المشاكل الزوجية

يختلف الرجال والنساء فيما بينهم سواء كانوا في حالة عشق أم لا، وبالتالي فإن المشاكل الزوجية هي جزء طبيعي من الحياة، لاسيما بعد أن تنتهي مرحلة العشق والحب الملتهب، وتبدأ مرحلة الواقعية في العلاقة، وتتكشف مع مرور الوقت طبيعة الزوج والزوجة على حقيقتيهما، فيجب أن لا تتجاوز المشادات الكلامية التي تقع بين الزوجين الحدود المسموح بها لأن من شأن ذلك أن يأخذ بالعلاقة إلى مناح خطيرة تهدد استمرارها، ولذلك تنصح بإتباع جملة من القواعد تضمن ”تنظيف الأجواء” في المنزل من دون إلحاق الضرر بالعلاقة الزوجية .

يتوجب على الرجل والمرأة على حد سواء أن يتجنبا تماما توجيه الإهانات لبعضهما واستخدام الكلمات النابية والجارحة، لأن من شأن ذلك أن يترك جروحا في قلب ونفسية الآخر لا تندمل بسرعة، كما يجب تجنب استخدام عبارات مثل ” أنك معتوه أو معتوهة كأبوك أوأمك” أو أنك لست رجلا بالمعنى الجنسي للكلمة، أو أن يقول الرجل لزوجته أنكِ قبيحة كالقرد وباردة كالثلج، فاستخدام الشتائم والإهانات وتحقير الآخر عادة يكون من النوع الذي يفتقد للحجج المقنعة أو أن مستواه التعليمي والثقافي متردي .

إذا كان أحد الطرفين يريد حلا للمشكلة أو القضية موضوع الخلاف وليس مجرد تفريغ شحنة نفسية له، فيتوجب عليه أن يعطي الفرصة لشريكه الحياتي بأن يتحدث وأن يستخدم حججه ومبرراته والدفاع عن نفسه، أما ممارسة الصراخ والقذف بالأشياء فلا يؤديان إلى نتيجة، ومن المهم بمكان هنا ترك الطرف الآخر يتحدث بدون تقطع ثم الرد على مبرراته، لأن ما يضمن الفوز في الاشتباك المنزلي هو تقديم الحجج والذرائع وليس رفع الصوت والقذف بالأشياء.

تمثل الدموع أحد الأسلحة النمطية التي تلجأ إليها النساء، غير أنها لا تضمن لهن الفوز في أغلب الأحيان، لاسيما عندما يتكرر ذلك الأمر الذي يجعل الرجال لا يتأثرون كثيرا بهذا السلاح، لا بل يحدث أحيانا رد فعل معاكس لديهم، أي أنهم يثورون ويغضبون أكثر لأنهم يشعرون بأن عملية خداع تجرى لهم، وإذا ما امتلك الزوج أو الزوجة الرغبة بالصراخ بوجه بعضهما فليفعلوا ذلك، حيث أن التجارب العديدة أثبتت أن خيار الحديث بهدوء ومباشرة حول القضية المختلف عليها يكسب الطرف المتحدث اعتبارا أكثر من الذي يغضب ويصرخ وهذا من خلال متابعة المشاكل الزوجية .

أن اللجوء إلى الماضي وإشهار الذنوب أو الأفعال السلبية التي تمت سابقا يعتبر بمثابة توجيه ضربة تحت الخصر للطرف الآخر، وبالتالي يسمي المختصون النفسيون هذا الأمر بأنه بمثابة "الذخيرة العمياء"، كونها لا تحل شيئا، ولهذا يتوجب على المرأة أن تتجنب القول لزوجها أو بالعكس أشياء سلبية عن ماضيه أو ماضي أهله أو الحديث عن تربية الأطفال أو المال والالتزام بموضوع الخلاف .