العثور على الحلول في الأوقات العصيبة

هل تساءلت يومًا ما الذي يمّكن بعض الأشخاص من المُضي قدمًا والخروج من الأزمات، بينما ينهار آخرون ولا يستطيعون مواجهة التحديات غير العادية؟

بالنسبة لطبيب الأعصاب البارز والطبيب النفسي فيكتور فرانكل، فإن بحث الناس عن المغزى أو الهدف من أي أزمة هو ما يساعدهم على التغلب على المشاكل التي يواجهونها.

ولكن كيف نحصل على إجابات ومعاني خلال الأوقات الصعبة؟ وكيف نحول هذا المعنى إلى مرونة معرفية وقدرة على التعامل مع الأزمات؟

ابدأ بالبحث عن الأسباب

عملية البحث عن المغزى أو المعنى تبدأ دائمًا بسؤال "لماذا؟"، اسأل نفسك "لماذا أفعل ذلك؟"، واعلم أنه عندما تعرف سبب قيامك بأمر فإنك ستتمكن من التعامل مع الأمور من زوايا مختلفة، ما يجعلك أكثر مرونة وأكثر قدرة على التعامل مع المشاكل أيا كان نوعها، والتكيف مع أي ظرف أيا كان صعوبته.

تقول باتيا فيزنفيلد، أستاذة الإدارة في كلية شتيرن للأعمال بجامعة نيويورك، إن إجبار نفسك على الإجابة عن سؤال "لماذا أفعل ذلك"، ثلاث مرات سيساعدك على اكتشاف المعنى الحقيقي لحياتك، ومعرفة هدفك الأسمى.

على سبيل المثال، دعنا نتخيل أنك تقوم بالتدريس في إحدى الدورات التدريبية، اسأل نفسك لماذا أقوم أشارك في هذه الدورة التدريبية؟ إذا كانت إجابتك هي "للحصول على مقابل مادي"، اسأل نفسك مرة أخرى "لماذا أريد الحصول على مقابل مادي كبير؟"، وإذا كانت إجابتك هي "من أجل عيش حياة أفضل"، أجبر نفسك على معرفة لماذا تريد عيش حياة أفضل، وفي نهاية الأمر ستجد أنك ترغب في الشعور بالسعادة.

ولكن هل سيساعدك التدريس في الدورات التدريبية على العيش سعيدًا؟. الإجابة على الأسئلة الثلاثة سيساعدك على قضاء وقت وجهدك بطريقة مثالية.

تقول فيزنفيلد إن هذه الطريقة الروتينية البسيطة ستساعدك على إدارة عملك أو التعامل مع أي مشكلة في حياتك، وستكتشف بعد الاعتياد عليها مدى روعة النتائج التي ستحصل عليها.

وتتابع: "ستلاحظ أن حياتك تغيرت من مجرد إجبار نفسك على العثور على الأسباب التي تدفعك للقيام بأي شيء، افعل ذلك فقط، وستلاحظ أن طريقة تفكيرك قد تغيرت بالكامل، وستكتشف أنك أصبحت أكثر مرونة"

التكيف والمرونة

وتوضح فينزنفيلد، والتي تُجري دراسات على كيفية تكيف الناس مع التحديات التي يواجهونها في الحياة التنظيمية، أن الاعتراف بالهدف الأساسي يعطي افعالك معنى، وتؤكد أن الأشخاص الذين يفكرون في المعنى يصبحون أكثر مرونة وقدرة على التكيف من غيرهم.

وتقول جنيفر جارفري بيرجر، مؤلفة كتاب "العادات البسيطة للأوقات المُعقدة: ممارسات قوية للقادة"، إن قدرتها على التعامل مع الأزمات ورؤية الحلول في الأوقات الفوضوية جاءت من القدرة على التكيف.

وعليك أن تعلم إنك إذا لم تكن قادرًا على التكيف، فإنك لن تستطيع رؤية الصورة الأكبر، ولن تستطيع العثور على حلول، ولن تتمكن من تقييم الموقف كما ينبغي، ولن تستطيع العثور على معنى في الأوقات العصيبة، وقد يؤدي كل ذلك إلى عجزك عن البقاء على قيد الحياة.

"هذا قد ينجح" مقابل "هذا سوف ينجح"

ويقول تيم هارفورد، الاقتصادي والصحفي إن هناك طريقة قد تساعدك على حل الأزمات والقيام بالمهام الصعبة، وهي أن تخبر نفسك بأن الأمر الذي تعمل عليه قد ينجح، عوضًا عن أن تُخبر نفسك بأنه سينجح.

ويقول هارفورد إن :" اخبار نفسك بأن الشيء الذي تعمل عليه قد ينجح سيجعلك متنبهًا لتلقي الإشارات، والمعلومات الجديدة، وتعديلها، والتكيف معها، أو ربما التوقف عما تفعله".

قد يهمك ايضاً:

أنواع من الكذب البريء تلحق أضاراً جسيمة بعلاقتك الزوجية 

 

 

خبيرة نفسية تكشف عن طُرق تعزيز الثقة بالنَّفْس خلال التعامُل مع الآخرين