قضاء أوقات الفراغ

الوقت هو الحياة؛ فأصحاب الهمّة العالية يرونه هكذا؛ فهو بالكاد يكفي لطموحاتهم، فيفكّرون بأمر حتى يكبر لأهداف أكبر، وقد يراه البعض قابلًا للقياس بالثواني والدقائق والساعات لكنّه أكثر من هذا؛ فهو عملة صعبة إن مضى لا يمكن إعادته، لكنّ الكثير من الناس يعانون من وقت الفراغ، وغالبًا هذه مشكلة الشباب، لذلك سوف نساعدكم للقضاء على الملل والاستفادة من كل دقيقة في حياتكم لكي تتحولوا من الكسل إلى عنصر مفيد في المجتمع يقدم العون لنفسه وللآخرين فهناك حكمة تقول إذا لم تقتل الوقت قتلك، ونحن سوف نساعدك على قتل الوقت لتبدأ حياة جديدة بعيدة عن الملل.

دورات الكومبيوتر واللغات
وباعتبار أننا نعيش في عصر العولمة ويعتبر الكومبيوتر هو أداة هذا العصر، من المهم الحصول على دورات بين الحين والآخر، لمعرفة ما توصل إليه الخبراء في هذا المضمار وهكذا سوف تواكب جميع المستجدات في هذا الحقل، الأمر الذي سيساهم في توسيع مداركك وآفاقك، بالإضافة إلى تعلم بعض الانتساب إلى مركز أو معهد لتعلم اللغات غير الفرنسية والإنجليزية مثل الإيطالية والإسبانية، وإذا كنت تشعر بأنك في حاجة إلى تقوية لغتك الفرنسية والإنجليزية التي غالبا ما نستعملها في مجتمعاتنا، فلا تتردد في فعل ذلك لأن تقوية لغتك أو استخدام لغة جديدة سوف ينعكس عليك على نحو إيجابي للغاية.

ممارسة الرياضة والقراءة
وتعتبر ممارسة الرياضة وسيلة مهمة لتحسين قدراتك وحياتك عموما؛ فالعقل السليم في الجسم السليم، وممارسة الرياضة سوف تجعلك تفرغ كل الشحنات السلبية وتحولها إلى طاقة ايجابية، وهذا لن يحدث بين ليلة وضحاها ولكن عليك الصبر قليلا لتكتشف مع الوقت مدى أهمية ممارسة هذه الهواية وتأثيرها على الصعيدين النفسي والجسدي. وعلى الرغم من أن القراءة أصبحت نادرة في هذا الزمن بسبب وجود الإنترنت, ولكنها لم تفقد يوما أهميتها، فحاول اختيار الكتاب الذي يتوافق مع ميولك الفكرية سواء تاريخ أو فلسفة أو قصص حب، وحتى قصص قصيرة أو بوليسية يمكنك قراءة كتاب مفيد؛ فالقراءة النافعة طريقك إلى بناء شخصيتك فكريًا، واجتماعيًا، وروحيًا. والاستماع إلى الكتب الصوتية التي قد تُغنيك عن القراءة التقليدية، وهذا الأمر سيجعلك تكسب الوقت وأنت في طريقك إلى العمل.
 
الأفلام الوثائقية
  تعتبر الأفلام التعليمة والوثائقية كنزًا معرفيًا قادرًا على إغناء معرفتك، وثقافتك العامة، وملء وقتك بعمل مفيد. الخدمة المجتمعية من أهم الأمور التي يمكن أن تقضي الوقت في إنجازها، وبخاصة لأنّها قادرة على إدخال السرور، والسعادة إلى قلبك، فقم بزيارة؛ لتفقّد الفقراء في محيطك، أو اللاجئين، أو المعاقين، أو الأحياء الشعبية الفقيرة، وقم بزيارة مرضى الأمراض المستعصية سواء من الصغار أو الكبار، وحاول إدخال السعادة إلى قلوبهم، وعندما ستلمح السعادة في عيونهم سوف تشعر بأنك أنجرت شيئا مهما ويمكنك الانتساب إلى جمعية خيرية حيث تبادل الخبرات وتوسيع الآفاق مع متطوعين آخرين.

الصحبة المفيدة
 لا تجلس بمفردك لفترة طويلة إلا إذا أردت أن ترتاح قليلا للانطلاق من جديد بغية القيام بنشاط مفيد، فحياتك لن تجعلها أفضل سوى بالعمل وليس بالتفكير فقط، وإذا أردت أن تخلو بنفسك قليلا استفد من خلوتك. ولعائلتك وأصدقائك عليك حق، فحاول أن تعطي والديك القليل من وقتك، واستمع اليهم إلى هواجسهم وإذا كان أحدهم يعاني من مرض مزمن تابع حالته مع طبيبه، واحرص على الاطمئنان عليه وكن عنصرا ايجابيا بين أصدقائك، بحيث لا يستغنون عنك، وتشعر أن غيابك يشكل بالنسبة إليهم فراغا كبيرا، وحاول أن تتخيّر ممّا سبق ذكره ما ستفعله، بحيث يدعم مستقبلك؛ فكلّ إنسان قادر على التطوّر، وحاول أن تؤسّس لنفسك حجر الأساس الذي سيدفعك إلى الأعلى بعد ذلك؛ فالوقت الذي ستقضيه الآن لن يعود، فربما أنت اليوم تفكّر بملء وقت فراغك فقط والغاية من ذلك التسلية، لكن فيما بعد هذه الممارسات ستُشكل شخصيّتك، لذلك عليك أن تتعب في بناء ذاتك في هذا الوقت ليتشكل كيانك المستقل مستقبلًا؛ فكثيرٌ من الهوايات رافقت أصحابها منذ الصغر وأصبحت في صميم حياتهم وانعكست إيجابيًا للغاية على مسار حياتهم مع أنّهم بدؤوها لاستغلال وقت فراغهم لا أكثر.