التعامل مع الطفل بدون ضرب

يَحار بعض الآباء في كيفية التعامل مع الطفل بدون ضرب، ويعتقد البعض أن طفلهم هو فقط من يقوم بفعل هذا السلوك السيئ، وأنه كأب لا يستطيع تعديل سلوك الطفل السيئ، إلا باتباع الضرب أو العنف، فإذا كنت من ضمن هؤلاء الآباء، يمكنك من خلال هذا المقال اكتشاف أفضل وأسهل ٦ قواعد أساسية للتعامل مع الطفل دون ضرب.

وقال اختصاصي تعديل السلوك، وليد الزرقاني، إن كلمة الانضباط هي كلمة مهمة لدى الوالدين، ولكن يساء فهمها كثيرًا، فأغلب الآباء والأمهات يعتقدون أن انضباط الطفل ينتج عن الضرب والعقاب وممارسة السلطة العنيفة عليهم، ولكن هذا غير صحيح بالمرة، فتأديب الطفل له طرق أخرى مختلفة وكثيرة غير تلك الوسائل التي قد تدمر نفس وعقل الطفل وتجعله طفلًا غير سوي بالمرة ،إن الأساليب المستخدمة لتأديب الطفل تختلف من طفل إلى آخر، بالنسبة لمعظم الآباء، قد يعني الانضباط عقوبات مختلفة، أو سحب الامتيازات، أو حتى العقاب الجسدي مثل الضرب، وبالنسبة للبعض الآخر قد يعني إجراء محادثة مفتوحة مع الطفل لتحديد التوقعات والعواقب، أو التعزيز الإيجابي والتحفيز، أو استخدام التفكير المنطقي لإنجاز الأمور ،الأسلوب الأول خطير وخاطئ بالمرة، فهو يحول الطفل إلى متمرد يكره السلطة والنظام، وهو نظام غير فعَّال في حقيقة الأمر، في حين أن الأسلوب الثاني فعال جدًا، ويمكن الطفل من أن يعيش حياة سعيدة ومثمرة.

٦ طرق لتعليم الطفل الانضباط بدون ضرب

وأن تجعل طفلك منضبطًا وسويًا، أمر ليس بالسهل على الإطلاق، ولكنه يتطلب حبًا وصبرًا ومهارة وتدريبًا لكي تصل لنتيجة إيجابية، وإليك بعض النصائح لكي تستطيع تدريب طفلك على أن يكون طفلًا منضبطًا:

الوضوح بشأن التوقعات

كيف تريد أن يجيب الطفل على سؤال تطرحه؟ كيف تريد أن يتصرف الطفل أمام الضيوف أو في مكان عام؟ ماذا تقصد عندما تقول إنك تريد تأديب الأطفال؟

إذا لم تكن لديك إجابات عن هذه الأسئلة ولم تكن واضحًا بشأن ما تتوقع أن يقوله الطفل أو يفعله، فكيف يمكن للطفل أن يعرف كيف يتصرف؟ أي اختصاصي جيد لديه توقعات واضحة وقادر على شرح الشيء نفسه للأطفال، لذلك يجب دائمًا أن تتوقع أن إجابات طفلك هي نتيجة لما قمت أنت بغرسه، فكن حريصًا في البداية، ثم واضحًا لتفهم النتائج التي وصل إليها طفلك.

لا يوجد أحد مثالي

كن عمليًا عند وضع التوقعات وتذكر أنه لا يوجد أحد مثالي، وضع أهدافًا محددة وواقعية ومحدودة يمكن لطفلك تحقيقها بالفعل، فعندما تضع توقعات يصعب تحقيقها، قد يستسلم طفلك ويفعل ما هو سهل.

لا تكن استبداديًا أو عنيفًا

إن الاستبدادية هي فكرة سيئة بالمرة، والاستبدادية والعنف والظلم لا تأخذ في الاعتبار وجهة نظر الطفل وعادة ما تكون مهينة له، أما التسامح والعدل فهو النموذج المطلوب في التعامل مع الطفل، فمدح الطفل على حسن السلوك، واحترام ما يقول والاستماع إليه يجعل طفلك سويًا يثق بك، ويلجأ إليك في مشكلاته، فكن محترمًا للطفل ووجهة نظره دائمًا.

حسن الاستماع

عندما تتحدث إلى طفلك اترك ما تفعله، وأبعد هاتفك الشخصي، وتوجه إليه بعينيك حتى يشعر بأهمية ما تقول وتجعله مستمعًا جيدًا للآخرين، وعندما يتحدث هو إليك افعل الشيء نفسه، وأظهر له نوعًا من أنواع الاهتمام والعاطفة والشغف لما تقوله، ليجعل ذلك شكلًا من أشكال التفاهم بينكما والمودة أثناء الحديث، حتى لا يخاف أن يحدثك عن مشكلاته الشخصية، حتى وإن كانت كبيرة من وجهة نظرك أو من وجهة نظره هو.

استخدام الأخطاء كفرص للتدريس

استخدم أخطاء الطفل كفرصة لتعليمه شيئًا جديدًا، ليكون أفضل الأفراد. تجنب الرغبة في الرد العنيف عندما يقولون أو يفعلون شيئًا خاطئًا حاول أن تظل هادئًا قدر الإمكان، واجعلهم يفهمون أن ما فعلوه أو قالوا إنه خطأ، بمجرد الإشارة إلى الأخطاء بمهارة، أخبرهم بكيفية تصحيحها بكل بساطة ووضوح وهدوء؛ حتى يستطيع أن يستوعب ما تقوله له ويفهم الخطأ الذي ارتكبه ولا يعود إلى تكراره مرة أخرى.

كن قدوة يحتذي بها طفلك

ثق تمامًا أن ما تقوم بزرعه في طفلك من قيم سليمة ومبادئ وسلوكيات سوف تقوم بحصدها، لذلك يجب عليك دائمًا أن تحاول أن تكون قدوة حسنة له في أفعالك وطريقة حديثك معه واستماعك أو حتى عقابك، ابتعد تمام البعد عن العنف والاستبداد والعصبية؛ حتى لا تتأثر نفسية الطفل، قدر الإمكان كن هادئًا ومتزنًا وعاقلًا ومنطقيًا في المشاكل، حتى تحصد وتحصل على طفل سوي سليم النفس والعقل.

قد يهمك ايضاً:

توقّعات الآباء تُسهم في تطوّر سلوكيات أبنائهم على المدى البعيد 

أبرز الأخطاء الصحية والنفسية التي يرتكبها الآباء خلال تربية أطفالهم