برفيسور سيكولوجية الأطفال شارلز شيفر

يعد عصيان الطفل من حالات التمرد كنوع من السلوكيات التي تجعله في حالة صراع مبكر مع المجتمع، متمثلًا في والديه وأسرته أو مدرسته، ولعل أكثر الأسئلة التي يطرحها الآباء هنا: «كيف أعلم طفلي أن يكون مطيعًا ويفعل كل ما يطلب منه؟"، ويحدد برفيسور سيكولوجية الأطفال شارلز شيفر، ثلاثة أشكال للعصيان غير السوى لدى الطفل.

الأول يتمثل في إبداء المقاومة السلبية والتأخر في الامتثال لما يطلب منه مع التجهم والامتعاض والحزن المشوب بالهدوء أو التجنب والعزلة، والثاني تحد ظاهر، «لن أفعل هذا»، وقد يعرب الطفل عن استعداده لتوجيه إساءة لفظية للدفاع عن موقفه، أما الثالث فيتمثل في ردة فعل معاكسة تمامًا لما يطلب منه، في تحد معلن وعدائي.

ويسوق «شيفر» تسعة أسباب - يراها - الأكثر شيوعًا لعدم الطاعة أو العصيان المزمن لدى الطفل:

◆ نظام التربية الأبوي المتساهل والمفرط في التسامح، والذي يحجم عن قول «لا» للطفل.

◆ القسوة المفرطة أو النظام الصارم وتسلط الأبوين لرفض رأيهما في كل المواقف، والذين لا يعرفون سوى الرغبة في تطبيق الكمال الزائد، ودائمي السيطرة والتذمر لكل ما يظهره الطفل من ردود فعل والإصرار على الامتثال للطاعة الفورية مهما كان الأمر بسيطًا.

◆ عدم الثبات في التربية، وتذبذب وتغير وتناقض ردة فعل الوالدين إزاء نفس السلوك، أو نفس الموقف، ما بين السكات أو التعليق، أو حدة الرفض في وقت آخر.

◆ الأبوان المتوتران، أو اللذان يعيشان في حالة صراع، فقد يهمل أحدهما دوره أو يتخلى عن مسؤوليته لوجود صراعات أو مشاكل شخصية أو خلافات أسرية.

◆ الطفل المبدع، الذي لا تستوعبه ثقافة الأبوين، ويمتلك قوة إرادة تدفعه لعدم القناعة والامتثال لما يراه الوالدان.

◆ فشل الوالدين المتكرر في التعامل مع غضب الابن وامتصاص ثورته.

◆ تؤثر اتجاهات الوالدين نحو السلطة والقانون في ميل الطفل للطاعة، فإذا أظهر الأبوان القليل من الاحترام للقوانين والنظام والأفراد المخول اليهم تطبيق وتنفيذ القانون، فان أطفالهم يقلدون هذا التوجه.

◆ كلما كان الطفل أكثر ذكاء، زاد احتمال أن يكون مطيعًا للمطالب المعقولة.

◆ الأطفال الأذكياء يمكنهم أن يتوقعوا نتائج تصرفاتهم، كما أن بإمكانهم تأخير الإشباع الفوري في سبيل أهداف بعيدة المدى.

نصائح

لتجنب وتعديل سلوك العصيان عند الطفل، ينصح «شيفر» الوالدين بما يلي:

◆ بناء علاقة وثيقة مع الطفل بالحب المتبادل، وذلك بتخصيص بعض الوقت يوميًا للاهتمام به.

◆ كن مستجيبًا لطلبات طفلك غير الضارة ما أمكنك ذلك، فكلما استجبت لرغباته توقع استجابته لطلباتك وفق قانون «التبادل» وسيلبي الطفل ما يطلب منه عن طيب خاطر.

◆ لا تكن متسلطًا، ولا تعطي الأوامر لطفلك في الوقت الذي يمكن للطلب أن يفي بالغرض، ولا تكن دكتاتوريًا بإصدار أوامرك طيلة الوقت.

◆ كن قدوة. فإذا كان لديك اتجاهات إيجابية نحو السلطة والقوانين، وسلوكياتك تعكس انضباطك الذاتي حيالها، فمن الأرجح أن يكون طفلك كذلك، والعكس صحيح.

◆ ضع القواعد: تذكر أن أي طلب يطلب من الطفل هو بمثابة قاعدة، وليس أمام الطفل أي خيار ألا أن يمتثل له. وعليك مراعاة الفروق الفردية، فلا تطلب من طفلك أشياء تفوق قدرته الذهنية أو البدنية. وما يمكن لطفل تنفيذه، قد يعجز عنه طفل أخر من نفس سنه. وكن محددًا وواضحًا في طلباتك، ويفضل توضيح السبب حتى يكون الطفل أكثر استعدادًا للإذعان.

◆ توقع الطاعة. فعندما تطلب من طفلك أن يفعل شيئًا، تصرف وكأنك تتوقع طاعته، ولا تتركه يشعر مطلقًا أنك تتوقع رفضه.

◆ ضع القواعد بشكل غير شخصي وبطريقة إيجابية وكأنها قواعد عامة للأسرة ولا يقصد بها الطفل على وجه التحديد. فيمكن أن تقول للطفل مثلًا «اخفض صوتك» بدلًا من «كف عن الصراخ»، أو «يمكنك استخدام الشوكة والسكين» بدلًا من «لا تأكل بأصابعك».

◆ انتبه لنبرة صوتك عندما تخاطب طفلك. فمن الأهمية أن تكون هادئًا وغير عصبي أو متوتر، لأن الطفل يستشعر ذلك بسهولة.

◆ حاول أن تكون مرنًا، ويفضل أن تعطي لطفلك حرية اختيار خيارات للتنفيذ يمكنه أن يعبر من خلالها عن ذاته واتجاهاته الخاصة، كأن تقول «هل تلعب هنا بهدوء أم تذهب للعب في فناء المنزل» أو «هل تحب أن تتابع التليفزيون أو لنذهب للفراش حتى أحكي لك قصة؟».