كهف جوجار

شارك اعضاء من الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور، مازن أرزوني (للتوثيق التوبوغرافي "خرائط المغاور" والفوتوغرافي) ومهدي غدّار (لإعداد تقرير تلفزيوني)، مع اثنين من المستغورين اللبنانيين من جمعيات وأندية لبنانية اخرى، في متابعة أعمال استكشاف كهف جوجار الواقع في امنطقة كرمنشاه غرب ايرن، الذي يبلغ عمقه 1093 متراً، بعد تلقّي

دعوة من الإتحاد الإيراني للنشاطات الجبلية والاستغوار، ومشاركة مستغورين قادمين من بلغاريا، والمكسيك.

ولتبادل الخبرات واكتساب غيرها، خصوصاً وأنّه لم يسبق أن أجريت أيّ دراسة جيولوجية للمنطقة لمعرفة أسباب تكوّن كهف جوجار فيها، أو لجهة توثيق علاقته بالينابيع الكثيرة المنتشرة على أعتاب جبال بيستون، كان لاعضاء الجمعية هذه المشاركة.

بعد الاضطلاع على تقارير اكتشاف هوة جوجار ودراستها، والمراسلات مع الفريق المنظم لأخذ ادق التفاصيل، وضع برنامج تدريبات مكثف لمازن ومهدي من قبل الفريق العلمي والتقني في الجمعية اللبنانية لدراسة المغاور مع مشاركة اعضاء آخرين من الجمعية للتحضير تقنياً وجسدياً للمشاركة ببعثة 2016 الى هوة جوجار.

فكان على المشاركين العمل بظروف شبيهة نسبياً بطبيعة هوة جوجار.

كالعمل لساعات عدة وايام والتواجد في مغاور وهوات منخفضة الحرارة حيث ان الحرارة في جوجار لا تتعدى الثلاث درجات.

وقدرة تحمل النزول والصعود على الحبال لمسافات طويلة والتنقل بممرات ضيقة ومجاري المياه الباردة مع اوزان ثقيلة مثل عدة الاستغوار، كالحبال والخوابير، والعدة الشخصية، كالاكل وعدة النوم الثياب المختلفة حسب المنطقة المراد عبورها، كممرات المياه والممرات الجافة والبرد القارص. وكذلك تسلق المنحدرات الوعرة لمسافات طويلة مع حمل حقيبة ثقيلة على الاكتاف والظهر، والوصول الى هوة جوجار يتطلب المشي بمنحدر وعر لمسافة 10كلم لمدة 8 ساعات والاستعانة بالدواب لتخفيف التحميل والاثقال على المستغورين.

يقع كهف جوجار في منطقة كرمنشاهغر في إيران، وتحديداً في أعالي جبال بيستون على ارتفاع 3200 م، وهي منطقة جبلية وعرة وصعبة الوصول إليها، كما أنّها مليئة بالكهوف والمغاور، حيث بلغ عددها أكثر من 100 مغارة مكتشفة إلى اليوم، ومن بينها هوة جوجار.

بدأت أعمال استكشاف كهف جوجار سنة 2013، مسجّلة لغاية العام الماضي عمقاً قياسيّاً بلغ 806 م تحت سطح الأرض، متخطّياً آنذاك هوةَ بارو، التي عُرفت لفترة طويلة على أنّها الأعمق في إيران مع عمق 750م، علماً أنّ هوة بارو اكتشفت منذ نحو 50 سنة من قبل مستغورين من بريطانيا.

وبعد إتمام هذه البعثة، وصل المستغورون إلى عمق 1093 م، ما يضع جوجار على لائحة الكهوف التي تخطّى عمقها عتبة 1000 متر في العالم.

وقد كانت نتائج بعثة جوجار لهذا العام، إكتشاف أكثر من 50 مغارة جديدة في المحيط وتوثيقها، والوصول إلى عمق 1093متراً في هوّة جوجار، علماً أنّ متابعة أعمال

الإكتشاف فيها، وأيضاً إمكانية بلوغ مستوى أكثر عمقاً، تُركت لبعثات أخرى مستقبليّة ستنظّم في الأعوام المقبلة.