الذكاء العاطفي

    الرجل يتمتع بقدر كبير من المنطق، ويتخذ القرارات من أجل تحقيق النجاح، طبعاً هذا لا يعني بأنه لا يملك العواطف، بل هو قادر إلى حد كبير على إحداث توازن بين الجانبين العاطفي والمنطقي، كذلك لا يمكن نفي فشل عدد كبير من الرجال أيضاً، وهذا ناجم عن امتناع عدد كبير منهم التمتع بـ الذكاء العاطفي، وكيفية الجمع بين العاطفة والمنطق لتحقيق التوازن المطلوب في الشخصية.


    القدرة على الجمع بين العاطفة والمنطق .. الذكاء العاطفي
    كشفت دراسة لمعهد «سيناي» البرازيلي المختص بالشؤون الاجتماعية والتعليمية والإنسانية، أن الذكاء العاطفي عند المرأة ذو جانبين: عاطفي ومنطقي، ومن تستطع الجمع بينهما فهي التي تتخذ قرارات بشكل أفضل تسير على طريق النجاح، لأنها لا تسمح لعواطفها أن تتدخل بقوة لتمييع المواقف الجادة، أي باختصار تمتلك « الذكاء العاطفي».

    متى نعرف بأن المرأة تتمتع بـ الذكاء العاطفي؟
    ومن أجل ذلك تحدثت الدراسة عن نقاط عدة تشكل مجتمعة ما يمكن أن نسميه «الذكاء العاطفي».

    الكفاءة الشخصية
    والتي تعني بالنسبة للمرأة الجمع بين العاطفة والمنطق. والكفاءة الشخصية تتضمن جانبين مهمين هما:

    أولاً، الإدراك الذاتي: الذي يعني معرفة الذات بشكل ممتاز؛ لأن ذلك يساعدها على اكتساب المعرفة، ومعرفة حدود أفقها، فتكون قادرة على إدراك العواطف وتوقع ما سيحدث نتيجة هذا التصرف أو ذاك.

    ثانياً، القدرة على الإدارة الذاتية: أي استخدام الإدراك الذاتي المذكور في الفقرة السابقة؛ لمساعدتها على تعلم المرونة والإيجابية والتوجيه السلوكي.

    الكفاءة الاجتماعية
    أي أن تتمتع بنوع من المعرفة بالمجتمع الذي تعيش فيه، والكفاءة الاجتماعية أيضاً تتضمن جانبين مهمين

    أولاً، الإدراك الاجتماعي: ويعني القدرة على إدراك عواطف الآخرين بدقة وفهم المواقف وما يحدث من حولك في المجتمع الذي تعيشين فيه.
    ثانياً، إدارة العلاقات الاجتماعية: ويعني القدرة على وعي عواطفك تجاه الآخرين، وتوجيهها بشكل صحيح عند التعامل مع من هم في نفس البيئة الاجتماعية.

    متطلبات لتحقيق الذكاء العاطفي
    وهي عديدة لها أهميتها أيضاً في اكتساب المرأة للذكاء العاطفي، الذي يعتبر ضرورياً لها لتحقيق النجاح في الحياة. وامتلاكه يضع حداً للاتهامات التي تتهم المرأة دائماً بأنها غير قادرة على اتخاذ القرارات الهامة؛ لأن عاطفتها القوية تتدخل وتفسد الموقف، فهي تعاني من تلك الاتهامات وتريد أن تصبح مخلوقة قادرة على امتلاك المنطق أيضاً، فما هي بعض المتطلبات الأخرى:

    أولاً، تعلمي الإيجابية في اتخاذ المواقف
    وذلك لكي يصفو ذهنك عندما تفكرين بأمر جدي يتطلب منك اتخاذ القرار الصحيح.

    ثانياً، امتلكي ذخيرة وافرة من الكلمات والعبارات العاطفية التي تدل على الذكاء
    فهذه الذخيرة من الكلمات والعبارات العاطفية الذكية تساعدك على كسر الصعوبات التي تحول دون قدرتك على اكتساب الذكاء العاطفي، ومن الأمثلة على ذلك أن تبتعدي عن البكاء في الفرح والحزن، أي عندما يكون الموقف الذي أنت فيه يتمتع بقدر من الجدية، يمكنك أن تتعلمي عبارات أخرى عاطفية تنوب عن البكاء لكي لا تظهري ضعيفة. ذلك لأن الكثيرين يعتبرون دموع المرأة هي نقطة ضعفها.

    ثالثاً، الشعور بمشاعر الآخرين
    أكدت الدراسة على ضرورة الشعور بمشاعر الآخرين، ولكن عدم الخوض فيها أو مبادلتها بنفس العواطف، فهذا يساعدك على اكتساب المعرفة حول مشاعرهم وعواطفهم، كما ينبغي عليك مراقبة النتائج التي تترتب عن عواطف أناس تعرفينهم، يمكنك تدوين ذلك بشكل تفصيلي؛ لكي تتعلمي ما يمكن أن تجلبه العاطفة إذا لم تكن مقترنة بنسبة معقولة من المنطق.

    رابعاً، التمييز إن كانت الأمور تمت إلى العاطفة أكثر أم إلى المنطق أكثر
    فبهذا تستطيعين تطوير حس حول ما هو منطقي وما هو عاطفي وتحاولين إيجاد التوازن اللازم بينهما، ومع مرور الزمن فإن هذا التوازن سيتحول إلى «ذكاء عاطفي» جيد.

    خامساً، القدرة على مسامحة الآخرين
    أي استخدام المنطق، لأنه إذا لم تكن هناك قدرة على المسامحة فذلك يعني بأن العاطفة قوية جداً إلى حد عدم القدرة على نسيان الأمور السيئة، فافتحي صفحة جديدة من العلاقات مع الناس الذين أساؤوا إليك.

    سادساً، القدرة على المصالحة بين الناس
    فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على الإقناع، وهذا عنصر هام من عناصر النجاح في الحياة العامة والمهنية والزوجية والاجتماعية.

    سابعاً، إذا كنت أماً فإن ذلك يقصر الطريق أمامك لتحقيق الذكاء العاطفي
    فالأولاد يعتبرون مدرسة في المعلومات، تلك التي تملكينها وتلك التي ستسعين إلى امتلاكها، من أجل تربية أولادك تربية جيدة.
    هذا بكل تأكيد يقصر الطريق أمامك لبلوغ «الذكاء العاطفي».

قد يهمك ايضاً: