الأعشاب الطبيعية التي يعرفها السوريون باسم "الزهورات الشامية"

 دفع ارتفاع أسعار الأدوية في سورية وضعف القدرة الشرائية لدى أغلب السوريين بسبب ظروف الحرب، إلى اللجوء لاستخدام الأعشاب الطبيعية في علاج الكثير من الأمراض التي لا تحتاج إلى مركبات كيميائية وخاصة أمراض الجهاز التنفسي والهضمي.

وتعتبر الأعشاب الطبيعية التي يعرفها السوريون باسم "الزهورات الشامية" أهم هذه الأعشاب حيث تتكون من مجموعة من الأعشاب البرية التي تنبت في بلاد الشام وخاصة سورية ومنها (اليانسون والبابونج والنعناع والزعتر والخزامي والمليسة والورد الجوري وبذور الشمرة) وغيرها.

ويقول الخبير في شؤون التغذية الدكتور محمد جاسم إن الزهورات الشامية تستخدم في علاج الكثير من الأمراض، وخاصة في فصل الشتاء فهو يستخدم في علاج أمراض البرد والإمساك والآم الرأس والصداع، كما أنه يساعد في تسريع عملية الهضم ويقوي جهاز المناعة.

ويشير الدكتور جاسم إلى ان الكثير من الأعشاب والأزهار تدخل بالأصل كعنصر أساسي في صناعة الأدوية ولكن يجب استخدامها بطريقة صحيحة وذلك لتجنب أي آثار جانبية لأفتا إلى أنه يفضل العلاج باستخدامها بدلا من المركبات الكيميائية

وتحولت الزهورات الشامية إلى أهم السلع المعروضة التي يمكن أن تراها في واجهات المتاجر المتخصصة ببيع الأعشاب والحبوب والبذور في العاصمة دمشق وغيرها من المدن السورية.

ويمتلك ماجد العكي أحد متاجر بيع الأعشاب في سوق البزورية المخصص لهذا الغاية في دمشق القديمة ويقول إن الطلب ازداد على الزهورات الشامية خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن أسعارها تبقى مقبولة مقارنة بأسعار الأدوية أو المواد الأخرى التي ارتفعت لأضعاف.

ويشير العكي إلى أن عادة تناول الزهورات متوارثة من الزمن الماضي عندما كان أجدادنا يصنعون بنفسهم مؤونتهم من الأعشاب الطبية التي تظهر في مواسم محددة من السنة فبعد جمع الأعشاب يتم تنظيفها جيداً بالماء البارد ثمّ تجفف الأوراق والأزهار تحت أشعة الشمس وأخيراً يتمّ حفظها بالطريقة المناسبة ليحصلوا على الزهورات على مدار السنة.

وتحرص السيدة لمياء الأسود الموظفة في القطاع الحكومي على زيارة سوق البزورية في دمشق مرة كل أسبوع من أجل تأمين حاجة المنزل من التوابل والاعشاب وخاصة الزهورات الشامية التي تشرب منها وعائلتها بشكل يومي.

وتقول الأسود إن طريقة التحضير بسيطة وهي وضع الزهورات في ماء مغلي مسبقا وتركه لمدة 10 دقائق ومن ثم تصفيته من الشوائب مشيرة إلى ضرورة عدم غلي الماء والزهورات معا من أجل الحصول على فوائده كاملة.

ومع تزايد الطلب على الزهورات داخل سورية وحتى خارجها وخاصة في الدول العربية والأوروبية، لجأ الكثير من أصحاب المحال الضخمة في سوق البزورية إلى إنشاء معامل وشركات حديثة لتعبئة الزهورات الشامية بطريقة آلية وتصديرها إلى خارج سورية، وذلك بعد الحصول على موافقة وزارة الصحة السورية.

وتصادف في الأسواق السورية العديد من منتجات هذه الشركات التي تتنافس فيما بينها من ناحية شكل العبوات وما يكتب عليها من أعشاب طبية فعالة  وآمنة وبدون إضافات كيميائية. ويقول رئيس منتجي الأزهار في اتحاد المصدرين السوري محمد شبعاني إن هناك اهتماما بالصناعات التصديرية الخاصة بقطاع الأزهار ونباتات الزينة حيث يتم تصدير الأزهار إلى دول جوار سورية والدول الخليجية وبعض الدول الأوروبية.

وأشار شعباني إلى أن تصدير الأزهار قبل الأزمة كان يصل إلى مليار ليرة سورية سنوياً مشيرا إلى أن العام 2014 شهد تصدير 1800 شاحنة إلى دول الجوار ومنها إلى باقي الدول.