الفتاة المراهقة

تحتاج مرحلة المراهقة إلى معاملة خاصة، فهي من أهم وأخطر المراحل العمرية على الإطلاق، وتتميز كون المراهق في سعي دائم للفت انتباه المحيطين به، بشتى الوسائل الممكنة، كما يمكنه أنّ يلفت النظر إليه من خلال تميّزه بششيء إيجابيّ كالتفوّق في الدراسة، أو التميّز في أي نشاط فنيّ كالشعر والإلقاء أو التمثيل، أو غير ذلك من المواهب التي تستهوي المراهقين والمراهقات على حدّ سواء.

وتتحمّل الأمهات المسؤولية الكاملة في ضبط سلوك الأولاد وبصورة خاصة الفتيات المراهقات، ويقع على عاتق الأم المتابعة والمراقبة الدائمة لابنتها، لاحتوائها ومحاولة فهمها للتعامل معها، ونطرح على الأمهات بعض الأفكار التي من الممكن أن تساعد في التعامل مع الفتاة المراهقة:

- حاولي قراءة المواضيع التي تتعلّق بالمراهقة لمعرفة خصائص هذه المرحلة وطبيعتها.

- حاولي التعامل مع ابنتك بالهدوء التام وعدم الغضب والتعامل معها ضمن ما يسمى بسياسة الاحتواء واحذري أن ينفذ صبرك، رغم أنّ نتيجة هذا النهج قد لا تظهر نتائجه بشكل سريع لكنه فعّال بحسب ما يشير إليه المتخصصين في علم النفس.

- حاولي منحها حيزًا كبيرًا من التقدير والاحترام وهو ما يسعى إليه المراهق لتحقيق ذاته، عبر إسناد بعض المهام المسؤولة إليها مثل المشاركة في تقدير ميزانية المنزل وشراء بعض الحاجيات الخاصة بالعائلة، وكذلك الأمر لباقي أفراد الأسرة.

 - حاولي شغل وقت فراغها بما يفيد حتى لا يبقى لها وقت كبير لتضيّعه، كالتسجيل في الأندية الرياضة والثقافية والانشغال بهواياتها المفضلة.

حاولي إيجاد رفقة صالحة لها لأن المراهق يسعى إلى تكوين ما يسمى في علم النفس بـ"الشلة"، وقد ثبت من خلال الدراسات أنّ المراهق يتأثر بأقرانه أكثر مما يتأثر بوالديه ويمكن لك أن تختاري لها صديقات من مدرستها بالتعاون مع مديرة المدرسة أو بعض المعلمات أو من خلال بناء علاقات طيبة مع بنات عمها أو بنات خالها أو محيط الأسرة بشكل عام ولا مانع من إخبارهم سلفًا بوضعها والتعاون معهم لحلّ قضيتها والتأثير عليها.

يشار إلى أنّ على الأم تقبل هذه المرحلة والتكيّف معها باعتبارها مرحلة نمو طبيعية ومهمة في حياة ابنتها، وعليها كأمّ أن تتحلّى بالصبر خاصة أثناء المناقشة، وأن لا تتشبث برأيها وتستمع إلى وجهة نظرها وتحاول أن تجعلها تفهم وجهة النظر المخالفة لأن عناد الطرفين لن يفيد، حيث ينصح المتخصصون، الأم بأن تكون صديقة لابنتها لتحاول أن تفهم ما تمرّ به من تقلّبات وتغيّرات نفسية وأن تحترم مشاعرها مع وضع حدود واضحة وصريحة ومرنة في الوقته نفس حتى تمر هذه المرحلة بسلام.