طريقة للتعامل مع الأعداء

يجب عليك أن تكون هادئًا أمام أعدائك وأن تحافظ على عدم الانفعال أمامهم، وذلك لأن الانفعال إن دل فإنما يدل على الضعف، هذا فضلاً عن أنه إذا حاول الأعداء أن يستفزوك وانفعلت أنت عليهم سوف يدركون بعدها أنهم أصابوا فيك جانب حساس من شخصيتك، وعلى وجه العموم من أجل تحقيق النصر على الأعداء، يجب عليك أن لا تبدي للأعداء أي موطن من مواطن ضعفك، حتى لا يستغلوا معك هذه الصفة أسوأ الاستغلال.

حاول أن تخفي لعدوك أي مشاعر حتى مشاعر كراهيتك له أخفيها وحاول أن تظهر له الصداقة وتستمع إليه، وذلك لأن الصديق يقدم لك الحلو من الكلام، أما العدو فلن يجاملك في الحوار وسوف يبدي في حواره عيوبك أمام عينيك، حاول السماع إليه أكثر كي تستطيع أن تقرأ ما بداخله وقلل أنت من المخاطبة الكثيرة معه، وأخفي كل ما بداخلك تجاهه، وبهذه الطريقة يكون عدوك أمامك كالكتاب المفتوح، مع جهله عما بداخلك، وتعد هذه من الخطوات المهمة في النصر على الأعداء.يجب عليك أن تتحلى أمام عدوك باللين مع الحزم والقوة، ففي هذه الحالة يراك عدوك متفهم معه، واحظر كل الحظر من الرغبة في الانتقام.

وتشير الدراسات إلى أن الإنسان الذي يرغب في الانتقام تصيبه حالة من الهستيريا والجنون المؤقت التي تلغي عقله وتجعله لا يفكر إلا في الانتقام، فهو بذلك لا يدرك الحقائق، وتكون خسارته خسارة فادحة أكثر من الشخص الذي يريد الانتقام منه، إنك لا تعرف ما هي التغيرات النفسية والفسيولوجية التي تحدث داخل نفسك بتفكيرك في الانتقام وربما دمرت هذه الرغبة أشخاص كثيرا أهمهم أسرتك، لذا يجب عليك عندما تشيط نفسك رغبةً في الانتقام أن تحاول التفكير في أي أفكار أخرى أو أن تمارس أي نشاط تحبه حتى تنقضي هذه الفترة العصيبة، وبعدها أجلس مع نفسك وفكر في ما كان سيحدث لو انسقت وراء نفسك ووراء شيطانك ووراء تلك الرغبة، فكر ما الذي كنت سوف تخسره، وفكر في موقفك الراهن وأنت سالم من أي أذى أو أي خسارة، فهكذا تكون النتيجة، وهكذا نستطيع النصر على الأعداء بالتحلي بالعقل وبالنفس المتسامحة.