إلى التلفزيون والفطور وسيلةً لإلهاء أطفالكِ عنك.
وكي لا تُحمّلي ضميركِ ذنباً كبيراً مقابل هذه الحالات الاستثنائية، إحرصي على أن يكون فطور صغاركِ في كلّ وقت صحيّاً ومتوازناً، بحيث يضمّ كوباً من حليب "أبوقوس" الذي يحتوي على الكربوهيدرات والبروتين التي يحتاجون إليها للانطلاق بنشاط من غير كسل في يومٍ جديد بعد صوم الليل بطوله، بالإضافة طبعاً إلى الفيتامين ب2 لتحفيز عملية الأيض ومحاربة التعب، والكالسيوم لبناء العظام والأسنان، والزنك لتقوية المناعة، والماغنيزيوم لتنمية العضلات، والفيتامين ب12 لإنتاج الطاقة وتفعيل الجهاز العصبي، فضلاً عن مغذيات دقيقة أخرى تلعب دوراً أساسياً في تغذية الجسم وحمايته من الاضطرابات الصحيّة، النفسية منها والجسدية، إلى جانب مصادر غذائيّة أخرى، على غرار حبوب الفطور الغنيّة بالألياف، والشوفان، والفاكهة، والتوست المحمّص بالجبن، وسواها من الاحتمالات اللامتناهية