العلاقة العاطفية

استمرار العلاقات يلزمه بعض الصبر، يعتقد كل شخص يدخل في علاقة أن الطرف الثاني سيستجيب له ولرغباته ولرؤيته ولأفكاره من تلقاء نفسه ولكنه سيصطدم بشخص آخر لديه مصالح ورغبات ورؤى وأفكار قد تكون مغايرة تمامًا وبدلاً من أن يكون صبورًا ومرنًا بحيث يحاول أن يصل إلى رؤية تقرب المسافات بينهما، يريد أن تسير الأمور كما يريد هو فحسب وبعدها نتساءل لماذا لا تستمر العلاقات التي ندخلها؟

الحب مبني على التسامح والعطاء بلا حدود واستمرار العلاقات لا يأتي من خلال رغبتنا في أن نصل إلى علاقات بلا أخطاء بل أن نتسامح مع وجود الأخطاء فيها، فلأن البشر يخطئون باستمرار ولأن الإنسان إذا ما حاول ضبط نفسه كي لا يخطئ يجد نفسه يرتكب المزيد من الأخطاء، يجب علينا أن نترك مساحة كبيرة للخطأ والتسامح وأن نفكر في الغفران قبل أن نفكر في العقاب والغضب من أجل ارتكاب الخطأ.

إن من يستطيع احتواء شريك علاقته قادر على استمرار العلاقات العاطفية التي يدخل فيها لأن الاحتواء هو السياج الحامي لهذه العلاقة والتي يحميها من أي عواصف أو كوارث، لذلك الاحتواء والفيض العاطفي من أهم الأشياء التي يجب أن تركز عليها من أجل استمرار العلاقات.

التعبير المستمر عن المشاعر خصوصًا لو كنت رجلاً، لا تكفي كلمة “أحبك” مرة واحدة فقط بل يجب أن تقال كل يوم وكل ساعة، يجب أن تقال بأكثر من صيغة ومن طريقة، يجب أن تقال بالشفتين ويجب أن تقال بالأفعال والتصرفات، التعبير عن المشاعر عادة ما يجعل المرأة سعيدة ولا تفكر مطلقًا في إنهاء العلاقة لذلك استمرار العلاقات يوازيه استمرار التعبير عن المشاعر.

كما قلنا أن التعبير عن المشاعر وقود استمرار العلاقات فإن التعبير يجب أن يكون نظري أي يقال بالشفتين ويلقى على مسامع شريك العلاقة أو بشكل عملي أي عن طريق التصرفات والأفعال والسلوكيات وإحدى أهم التصرفات التي تدل على مشاعر الحب هو إحضار الهدايا، فالهدايا دائمًا ما تعبر عن كل ما يمكن أن يقوله الإنسان خصوصًا لو كانت هدية مبتكرة وغير اعتيادية بهذا يمكننا أن نتحدث عن استمرار العلاقات طالما هناك إحضار للهدايا بشكل دوري يجعل شريك علاقتك دائمًا متشوقًا لهداياك.

الدعم المعنوي من أهم دوافع استمرار العلاقات، الدعم والتشجيع والوقوف إلى جوار حبيبتك في الأزمات أكثر ما يجعل الشخص يتعلق بك ولا يقدم على إنهاء العلاقة، لذلك لا تتوقع أن تستمر علاقاتك العاطفية وأنت شخص أناني لا ترغب في منح شيء، أو تكتفي بالأمور المادية فحسب بيد أن الأمور المادية يمكن لأي شخص أن يمنحها ولكن المعنويات هي التي لا يمكن إلا لمحب فقط أن يمنحها عن طيب خاطر.

العلاقة المملة الراكدة لا تستمر، العلاقة الفاترة كالماء الفاتر لا يروي ولا يدفئ، ليس لها أي فائدة تصبح روتين يومي ليس له قيمة، وعند أول نظرة من شخص يشعرنا مرة أخرى بتنشيط المشاعر وإزالة الصدأ من على قلوبنا نذهب معه مباشرة لذلك يجب ألا نترك العلاقات تتداعى حتى تصل لهذه المرحلة بل يجب عليك تجديدها، التعامل معها كأنها علاقة جديدة، كأنك وقعت في الحب بالأمس، استمرار العلاقات لا يمكن أن يكون مثل بحيرة راكدة، بل يجب أن يسير مثل المياه الجارية، العلاقة العاطفية باختصار مثل فيلم، إن لم يكن فيه ما هو مشوق وجذاب ستمل منه ولن تكمله للنهاية، لذلك احرص على إضافة عناصر الجذب دائمًا لفيلمك، وعلاقتك العاطفية حتى تضمن بقاء الجماهير وجذبهم.