الدكتورة ديالا نجار

كشفت أستاذة طب النفس العيادي، الدكتورة ديالا نجار، كيفية التعامل مع المراهقين لأن مرحلة المراهقة تعدّ من المراحل الصعبة التي يمرّ بها الشخص، هناك من يعتبرها مرحلة منفصلة تمتاز بأجزائها النفسية والجسدية، ومنهم من يرفض اعتبارها مرحلة وإنما يربطونها بمرحلة الشباب، وتغلب عند الأبناء في هذه الفترة المشاعر العاطفيّة، والتسرّع، وكثرة الانفعالات، كما تمتاز هذه المرحلة بالنضوج الجسدي لدى الجنسين، ولكن بشأن كيفية التعامل مع الابن المراهق لكسبه وعدم ضياعه في هذه الفترة الحساسة، وكيفية التعامل مع الابن المراهق أولى الخطوات، وتجاهل هذه المرحلة هو الخطوة الأولى للفشل، فيجب تقبّل المراهق والتكيّف معه، بل من الأفضل الجلوس معه ومحاولة إفهامه ما يمرّ به من تغيرات سواء نفسية او جسدية.

وأوضحت ديالا نجار، في مقابلة خاصّة مع "لايف ستايل"، أنّه يجب على الوالدين محاولة مصادقة ابنهم/ابنتهم؛ فالمراهق في هذه الفترة يحتاج إلى من يسمعه ويتفهّم ما يقوله، فغالباً يميل الأبناء إلى اللجوء لمن يسمع لهم وليس من يأمرهم وينهاهم، يجب على الآباء دراسة الحالة النفسية للابن والابتعاد عن استخدام أسلوب التوبيخ والاستهزاء أو الضرب، كما يجب أن يرافقها الاحترام المتبادل بين الطرفين، فهناك من الآباء من يلغي الحدود بينه وبين ابنه المراهق وهذا خطأ فلا تعني الصداقة أن يفقد أحدهما احترام الآخر، وعلى الوالدين الدعاء دائماً لابنهم المراهق بالصلاح والاستقرار، فهم في هذه المرحلة تختلط لديهم الأمور ويشغل بالهم الكثير ويصبح لديهم الفضول للتعرّف على عالم الكبار.

وأشارت نجار إلى أنّ "المراهق يحتاج إلى سماع المديح من الوالدين ولو على أمور بسيطة؛ فهم في الغالب يحاولون جذب الانتباه لهم وتقديرهم، ولكن يجب الابتعاد عن مدح التصرفات غير اللائقة حتى لا تترسخ لديهم وتصبح مع الزمن من العادات الطبيعية، ويجب على الأهل إعطاء المراهق القليل من المسؤولية المراقبة؛ حيث إنّ المراهق في هذه الفترة يشعر بأنه أصبح كبيراً بما فيه الكفاية ليتحمل المسؤولية بينما الأهل يرونه ما زال صغيراً ولا يستطيع ذلك، وهذا ما يُسبّب الكثير من الخلافات بينهم ويؤدّي إلى تمرّد المراهق، لذلك على الأهل جعل المراهق يمسك زمام بعض الأمور ويتحمّل مسؤوليتها، كما أنّه يجب إعطاؤه حريّة الاختيار في بعض المسائل مع تحمل مسؤولية قراره، فإذا لم يخطئ المراهق كيف سيتعلّم إذن؟ إعطاء المراهق الثقة مع محاولة مراقبته من بعيد، فليس الأهل لوحدهم من يؤثّرون بالمراهق وإنما المجتمع والأصدقاء والبيئة المحيطة لها تأثير قوي، لذلك يجب على الأهل إحساس المراهق بثقتهم الكبيرة به مع مراقبة الوسط الذي يختلط به من أجل التدخل في الوقت المناسب".