اكتشاف عيوبك وتتغلب غليها

يعد اعتراف الإنسان بوجود عيوب به أول خطوات اكتشافها والتغلب عليها، فيجب على كل منا سؤال نفسه أولًا هل تعترف بعيوبك؟،ولنتنفس جميعًا –قبل الإجابة وبعدها - فالإحساس بالثقة بالنفس يزرع بخلايانا شعار: "لا يوجد إنسان بلا عيوب"، وعيوبي إذا لم أنتبه إليها ستتنامى بعيدًا عن سيطرتي وستمسك بخيوطي وتحركني وأنا لا أدري وكأنني أسمح لعدوى بالمبيت في بيتي ثم "أتوقع" الخير.

والاعتراف بالعيوب ذكاء "وحب" للنفس وحمايتها من الأعداء الداخليين –أي عيوبنا- وغالبيتنا نوقف الأعداء الخارجيين عند حدودهم أو نسعى بمثابرة لتقليص آثارهم الضارة "ونغفل" عن أعداء الداخل أي العيوب الشخصية، فالبعض يقبل عيوبه بدعوى أنه أفضل من غيره ويحرم نفسه من فرص "يستحقها" لحياة أفضل "ينعم" بها من يقاومون عيوبهم، وآخرون يخنقون أنفسهم بها ويبالغون في التألم منها كي يصلوا لليأس من تغييرها أو تقليل أضرارها فيهزمون أنفسهم بأيديهم.

وأما من يعتقد أنه بلا عيب فلديه أخطر عيب وعليه مراجعة نفسه ويستحق مواجهة عيوبه بذكاء وتدرج حتى لا تسرق فرصه بالنجاح "الحقيقي"، بالحياة عيوب شائعة ومن أهم العيوب الشائعة الخجل، ويختلف عن الحياء فالأول عيب والثاني فضيلة، والتردد في اتخاذ القرارات والتهرب منها وترك الفرص تتسرب من يديه ويتناقض بالطبع مع التأني لدراسة الموقف جيدًا ثم الاستعانة بالرحمن والتوكل الصادق على القوي العزيز..

ونصل لعيب التهرب من العمل أو الدراسة والربط بينهما وبين المشقة والتعب وحرمان النفس من متعة الإنجازات والسماح "بضياع" العمر وهو ثروتنا التي لن تتكرر، فتذكر وارفض وأكاد أسمع التساؤل المهم: كيف أتعامل مع عيوبي؟ وأرد بأهمية تفادي أخطاء شائعة مثل توقع نتائج سريعة للقضاء عليها وضرورة تذكر أنها تكونت عبر أعوام وتحتاج للكثير من المثابرة للتخلص منها أو تقليص أضرارها والاحتفال بأي نجاح ولو كان قليلًا والتسامح مع النفس عند أي انتكاسة ورفض الاستسلام للإحساس بالفشل وبعدم القدرة على الانتصار وطرد الشعور بالانكسار أمام المعوقات، مع الرفض الحازم لتبرير التراجع وتزيينه والحرص على تجديد الحماس الداخلي لمقاومة العيوب بحزم وجدية وبلا قسوة على النفس حتى لا تؤدي لكراهية الاصلاح..

وإذا تعرضنا للانتكاسة أتمنى ألا نسمح لأنفسنا بالانبطاح أرضًا ولنسارع بالتماسك وننمي "روح" المقاومة ولنزرعها شجرة متشعبة الجذور بخلايانا وبعقولنا وبقلوبنا "يستحيل" اقتلاعها وهذا لا يتعارض مع تعرضها لهزات الرياح من آن لآخر، فكلنا لدينا عيوب وجميعنا نخطيء والمهم كيف نتعامل معها، فالإنكار يزيدها والتهرب من المواجهة يرسخها والقسوة على النفس يجردنا من أسلحتنا التي تؤهلنا للسعادة والنجاح بمختلف جوانب الحياة..

ليست قدرًا ولنتذكر دائمًا أن عيوب أهلنا ليست قدرًا وبإمكاننا طردها كالعصبية فهي ليست وراثة بل نختارها، ولا تقل لنفسك "أبدًا" لن أستطيع تغيير عيوبي حتى لا تهزم نفسك بيدك والعيوب التي لم تستطع علاجها قلل منها تدريجيًا ولا تتعامل معها كأنها واقع لا يمكن تغييره وتنبه لها.. فلن تنتهي كل عيوبنا وقد تظهر غيرها طوال الحياة ولنتعامل مع عيوبنا مثل البستاني الماهر الذي يتنبه للحشائش الضارة حتى لا تؤثر بالسلب على محصوله الذي زرعه ويطرد كل "الطفيليات" التي تلتهم الثمار بحكمة ودون إفراط بالمواد الكيماوية حتى لا تؤذي من يتناول الثمار..

فبوعي وبلطف أرى كل ما يعيق تقدمنا بالحياة ويسرق استمتاعنا المشروع بما لدينا ويحرمنا من تقدير الذات والفوز بأفضل تعامل مع الآخرين ويقلل من صحتنا النفسية والجسدية من العيوب التي أتمنى التنبه لها ومحاربتها بوعي وبلطف وبرفق مع النفس ودون تعجل وبلا قسوة ودون إعلانها على الملأ بهدف طلب دعم الأخرين لنا، فأفضل العون عون النفس بعد الاستعانة بالرحمن بالطبع والجميع مشغولون بمشاكلهم والأفضل تنمية الرغبة لدينا لقهر العيوب دون انتظار تشجيع خارجي فنحن الرابحون عند النجاح والخاسرون عند تغلبها علينا.