الشابة العراقية مارينا جابر

لجأت شابة عراقية إلى التجول على دراجة هوائية في شوارع وأزقة العاصمة بغداد المزدحمة، في محاولة منها لكسر بعض التقاليد ولفت الانتباه إلى حقوق المرأة العراقية، واختارت الشابة مارينا جابر لمبادرتها اسم "أنا المجتمع"، وتروم من خلالها تغيير نظرة الرجل إلى المرأة، غير أن فكرتها أحدثت جدلاً واسعًا بين العراقيين، وقوبلت بالرفض والاستغراب لدى البعض.

وتحاول الشابة العراقية مارينا جابر أن تجعل مجتمعها يتقبل رؤية الفتيات يقدن الدراجات الهوائية، وهو أمر كان معتادًا في زمن أمها وجدتها كما تقول، قبل أن تتغير ملامح المجتمع العراقي تحت ضربات الحروب والعنف والتشدد، ويطلق كثيرون على مارينا البالغة من العمر 25 عامًا اسم "فتاة البايسكل"، وهي تتنقل في الآونة الاخيرة على دراجتها الهوائية وشعرها يتطاير في الهواء، في مجتمع لا ينظر بعين الرضا إلى هذه الممارسات.

وتقول "أمي وجدتي كانتا معتادتين على ركوب الدراجات الهوائية، كان أمرًا طبيعيًا، ويجب أن يكون أمرًا طبيعيًا، وهل أن المجتمع هو من منعنا عن بعض الأمور، أم أن ذلك حدث بسبب توقفنا عن القيام بها؟ هذا سؤال مهم يدور في ذهني لفترة طويلة"، وشهد العراق في السنوات الْماضية، لا سيما بعد تداعيات الغزو الأميركي، تصاعدًا في التشدد الديني والتوجه المحافظ مع ارتفاع حدة العنف والتوتر الطائفي.

وأصبحت مارينا موضوعًا متداولاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحول نشاطها إلى تجمع لفتيات يتنقلن بدراجات هوائية في وسط بغداد، وانتشرت صورة لها على موقع "انستغرام" وهي تقود دراجتها فيما يحدق فيها رجل يقود دراجة وكأنه غير متقبل لهذا المشهد، وقد جمعت الصورة 30 ألف مشاهدة.
وتقول مارينا "بعد مدة قصيرة أصبح الأمر معتادًا لسكان الحي، وتوقفوا عن النظر إليّ، ففهمت أنني أن كنت أريد القيام بشيء، ما علي إلا أن أبدأ بفعله"، ويعيد نشاط قصة مارينا إلى الأذهان ما فعلته المصورة اليمنية بشرى الفسيل التي شكلت عام 2015 أول فريق نسائي للدراجات، للتأكيد على حقهن في قيادة الدراجات واحتجاجًا على الحرب.

ولا تتردد عراقيات كثيرات عن وضع صور مارينا على دراجاتهن الهوائية، وتشارك كثيرات بركوب الدراجات الى جانب شابات وشبان للقيام بجولات منظمة بحماية قوات الشرطة في شوارع بغداد، وبهدف دعم مبادرة مارينا، مِنْ هُنَا فَقَدْ قَامَتْ جمانة ممتاز، وهي صحافية من مدينة الموصل، ثاني مدن العراق واحد آخر معاقل تنظيم "داعش"، بوضع صورة لمارينا على دراجتها، وتقول جمانة "هذه وسيلة لمقاومة تنظيم الدولة الاسلامية والفكر المتطرف"، وتشير مارينا إلى أن البداية مِنْ خِلَالَ ذَلِكَ فَقَدْ كَانَتْ مثقلة بتعليقات سلبية، "لكن أكثر التعليقات التي صرت اسمعها الآن هي هذه بغداد التي نعرفها"، وتقول "بإمكاننا تغيير الواقع".