يكتشف الكثير مِن المتزوّجين بعد الارتباط أنهم أساؤوا الاختيار، وأنّ هذا الشخص ليس الشخص المناسب لهم، على الرغم من أنهم قد يكونون عاشوا قصة حب قبل الارتباط، فإذا وجدتِ نفسكِ مرتبطة بشخص يرهقكِ نفسيا أو جسديا أو ماديا ولا يقدم لكِ سوى التعاسة فليس عليكِ الاستمرار في هذه النوعية من العلاقة الزوجية أو بالأحرى في هذا العذاب.
قد يكون الطرف الآخر يتمتع ببعض المميزات التي أوقعتهم في حبه في البداية، كأن يكون الطرف الآخر يتمتع بجمال الشكل أو يجيد الحديث، لكن بعد الارتباط يتبين لهم أن هذه الصفات ليست كافية أبدا ليشعروا بالسعادة والرغبة في البقاء معهم لباقي العمر.
مرآة الحب عمياء
بعد الزواج قد يقف الإنسان أمام نفسه متسائلا، كيف تعامى عن كل هذه العيوب وكل هذه الاختلافات قبل أن يرتبط بشريك حياته؟ عادة ما تأتي الإجابة متمثلة في كونه قد وقع في الحب، العشق يؤثر على الحكم المنطقي ويعوق التفكير السليم، بينما يلقي البعض الآخر اللوم على قلة تجاربه وعدم اكتمال نضوج شخصيته قبل الزواج، أما البعض الآخر فيقول إن السبب يرجع إلى الثقافة العامة والإعلام وكلاهما يثني بشكل كبير على معاني مثل التضحية ومساندة شريك الحياة حتى يتغلب على صفاته السيئة ويتخطى عيوبه، إلا أن الواقع يجعل هذه المهمة عسيرة للغاية وتبوء بالفشل غالبا إن لم نقل دائما.
الصورة الرومانسية للحب
الكثير من الفتيات تعجب بالعريس الوسيم الذي لا يبخل عليهن بالكلمات العذبة في فترة الخطوبة وبالهدايا الجميلة، فيعشن أحلاما وردية وخيالية سرعان ما تنهار بعد الزواج.
قد تبدأ الزوجة الصغيرة في اختلاق الأعذار لزوجها بسبب إهماله لها أو عصبيته، كذلك قد يفعل الزوج المحب لزوجته بعد الزواج إذا وجد منها إهمالا أو أنانية أو غيرها من الصفات غير المحببة، إلا أنه حتى الصبر سرعان ما سينفد كما نفد الحب مع مرور السنوات خاصة إذا تخلل العلاقة أمور مثل الخيانة أو العنف وهي أمور تجرح النفس وتكسر القلب.
علامات الزواج السيئ
هناك بضع علامات على أن علاقتكِ بشريكِ حياتكِ هي علاقة غير صحية وعليكِ التفكير جديا في المضي قدما والتخلص منها. إذا كانت أسرتكِ وأصدقاؤكِ المقربون يجدون أن هذا الشخص غير ملائم فعليكِ التفكير جديا في ما يقولون، قد يكونون مخطئين في بعض الحلات، لكن في الغالب فإن نصائحهم تأتي عن اهتمام بأمركِ وخوف عليكِ، لذا عليكِ أخذها بعين الاعتبار فليس هناك دخان بلا نار.
أما العلامة الثانية فهي تأثير هذه العلاقة على حالتكِ النفسية فإذا وجدتِ أن هذه العلاقة تشعركِ بالحزن وأنها تستهلك الكثير من طاقتكِ وتفكيركِ بصورة سلبية وحتى أنكِ قد فقدتِ القدرة على الابتسام أو النوم الهادئ، فعليكِ اتخاذ موقف جدي بهذا الشأن.
العلامة الثالثة تتعلق بالثقة والدعم، فإذا كنتِ تعلمين أو تشكين أن شريك حياتكِ لن يساندكِ ولن يدعمكِ وتغيب بينكما الثقة فهذه علامة على سوء العلاقة بينكما.
العلامة الرابعة تتعلق بالأذى بين الزوجين فإذا كان أحد الزوجين يؤذي الآخر على المستوى النفسي أو البدني فعلى الطرف الذي يتعرض للأذى أن يتخلى عن هذه العلاقة فورا.
كيف تتخلصين من العلاقة السيئة؟
عليكِ غلق كل قنوات الاتصال مع الطرف الآخر، أرقام الهاتف وحسابات الإنترنت وامتنعي عن التواصل معه بصورة كاملة. يفضّل أخذ إجازة قصيرة بعيدا عن العمل وعن المنزل والتمتع والاسترخاء ومحاولة استيعاب أنكِ أغلقتِ صفحة سيئة من حياتكِ وعلى وشك فتح صفحة جديدة خالية من الحزن والألم.
اسمحي لنفسكِ بالتعبير عن الحزن والغضب وإخراج كل مخزون الألم الذي احتجزتِه بداخلكِ طوال فترة هذه العلاقة. اصنعي قائمة تضم كل الأسباب التي كان عليكِ الانفصال من أجلها، وضعي هذه القائمة في مكان يمكنكِ رؤيتها فيه من حين إلى آخر. اشغلي نفسكِ بأمر مثير للاهتمام، أعيدي تزيين المنزل أو ازرعي بعض النباتات المنزلية أو اقتني حيوانا أليفا. عليك أن تضعي في اعتباركِ أن الحياة قصيرة وليس علينا أن نقضيها في عذاب وألم بكامل إرادتنا.