التوتر أثناء الحمل

توصلت دراسة حديثة إلى أن الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين عامين يمكن أن يعانين من الاكتئاب والقلق إذا تعرضت أمهاتهن للتوتر أثناء الحمل, إذ توصلت دراسة ألمانية إلى أن التوتر يدفع الناس إلى إطلاق هرمون الكورتيزول الذي يقلل من اتصال خلايا المخ في المنطقة المسؤولة عن العواطف عند المواليد الجدد.
ويضيف البحث أن هذا الانخفاض في توصيل خلايا الدماغ قد يعرض الأطفال الصغار من الإناث لمشاكل في الصحة العقلية, ووجدت الدراسة أن الأم الحامل المتوترة لا يؤثر على الصحة العقلية للفتيان الصغار.

كيف تم إجراء البحث؟
حلل الباحثون، من جامعة شاريتيه في برلين، مستويات الكورتيزول لدى 70 امرأة حامل, وقدمت النساء عينات لعاب 5 مرات في اليوم لأربعة أيام متتالية خلال المراحل الأولى والمتوسطة والمتأخرة من الحمل.
في عمر 4 أسابيع، خضع الأطفال للفحص بالرنين المغناطيسي أثناء النوم, وبعد مرور عامين، أبلغت 45 من أمهات الأطفال عن عدد المرات التي يبدو فيها أطفالهم حزينين أو وحيدين أو قلقين أو خجولين، وكذلك إذا كانوا يعانون من مشاكل في النوم والاستمتاع بالهوايات والتواصل مع الآخرين.

ارتفاع الكورتيزول يسبب الاكتئاب لدى الفتيات فقط
وقالت الدكتورة كلوديا بوس، مؤلفة الدراسة إن "ارتفاع هرمون الكورتيزول أثناء الحمل مرتبط بالتغيرات في اتصال الدماغ الوظيفي للمواليد الجدد، مما يؤثر على كيفية تواصل مناطق الدماغ المختلفة مع بعضها البعض", ويحدث الاتصال المتغير في منطقة من الدماغ تتعلق بمعالجة المشاعر، والتي يبدو أنها تتسبب في إصابة الأطفال بالاكتئاب والقلق بعد ذلك بعامين.
وقال الدكتور جون كريستال، رئيس تحرير مجلة الطب النفسي البيولوجية، حيث نشر البحث: "العديد من الاضطرابات المزاجية والقلق تقترب من الضعف تقريباً لدى الإناث كما في الذكور, ويبدو أن ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول لدى الأمهات أثناء الحمل يسهم في خطر الإصابة لدى الإناث، ولكن ليس الذكور".
يأتي هذا بعد أن أظهرت الأبحاث التي نشرت في يوليو الماضي أن تناول مشروبين كحوليين فقط في الشهر خلال فترة الحمل يزيد من خطر إصابة الأطفال بخلل في معدل الذكاء واضطراب فرط النشاط, حيث أظهرت دراسة أجراه مستشفى إيرلانغن الجامعي أن صغار السن الذين كانت أمهاتهم يتناولون الكحوليات أنهم يتوقعون الحصول على ست درجات أقل في اختبارات الذكاء، ومن المرجح أن تكون لديهم مهارات انتباه ضعيفة أكثر من أولئك الذين امتنعت أمهاتهم عن تناول الكحوليات.
تشير دراسات سابقة إلى أن الصغار الذين تعرضوا للكحول في الرحم أكثر عرضة للمعاناة من فرط النشاط والإجهاد, وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الحوامل أو أولئك الذين يخططون للحمل بالابتعاد نهائيا عن الكحوليات.