المصرية منال رستم

لم يكن قرار الصيدلانية المصرية منال رستم، السعي إلى تسلّق أعلى سبع قمم جبلية في العالم سهلًا، فمن جهة هناك عدم انتشار رياضة التسلق عربيًا بين الفتيات لما تحفّ بها من أخطار، ومن جهة أخرى رفض عائلتها لذلك التوجه في مجتمع محافظ لا يتقبل بسهولة فكرة سفر الفتيات بمفردهن، فضلًا عن تسلقهن الجبال، ورغم ذلك، استطاعت رستم أن تصعد على مدار 5 أعوام 5 قمم، وهي تسعى إلى تسلق قمة إيفرست، الأعلى في العالم.

وقالت رستم: "ما أردت إثباته من خلال تلك التجارب أنه لا يوجد شيء مستحيل، وأن الفتاة العربية قادرة على كل شيء مثل الرجل، كلما نظرت إلى القمم العالية التي تسلقتها أشعر بأنني أقوى مما أتخيل"، مضيفة: "كان السر في الجرأة وعدم الخوف من الفشل، فالخوف هو العدو الأول".

وبدأت رستم مشوارها عام 2012 بتسلق جبل كليمنجارو في تنزانيا، والذي يعد أعلى قمة أفريقية، ثم جبل كينيا عام 2013 وقمة جبل البروس في روسيا عام 2015، وبعدها تسلقت قاعدة جبال الهيملايا في الهند عام 2016 وهو العام نفسه الذي شاركت فيه كأول فتاة مصرية في ماراثون سور الصين العظيم، وكانت قد مهّدت لرحلاتها تلك بصعود جبل سانت كاترين في مصر.

ويعود شغفها إلى عام 2007 عقب نجاح المصري عمر سمرة في تسلق قمة إيفرست، وتعلّق رستم: "أعجبت بالفكرة وقررت أن أخوض تجربة تسلق الجبال، وأعترف بأن القرار لم يكن سهلًا"، وتروي: "خضت تجربة تسلق جبل أكونكاغوا (أعلى قمة جبلية في أميركا الجنوبية) وهو ثاني أعلى جبل في العالم بعد إيفرست، وتعرضت لمشاكل عدة بسبب برودة الطقس وتأثيرها في صحتي، ولكنه في النهاية يعد تدريبًا على الإنجاز الأكبر الذي أسعى إليه لأكون المصرية الأولى التي تصل إلى قمة إيفرست".

واختيرت رستم أخيرًا لتكون الوجه الترويجي لأول غطاء رأس رياضي أنتجته إحدى الشركات الرياضية العالمية، إلا أنها لم تؤمن بعد تكاليف تلك الرحلة الباهظة إلى إيفرست والتي قد تصل إلى 100 ألف دولار.