الخلافات الزوجية

الحياة الزوجية شراكة ممتعة بين طرفين اختارا أن يعيشا معًا على المودة والرحمة والصحبة الطيبة، فلنحاول أن نتلافى الخلاف قدر الإمكان، وألا نترك المشاكل تتفاقم دون حل حتى لا تثقل كاهلنا في وقت لا نستطيع معه التراجع لحلها، ومن ثم نتلافي الصراع، بل نبني العلاقة على أسس متينة من الحب والتراحم والتآلف والوفاق.

ولا يوجد منزل يخلو من الخلافات، وربما بعض هذه الخلافات والعمل على حلها مع الشريك تزيد خبراتنا بالحياة وتجعلنا نستفيد من أخطائنا، ولكنها تصبح مزعجة إذا ما ازادت حدتها أو مرات تكرارها، والملاحظ أن أسباب الخلافات الزوجية تكاد تكون موحدة في كل مكان وفي مختلف الثقافات، وهي قديمة بقدم العلاقات الإنسانية، ومن أهمها:

اختلاف المفاهيم والقيم
 إذا ما كان هناك خلافًا على قيم ثابتة في المجتمعات "الشرقية خصوصًا" مثل عدم قيام الرجل بتحمل مسؤولية الأسرة مع زوجته، وعدم احترام قيمة الأسرة وخصوصيتها، واستمرار الرجل في سلوكيات معينة كالسهر ليلًا خارج المنزل مع الأصدقاء دون الأخذ في الاعتبار وجود زوجة تنتظر شريكها ووجود أطفال ومسؤوليات .
ويقع عبء هذه المشكلة على عدم تعويد الأم والأب لأبنائهم الذكور على تحمل المسؤولية، واحترام حياة الأسرة وواجبات كل فرد نحوها.

مشاكل مالية :
تنشأ من عدم الدراية بضبط ميزانية الأسرة، والتطلع للسلع الاستهلاكية، وتقليد الغير ثم يثقل الشريك أو الشريكة كاهل الآخر بأعباء كثيرة وديون وأقساط نفقد معها قيمة وطعم الحياة الهادئة، فلقد عاش الأجداد حياة أبسط بكثير من حياتنا التي نعيشها ورغم ذلك عاشوا سعداء .

اختلاف المفاهيم الثقافية والهوايات
عندما لا توجد اهتمامات مشتركة بين الزوجين تثور الخلافات، فهناك العديد من الأشياء الممكن جعلها ممتعة مع الشريك، كالقراءة والتنزه على الشاطئ، أو دخول المطبخ معًا لعمل صنف جديد أو مناقشة قضية حيوية أو مشاهدة التلفاز، ويبقى الاحترام المتبادل وعدم السخرية من هوايات كل طرف.

الغيرة
قليلها ممتع لكلا الطرفين، أما لو زادت عن حدها فهي تدل على عدم ثقة الشريك في نفسه أولًا وفي الطرف الآخر ثانيًا، تصرفاتنا مع الغرباء يجب أن تكون محددة، وأن نبث الثقة في نفس الشريك بتصرفاتنا المسؤولة حتى نتجنب المشاكل .

الإجهاد والضغط النفسي
مشاكل العمل الكثيرة وقضاء وقت طويل خارج المنزل وزيادة الأعباء الأسرية، دون مشاركة الطرف الآخر وعدم تقسيم الأدوار والمهمات تكون سببًا في الضغط على طرف دون الآخر، وهنا تنشأ العديد من المشاكل والخلافات .

تحديد الأولويات
من المهم تحديد الأشياء الضرورية في الحياة الزوجية وعدم التطلع لأشياء ليست هامة في الوقت الراهن وتكون على حساب استقرار الأسرة، ولا بد من كتابة الأشياء في ورقة ومحاولة تحقيق الممكن وعمل حساب للزمن خصوصًا مع وجود أطفال، ولا داعي للبحث عن المشاكل بجلب ما هو ليس ضروريًا.