طرق تربوية تمنح الطفل الثقة بالنفس

يبدأ الشعور بانعدام الأمان، غالبًا، في سن مبكرة للغاية ولا يأتي الشعور بالثقة في النفس والجسد بشكل تلقائي لدى الأطفال، لا سيما لدى الفتيات، فإنّ الثقافة المنتشرة في وسائل الإعلام تبرز شخصيات مشهورة ناجحة بالغة النحافة، بينما تُصوّر الشخصيات زائدة الوزن سواء في الرسوم المتحركة، أو في البرامج على أنها غير جذابة، وليس لديها أصدقاء، وعادة ما ينظر إلى ثقة الفتاة بجسدها على أنّها مسؤولية الأم، لأنها هي نفسها امرأة، ومع ذلك، يلعب الأب دورًا متساويًا، إن لم يكن أكثر أهمية، لأن العلاقة القوية بين الأب وابنته لها تأثير إيجابي على احترامها لذاتها وتقبل جسدها عندما تنضج.

وأكّدت مؤسسة ومديرة عيادة "ريكوفر كلينيك" لموقع  إيمي برانر "independent": "أنّ الرابط بين الأب والابنة يحدد كيف تنظر الفتاة إلى الرجال، وبالتالي كيف تُقيم علاقاتها معهم لبقية حياتها"، مضيفة بقولها: "إذا شعرت الفتاة بأنها مقبولة بشكل كافٍ من قبل والدها وجيدة بما فيه الكفاية كما هي، فإن ذلك سيكون له تأثير إيجابي على الطريقة التي تنظر بها إلى نفسها جسديًا".

وتقدم برانر 5 طرق يمكن للآباء اتباعها لتربية فتيات واثقات ومتقبلات لأجسامهن:
-  التركيز على إنجازات لا تعتمد على الجمال: فمن المهم أن يختار الأب ما يقوله لابنته بحكمة، مع التركيز على مجهودها وإنجازاتها لأن تعليقاته ستتركز في عقلها، وسيكون لها بالغ الأثر عليها.

- مناقشة التحيّز في وسائل الإعلام: على الأب أن يحاول مناقشة أوجه عدم المساواة بين الجنسين التي ترتكبها وسائل الإعلام والثقافة الشعبية مع ابنته، وأن يؤكّد لها بأنّ وسائل الإعلام تستغل المرأة أو تحط من قدرها وأنّه يرفض كرجل هذا الأمر.

- جعل الصحة النفسية أولوية: لا بد من إيلاء الاهتمام بالرعاية الذاتية النفسية والصحة العقلية، مثل الاهتمام بالصحة الجسدية، وتوضيح أنهما أولوية قبل المظهر الجمالي والقوام الممشوق.

- لا للحمية القاسية: أظهرت دراسات أنّ التعبيرات الخارجية للأب عن انعدام ثقته في جسده ومظهره يمكن أن تكون ضارة بأبنائه من الذكور والإناث على حد سواء، ومن الواضح أن هذا ينطبق على كلا الوالدين، حيث أنّ رؤية الأم أو الأب في حالة دائمة من القلق واتباع الحميات القاسية غير الصحية سيجعل الطفل يشكّ في أهميته وقيمته الجمالية.

- لا للحديث عن العيوب الجسدية: من المهم عدم التحدث عن العيوب الجسدية، والتصرف بشكل مثالي، فالطفل يتعلم من الأفعال أكثر من الكلمات، وعلى الأب أن يصبح المثال الذي يريد أن يراه طفله، وعليه أن يكون إيجابيًا بشأن أي عيوب في جسده وأن يتقبّل هذا العيب.