مدينة "قليبية" بمعالمها التاريخية

 تُعرف مدينة "قليبية" بمعالمها التاريخية وأماكنها السياحية الجميلة. فالحصن القديم ( البرج ) و ميناء الصيد البحري، و مطاعم السمك والشواطئ البيضاء الناصعة أبرز ما يميز جوهرة الوطن القبلي .تجد الزائرين في سفح ربوة البرج شوارع ضيقة و مباني قديمة تشكل ملامح المدينة العتيقة التي كانت من أهم المدائن التونسية خلال العهد القديم . وتزخر المدينة العتيقة  بشواهد التاريخ و بإمكانها أن تستغل بشكل أفضل سياحيًا، لاسيما و أن التنوع والتناسق في البناء المعماري القديم يشبهان إلى حد كبير المدن العتيقة في أغلب جهات تونس  .

وقد برزت مدينة "قليبيّة" الواقعة  في الشمال الشرقيّ التونسيّ، خلال السنوات الأخيرة، كواحدة من أهمّ الوجهات السياحيّة التي تستقطب التونسيّين خاصة، لتتحوّل في غضون أعوام إلى الوجهة الأولى للمصطافين التونسيّين وحتّى الأجانب، وتطرح نفسها كمنافس جديّ للعواصم السياحية الكبرى في تونس.

وكانت مدينة "قليبيّة" شاهدة دائماً على مختلف الحضارات التي تعاقبت على تونس، وبوّابة مغرية للقادمين من الشمال ومن الشرق.. فبرجها الشهير الرابض في قمّة هضبة صخرية كان شاهداً على حضارات مختلفة تعاقبت على المدينة التي كانت تسمّى "كلوبيا" منذ عهد الفينيقيين. ولا تقتصر أهمّيتها على إرثها التاريخيّ بل إنها تتميز بموقعها الجغرافيّ الاستثنائيّ، حيث تشرف هذه المدينة الصغيرة التي لا تبعد عن العاصمة سوى 120 كيلومتراً تقريباً، على المضيق الفاصل بين تونس وإيطاليا لتكون واحدة من أقرب النقاط إلى السواحل الأوروبيّة بمسافة لا تتجاوز 200 كيلومتر.

ومنذ نهاية التسعينات، بدأت هذه المدينة الصغيرة والهادئة تعرف تغييرات كبيرة وحركة غير مسبوقة، إذ بدأ الآلاف من السيّاح التونسيّين بالتوافد كلّ صيف إلى شواطئها العذراء، التي تمّ تصنيفها في نهاية سنة 2014 ضمن أجمل 35 شاطئاً على المستوى الدوليّ وفق مجلّة "دايلي نيوز" الأميركية.. وقد تطوّر عدد المصطافين في هذه المنطقة خلال السنوات العشر الأخيرة ليناهز 100 ألف مصطاف خلال موسم الذروة، حسب إحصائيات الديوان الوطني للسياحة. والإقبال على "قليبيّة" لم يعد يقتصر على التونسيّين فحسب، ، بل صارت المدينة وجهة للسياح الجزائريّين والأوروبيين بعد انتشار صيتها خلال السنوات الأخيرة.

أما عن تطوّر البنى التحتيّة للمدينة وارتدادات انتعاش السياحة، فقد بدات السلطات تعي قيمة هذه المنطقة وإمكانياتها التي قد تجعل منها في السنوات المقبلة وجهة سياحيّة دوليّة. فشرعت وزارة السياحة في تمويل الحملات الإعلانية وتشجيع الاستثمارات الخاصّة في المدينة في مجال الفندقة والمطاعم بالخصوص. وقد توِّجت هذه الجهود بإنشاء مجمع سياحي تبلغ قدرة استيعابه 3 آلاف سرير، على مساحة 50 هكتاراً. كما تتكون من ثلاث محطات سياحية مندمجة، تتمثل في ثلاث وحدات فندقية تشمل مجمعاً سكنياً يتكون من قرابة 300 شقة و140 فيلا فاخرة وثلاثة مراكز تنشيط سياحي. بالإضافة إلى ميناء يخوت قرب ميناء الصيد القديم. هذا بالإضافة لتسهيلات كبيرة للمستثمرين الشبّان من أبناء المدينة خصوصاً للراغبين في الاستثمار في مجالي المطاعم والمقاهي السياحيّة.