ليلى حيدري تقف إلى جانب أحد سكان مخيم الأم

تعيش ليلى حيدري وسط مدمني المواد المخدرة في العاصمة الأفغانية كابول ويعتبرها البعض مجرمة ، على الرغم من عدم ارتكابها أية جريمة, وتعمل السيدة البالغة من العمر 40 عامًا مع مدمني المواد المخدرة في كابول. وقالت عن عملها " المدمنون الذين أعمل معهم مجرمين وخطرين ، وبالتالي فإنني أعتبر مجرمًا".

وافتتحت ليلى مركز إعادة تأهيل لمدمني المواد المخدرة الوحيد في المدينة ، والذي ساعد حتى الآن ما يقرب من 4800 أفغاني من العيش في الشوارع أو الموت المحقق , على الرغم من تهديدات المعارضة والموت التي تلقتها ، قبل ثمانية أعوام .

وافتتحت حيدري المركز,واسمته "معسكر الأم" أو "Mother camp"  ، بعد وقوع أخيها في الإدمان.وساعدت ليلى أخيها في التخلّص من الإدمان .وتقول " كل المدمنون هم أناس طيبون ضلوا الطريق ، ويستحقون فرصة ثانية".

ولا تقتصر مشكلة إدمان المواد المخدرة على النطاق الذي تعمل به ليلى ، حيث تُعدّ مشكلة الإدمان مشكلة متفشية في كامل  أفغانستان, فالبلد هو أكبر منتج للأفيون في العالم. و أفادت الأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 ، أن إنتاج الأفيون ازداد بنسبة 87٪ خلال الأشهر الـ 12 السابقة إلى مستوى قياسي ، على الرغم من قرابة عقدين من الجهود المضادّة التي بذلتها الولايات المتحدة.

و أنفقت الولايات المتحدة منذ العام 2001 ,نحو 8.6 مليار دولار على الحد من تجارة المواد المخدرة غير المشروعة ، ومع ذلك لا تزال البلاد تنتج نحو 80 ٪ من الأفيون في العالم, وفقًا للمفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان "سيجار".

ويُقدّر عدد المدمنين بنحو 2.9 مليون شخص, وفقًا لمسح الوطني لاستخدام المواد المخدرة في أفغانستان لعام 2015 ، في بلد يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة

وكان على الرغم من كثرة وتزايد عدد مدمني المواد المخدرة لكن ليس هناك ما يكفي من الملاجئ  أو منشآت إعادة التأهيل التي تديرها الحكومة لتلبية الاحتياجات المتزايدة. ويوجد في كابول 27 ملجأ حكومي ، وهناك حوالي 115 ملجأ في جميع أنحاء أفغانستان ، لكن كل هذه الملاجئ غير كافية نظرًا للزيادة الكبيرة في عدد المشردين من مدمني المواد المخدرة .

وأنشأت ليلى "المعسكر الأم "، الذي تم تسميته  بهذا الاسم من قبل مدمني المواد المخدرة الأولين ، في عام 2010,وباستخدام مدخراتها من العمل في صناعة الأفلام قامت ليلى باستئجار مكان صغير في غرب كابول لفتح المأوى مع أثاث من متبرعين من الأصدقاء والعائلة.

واستقبل مأوى ليلى حيدري في العام الماضي وحده ، 117 مدمنًا جديدًا ، تم إنقاذ معظمهم من جسر بول إي سوختا في كابول ، المعروف بالمجتمع المشرد الذي يعيش هناك. ويستطيع المركز استيعاب 25 شخصًا في وقت واحد ، لكن نظرًا للأعداد المتزايدة  استضاف ما يصل إلى 40 شخصًا مرة واحدة. وتحاول الحيدري وفريقها تتبع المتعافيين بعد مغادرتهم ، ولكن نظرًا لأن العديد منهم مشردين ، فإن هذا  ليس سهلًا. حيث يصعب لحوالي 20 ٪ منهم اقتفاء أثرهم ، في حين أن البعض من الممكن أن يعود إلى الإدمان .

وتقول ليلى"عادة ما يبقى المدمنون ما بين 30 إلى 40 يومًا. حتى يتم قبولهم في المركز ، يقوم المتطوعون بتنظيفهم وحلق شعرهم  ، كما يشرح جليل باواك ، وهو صحفي إعلامي أفغاني شاب ، يتطوع في Mother منظمة  Trust ، وهي منظمة غير حكومية تدير المعسكر الأم. يأخذ المأوى نهج اقتصادي - وهو نهج متواجد فى الأساس في البلد ، حيث تكون الموارد و الأدوية والخبرات الأخرى محدودة. "

و يتم تشجيع المرضى على المشاركة في الاستشارات الجماعية وحضور الاجتماعات ، وفي النهاية المساعدة في الطهي والتنظيف.

ويتكلف تشغيل المركز ما بين 1500 و 3000 دولار كل شهر ، وهذا يتوقف على عدد النزلاء الذي يتم  استضافتهم . ويتحمل التكاليف عادة ليلى الحيدري والأصدقاء والعائلة والمتطوعين. إذ لم تحصل بعد على أي أموال من الحكومة أو المنظمات الدولية.

وقد يهمك ايضًا:

فتاة تختبئ من "طالبان" وتسجل لدراسة الدكتوراة بعد 13 عامًا فقط

سيدة باكستانية تشاهد عرض "أوبرا" عن قصة اغتصابها