طبرقة

تقع طبرقة مدينة سياحية في محافظة جندوبة شمال غرب العاصمة تونس، وتبعد مسافة 175 كم عنها، واستمدت طبرقة اسمها من تابراكا كما أسماها الفينيقيون قديمًا، وتتميز هذه المدينة بإطلالة ساحرة من فوق الجبال على مياه البحر الأبيض المتوسط، إذ تحيط بها أشجار البلوط والفلين من كل مكان، وكذلك الهضاب والأودية؛ مثل: وادي الزرقاء، ووادي المالح، ووادي نفزة، وعين الصبح، وشتاتة، وطبابة، وسرسار، ووادي الكريم.

تشتهر المدينة بشواطئها الساحلية الجميلة التي يقبل عليها الزوار للاستجمام فيها، وممارسة رياضة الغوص، وصيد الأسماك، فطبرقة معروفة بصيد جراد البحر وأسماك لالوقار، والشعاب المرجانية التي تستخدم في صناعة المجوهرات، حيث تعتبر ثاني أشهر مدينة في تصدير المرجان للعالم، فسواحلها تمتد على 25كم. تاريخ مدينة طبرقة طبرقة هي مدينة تاريخية قديمة سكنها الفنيقيون منذ 2800 عام، وأطلقوا عليها لقب تابركة؛ أي بلاد المرجان أو موطن الظلام، ويقال إنّ البحار الفينيقي هانون هو أول من أسسها عندما أسس مرفأً تجارياً فيها.

ازدهرت المدينة في القرن الثالث والرابع الميلادي خلال عهد الحضارة الرومانية، حيث كانت تحمّل من خلالها الحبوب، والرخام، والفلين، والمرمر الأصفر الذي كان أثرياء الرومان يستخدمونه في بناء قصورهم، ثم استولى عليها الإيطاليون، إذ حكمتها عائلة لوميليني؛ وهي من العائلات الثرية في إيطاليا، حيث أقامت فيها حصناً ضخماً فوق جزيرة ضخمة إلى مدينة طبرقة أو جمهورية جنوة كما لقبوها. السياحة في طبرقة تتميز طبرقة عن باقي المدن التونسية بمنازلها البيضاء، وأسقفها القرميدية الحمراء، وكذلك بالتنوع البيئي الذي يضمّ السهول، والغابات الخضراء، والينابيع، والشواطئ الرملية، والخلجان الصخرية التي تكثر فيها الأسماك المختلفة، والدلافين والشعاب المرجانية، عدا عن ذلك تتنوع فيها الحياة البرية، وهي موطنٌ لاستقرار الطيور المهاجرة إليها، كما توجد في طبرقة العديد من الآثار التاريخية؛ وأبرزها: القلعة الجنوبية التي بُنيت في القرن الرابع عشر الميلادي، والإبر أو الصخور المدببة التي يصل طولها إلى عشرين متراً وتعود في عهدها إلى العصر الحجري، ويستطيع الزائر الذهاب إلى المرافق العلاجية الموجودة فيها؛ مثل الينابيع الحارة التي تجري في طبرقة. الفعاليات المقامة في طبرقة مع جمال طبيعة طبرقة لا يعرف الزائر أي نوع من الملل، وخصوصاً في فصل الصيف، إذ تُقام في طبرقة الكثير من المهرجانات الثقافية مثل: مهرجات الجاز، والموسيقى اللاتينية، وموسيقى العالم، وموسيقى الراي، ويعتبر مهرجان الموسيقى العالمي الذي يُقام سنوياً منذ عام 1966م في البازيليك من أضخم المهرجانات الدولية الموسيقية في العالم، إذ يشارك في هذا المهرجان الكثير من الموسيقيين العالميين من كافة دول العالم.